الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي المعمداني.. الإندونيسي بات خارج الخدمة تماما

دبابات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة وسط “هجوم عنيف”، فيما أكد مدير المستشفى الإندونيسي في غزة أن المستشفى توقف عن الخدمة بشكل كامل؛ مقررون بالأمم المتحدة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية عبر انتهاكاتها الخطيرة في غزة.

أكدت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني، اليوم الخميس، أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة وسط “هجوم عنيف” في الوقت الذي تصر فيه سلطات الاحتلال على أن حماس تستخدم المنشآت الصحية قواعد لها، ما تستخدمه ذريعة لاستهداف المشافي.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام

وقالت الجمعية، في بيان عبر حسابها على منصة إكس، إن “طواقم إسعاف الهلال الأحمر تعجز عن الحركة للوصول للمصابين والجرحى”.

وأوضح الطبيب في المستشفى، غسان أبو ستة، أن “المستشفى أصبح بمثابة محطة إسعاف أولي، مئات الجرحى يتلقون العلاج في المستشفيات دون إمكانية إجراء عمليات جراحية لهم، سيموتون متأثرين بجروحهم”.

وكان أبو ستة، الجراح الفلسطيني البريطاني، قد أجرى بنفسه عملية جراحية الخميس في المستشفى الأهلي، وأكد قبل ساعات قليلة أن المرضى المعرضين لخطر الموت فقط هم الذين يتم إدخالهم إلى غرفة واحدة متاحة من غرفتي العمليات.

ومن بين 24 مستشفى في شمال قطاع غزة، يعد الأهلي العربي الوحيد “الذي يعمل حاليا ويستقبل المرضى”، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مشيرا إلى أن خمسة مستشفيات أخرى تعمل بشكل “محدود” للغاية وغير قادرة على استيعاب مرضى جدد.

وأضاف أوتشا “تم إغلاق 18 مستشفى وإجلاء المرضى منها منذ بدء الأعمال القتالية، من بينها ثلاثة – النصر والرنتيسي والقدس – في الأيام الثلاثة الماضية”. وأكد مدير المستشفى الإندونيسي، أن المستشفى توقف عن الخدمة بشكل كامل.

وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي في ساحة المستشفى الأهلي العربي، حيث تواجد المئات من النازحين، ما أسفر عن استشهاد المئات.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن الجيش الإسرائيلي قصف عدة أقسام في مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “يفتش كل طابق، مبنى بعد آخر” في مجمع الشفاء الطبي.

وتستقبل المستشفيات في القطاع الفلسطيني آلاف النازحين الذين ظنوا أنهم سيكونون فيها بمنأى عن القصف الإسرائيلي المتواصل، نظرا لأن المؤسسات الصحية تحظى بحصانة بموجب القانون الإنساني الدولي.

لكن الجيش الإسرائيلي يتذرع بمزاعم حول استخدام حماس هذه المنشآت قواعد، لاستهدافها وتشديد الضغوط على المدنيين المعرضين للموت شمالي قطاع غزة، لدفعهم إلى النزوج جنوبا.

“إسرائيل ترتكب إبادة ضد الفلسطينيين”

وأكد مقررون بالأمم المتحدة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية عبر انتهاكاتها الخطيرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في بيان مشترك حمل توقيع 33 مقررًا أمميًا حول الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى منع وقوع إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، مشيرًا أن المقررين أعربوا سابقًا عن قلقهم حيال خطر وقوع إبادة جماعية في غزة.

وقال: “منزعجون بشدة لأن الدول لم تستجب لدعوتنا ولم توفر وقفا فوريا لإطلاق النار، ونشعر بقلق عميق إزاء دعم بعض الدول لأسلوب إسرائيل في حربها ضد شعب غزة وفشل النظام الدولي في حشد نفسه لمنع الإبادة الجماعية”.

وشدد البيان على أن الواقع في غزة كارثة كبيرة مع الألم الذي لا يحتمل والصدمة التي يعيشها الناجون هناك.

ودعا البيان إسرائيل وحماس إلى تنفيذ وقف إطلاق النار على المدى القصير، مؤكدًا ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة بشكل عاجل إلى سكان غزة دون عوائق.

وشدد على وجوب إفراج حماس عن الرهائن دون قيد أو شرط وبأمان، وإطلاق إسرائيل لسراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم تعسفا على الفور.

وأكد ضرورة نشر هيكل حماية دولي تحت إشراف الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال البيان “نذكّر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن الوضع لا يقتصر فقط على مصير الإسرائيليين والفلسطينيين، بل إن التصعيد الخطير للصراع في المنطقة سيؤدي إلى مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان ومعاناة المدنيين الأبرياء”.