Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

إسرائيل تحول جنين ساحة حرب وتهاجمها برا وجوا

تحولت مدينة جنين ومخيمها للاجئين في الضفة الغربية المحتلة أمس، إلى «ساحة حرب» إثر شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية نوعية تعد الأعنف منذ أكثر من عقدين. ودوت أصوات انفجارات وتبادل عنيف لإطلاق النار في مخيم جنين، فيما قتل ما لا يقل عن 9 فلسطينيين وأصيب عشرات آخرون حالات بعضهم حرجة. ووصف الفلسطينيون العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة، بأنها الأوسع منذ عملية «السور الواقي» التي شنها جيش الاحتلال عام 2002 في جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية.

وأظهرت الصور المنتشرة من داخل مخيم جنين دمارا واسعا طال مباني ومنازل سكنية ومركبات ومحال تجارية، ورصد شهود عيان نزوح عائلات من منازلها خشية تطور الموقف الميداني فيه.

وقالت «كتيبة جنين» المسلحة، إنها أسقطت ثلاث «مسيرات» إسرائيلية وسيطرت عليها، فيما أعلن جيش الاحتلال إصابة جندي واحد بجروح.

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة «فرانس برس» إن الهجوم الإسرائيلي يتم من الجو والبر.

وذكرت تقارير إسرائيلية أنه تم اعتقال 20 فلسطينيا في جنين من المطلوبين لأجهزة الأمن.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليته العسكرية في مخيم جنين بقصف منزل وسط المخيم ما أسفر عن مقتل شاب.

ولاحقا، أغارت طائرات إسرائيلية مسيرة بالصواريخ على عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه، وتبع ذلك اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ 150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم المدينة.

وقطعت تلك القوات الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

وذكرت وكالة «وفا» أن الجيش الإسرائيلي استهدف بناية سكنية مكونة من ثلاثة طوابق بصاروخين، وأطلق الرصاص في محيط مستشفى «ابن سينا»، واستخدم السكان كدروع بشرية.

في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن طائراته المسيرة أغارت على أهداف «إرهابية» ومسلحين في مخيم جنين ودمرت معملا لإنتاج وتخزين عبوات ناسفة.

وذكر الجيش أن قواته قصفت «مركز عمليات مشتركة» بذريعة أنه يشكل مركز قيادة لـ «كتيبة جنين».

وقال الناطق العسكري لجيش الاحتلال «نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أياما. بمجرد أن نحقق الإنجاز الذي نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك».

وأضاف ان هجوم الذي شاركت فيه قوة وصفت بأنها «بحجم لواء»، أو حوالي 1000 إلى 2000 جندي، كان يهدف إلى المساعدة في «كسر مفهوم الملاذ الآمن في مخيم جنين، الذي أصبح عشا للدبابير».

في حين أشار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى أن تل أبيب لا تعتزم توسيع نطاق العملية في جنين لتشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها.

من جهتها، اتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة القوات الإسرائيلية بمنع الطواقم الطبية من الدخول إلى مخيم جنين لإنقاذ المصابين، مطالبة بتحرك دولي لوقف ذلك.

وحملت «حماس» إسرائيل المسئولية عن تداعيات العملية العسكرية في جنين، بينما أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن «المقاومة ستقوم بواجبها لوقف المذبحة في جنين»، مشددا على أن «كل الخيارات مفتوحة».

وأكدت «سرايا القدس ـ كتيبة جنين» التابعة للجهاد انه «ردا على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا عددا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال».

وأضافت «تم تفجير عدد من عبوات «طارق 1» التي تدخل الخدمة لأول مرة حيث تم تفجيرها بجيب مصفح ما أدى إلى إعطابه واشتعال النيران فيه ومقتل وإصابة من فيه».

بدورها، حذرت «الغرفة المشتركة» للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة من التصعيد الإسرائيلي في جنين وتوعدت بالرد «في كل الساحات». واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ان العملية العسكرية الإسرائيلية تمثل «جريمة حرب جديدة»، وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا»، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى «البدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين».

في السياق، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أن اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين يمثل انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية ويعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية، معربا عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة على الشعب الفلسطيني.

وشدد البديوي على ضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل لوقف هذه الاعتداءات الوحشية والممارسات القمعية، التي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين من الشعب الفلسطيني، مجددا الدعوة إلى مؤسسات المجتمع الدولي للتدخل بقوة وسرعة لإعادة إحياء جهود تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

كما ندد بالعدوان الإسرائيلي الجديد على جنين كل من مصر والأردن وقطر وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وطالبوا الأطراف الفاعلة والمؤثرة دوليا بالتدخل لوضع حد «لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني للشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته يوما بعد يوم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *