Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تحليل صور أقمار صناعية يظهر عملية هدم جديدة ومنطقة عازلة محتملة على طول حدود غزة وإسرائيل

يثير نطاق عمليات الهدم تساؤلات حول مدى هذه الفترة “المؤقتة” للمنطقة العازلة المحتملة. ولا يمثل الهدم على طول هذا المسار سوى جزءا صغيرا من الضرر الأكبر الذي خلفته الحرب، إذ أُلحقت أضرار أو دمار كامل بنصف القطاع.

أشخاص يسيرون بجوار المباني المدمرة في مخيّم المغازي (Getty Images)

تظهر صور التقطتها أقمار صناعية عملية هدم جديدة على طول مسار بعمق كيلومتر واحد على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وفق تحليل أجرته وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، وتقارير خبراء.

وتأتي عملية الهدم هذه في وقت تقول إسرائيل إنها ترغب في إنشاء منطقة عازلة هناك، رغم اعتراضات المجتمع الدولي، ما يزيد من تمزيق الأراضي الفلسطينية.

ولا يمثل الهدم على طول هذا المسار سوى جزءا صغيرا من الضرر الأكبر الذي خلفته الحرب على غزة، والذي يشير تقييم إلى أنه ألحق أضرارا أو دمارا كاملا بنصف مباني القطاع الساحلي.

وأشار مسؤولون في إسرائيل مؤخرا إلى رغبتهم في إنشاء منطقة عازلة كإجراء دفاعي قد يمنع تكرار هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، رغم التحذيرات الأميركية بعدم تقليص مساحة غزة.

تظهر صور الأقمار الصناعية عملية هدم جديدة على طول مسار بعمق كيلومتر على حدود قطاع غزة (Getty Images)

ورفض الجيش الإسرائيلي الإجابة عما إذا كان بصدد إقامة منطقة عازلة، عندما وجهت إليه “أسوشييتد برس” سؤالا حول ذلك، واكتفى بقول إنه “يتخذ العديد من الإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة دفاعية من شأنها توفير أمن أفضل لجنوبي إسرائيل”. إلا أنه أقر بهدم مبان في جميع أنحاء القطاع.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي، لم تورد الوكالة اسمه، إن “منطقة أمنية عازلة مؤقتة” قيد الإنشاء.

ومع ذلك يثير نطاق عمليات الهدم تساؤلات حول مدى هذه الفترة “المؤقتة” للمنطقة العازلة المحتملة.

وتبلغ حدود غزة مع إسرائيل نحو 60 كيلومترا، ويقتطع إنشاء هذه المنطقة العازلة نحو 60 كيلومترا مربعا من قطاع غزة، الذي تبلغ مساحته الإجمالية ما يقرب من 360 كيلومترا مربعا.

باتجاه جنوبي قطاع غزة نجد معظم الأراضي في المنطقة العازلة المحتملة هي أراض زراعية تتاخم الجدار الحدودي الضخم الذي بلغت تكلفته مليار دولار والذي تم تشييده على أراض إسرائيلية ليفصلها عن القطاع.

لكن بالقرب من بلدة خربة خزاعة، حيث تتجه الحدود نحو الشمال الغربي، نجد وضعا مختلفا، إذ تظهر صور التقطتها أقمار صناعية من معامل بلانيت لابز وقامت “أسوشييتد برس” بتحليلها دمارا هائلا للمباني، وأراض تم تجريفها في منطقة تبلغ مساحتها حوالي ستة كيلومترات مربعة. وعلى بعد ما يزيد قليلا على أربعة كيلومترات شمالا تم تحويل الأراضي الزراعية إلى تربة جرداء على طول المنطقة العازلة المحتملة.

(Getty Images)

إلى الشمال يوجد مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة. هناك قتل جنود احتياط إسرائيليون كانوا يعدون متفجرات لهدم منزلين بالقرب من حدود إسرائيل في كانون الثاني/ يناير، عندما أطلق مسلح قذيفة صاروخية على دبابة قريبة، ما أدى إلى انفجار العبوات الناسفة، وانهيار المبنيين على الجنود، ومقتل 21.

كما يوجد مجمع كبير من المستودعات مدمر جنوب شرق مدينة غزة، داخل المنطقة العازلة المحتملة أيضا.

وقالت الوكالة إن تحليلها يتوافق مع علماء يدرسون بيانات الأقمار الصناعية، لفهم مدى أضرار الحرب الإسرائيلية، فقد قام مدير مركز المعلومات الجغرافية بالجامعة العبرية في القدس، عدي بن نون، بإجراء مسح للأضرار على طول المنطقة العازلة المحتملة حتى 17 كانون الثاني/ يناير.

وقال إنه من بين حوالي 2850 مبنى قد تواجه الهدم، تضرر 1100 مبنى بالفعل. وفي كامل أنحاء قطاع غزة يقدر تضرر نحو 80 ألف مبنى خلال الحرب.

وتشير تقديرات كوري شير من جامعة “سيتي”، وجامون فان دين هوك من جامعة ولاية أوريغون، إلى درجة أكبر من الأضرار؛ إذ يقدران أن ما لا يقل عن نصف مباني غزة، أي نحو 143900 مبنى قد تضررت أو دمرت خلال الحرب. ووقعت الأضرار الأكبر في مدينة غزة – المدينة الأولى التي تم استهدافها في الهجوم البري – رغم أن الأضرار تتزايد في مدينة خانيونس جنوبا.

وفي المنطقة العازلة المحتملة التي يبلغ طولها كيلومتر واحد، تعرض ما لا يقل عن 1329 مبنى لأضرار أو دمار كامل منذ بدء الحرب، حسبما قال المحللان الأمريكيان للأسوشيتدبرس.

ولن تشمل المنطقة العازلة المحتملة حدود غزة مع مصر، التي يوجد بها بالفعل شريط عازل ضيق يعرف باسم محور صلاح الدين (ممر فيلادلفيا)، أنشئ بموجب اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل عام 1979.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، أبلغت إسرائيل حلفاءها الغربيين والدول العربية بخططها لإنشاء منطقة عازلة بين قطاع غزة وإسرائيل، حسبما قال دبلوماسيون مصريون وغربيون لـ”أسوشييتد برس”. ولم تتضمن المناقشات حينها أي تفاصيل محددة.

وأثارت أنباء المنطقة العازلة مخاوف المجتمع الدولي بشأن تآكل الأراضي الفلسطينية بشكل أكبر، وبخاصة في الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل طوال الحرب،فقد حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 25 كانون الثاني/ يناير، قائلا إنه “لا نؤيد أي تقليص لأراضي غزة”.

ولم ترد الخارجية الأميركية على أسئلة الوكالة حول تفسير عمليات الهدم في المنطقة العازلة المحتملة. ومع ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحافيين، يوم الأربعاء، إن المسؤولين “أثاروا مع إسرائيل مسألة إنشاء منطقة عازلة”.

وأضاف: “أقول إننا أوضحنا لهم نفس الشيء الذي قلناه علنا، وهو أننا نعارض أي تقليص لحجم أراضي غزة”.

في الوقت نفسه، يستمر توسّع المستوطنات في الضفة الغربية تحت إدارة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، ما يزيد من تقويض احتمالات قيام دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، إن “إسرائيل ماضية في تنفيذ احتلالها ومشاريعها الاستعمارية في قطاع غزة، وبرز منها في الآونة الأخيرة شروعها في تنفيذ مخطط ما تسميه بالمناطق العازلة على حدود القطاع”.

وقال المسؤول البارز في حماس، باسم نعيم، إن الحركة “عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك”، لدى سؤاله عن خطط إسرائيل المحتملة لإنشاء منطقة عازلة. ولم يخض في تفاصيل.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *