Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

اشتداد الاقتتال في السودان يثير مخاوف من

لم تفلح الهدنة القصيرة التي اقترحتها الولايات المتحدة في وقف القتال المحتدم في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ شهدت الخرطوم وضواحيها أمس ضربات جوية وانفجارات مدوية ما دفع الآلاف إلى الفرار من العاصمة خشية التعرض لاعتداءات أو بسبب نقص الغذاء والدواء.

وألقى كل جانب بالمسؤولية على الطرف الآخر في خرق الهدنة وإفشالها، فيما سمع دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بالمطار ومقر القيادة العامة للجيش الذي يضم مباني وزارة الدفاع والمخابرات والقوات البرية والبحرية والجوية والاستخبارات العسكرية، حيث جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة على هذا المقر الحيوي الواقع وسط العاصمة.

في هذه الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن وزارة الصحة السودانية إن القتال الدائر أسفر عن مقتل 270 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 2600 آخرين.

وقالت القيادة العليا للجيش السوداني إنها مستمرة في عمليات تأمين العاصمة والمناطق الأخرى.

وأعلن الجيش أنه تصدى لهجوم جديد من قبل قوات الدعم السريع على محيط القيادة العامة بحسب بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية.

وأضاف البيان انه كان من السهولة بمكان التعامل بضرب تجمعات المتمردين بالقوات الجوية داخل تمركزاتها بوسط الخرطوم والقضاء على التمرد في ساعات لكن لا يمكن للقوات المسلحة أن تسلك هذا المسلك وتضع حياة الناس على المحك.

وجدد الجيش السوداني دعوته لأفراد الدعم السريع لتسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية للخروج من حالة التمرد.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر بالجيش بأن قواته سيطرت على القصر الرئاسي في قلب الخرطوم بواسطة قوات المظلات.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الجيش يستعد لاستعادة السيطرة على القيادة العامة التي ظل جزء كبير منها تحت سيطرة الدعم السريع.

من جهتها، دعت قوات الدعم السريع منتسبي الجيش إلى الانسحاب من مواقع القتال، معلنة عن التزام بهدنة جديدة لوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.

في هذه الأثناء، ضاعف انقطاع الكهرباء والمياه المتكرر نتيجة القتال من معاناة السكان في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وأدى لتوقف العمل بمعظم المستشفيات.

وطلبت شركة توزيع الكهرباء من سكان الخرطوم ترشيد استهلاك الكهرباء وقالت إن الخوادم المسؤولة عن عمليات شراء الكهرباء عبر الإنترنت تعطلت.

وأضافت الشركة في بيان أن المنطقة التي توجد بها الخوادم شديدة الخطورة على المهندسين.

وأغلقت الشركات والمدارس أبوابها في العاصمة، ووردت أنباء على نطاق واسع عن أعمال نهب واعتداء وتكونت طوابير طويلة أمام المخابز التي لاتزال تعمل.

وقال أحد السكان في مدينة بحري قال إن اسمه محمد: «معظم السلع غير متوافرة. الناس يبحثون عن احتياجات لكنهم لا يجدونها».

ونتيجة لهذه الأوضاع المتردية في الخدمات العامة، فر آلاف المدنيين من الخرطوم تحت القصف، سيرا أو في مركبات، على الطرق التي تغطيها الجثث وهياكل المدرعات المتفحمة، حيث لم يعد البقاء ممكنا في العاصمة مع انقطاع الكهرباء والمياه الجارية والرصاص الطائش الذي يخترق النوافذ وحتى الجدران، وتنهمر أحيانا من السماء صواريخ لتحول مبنى أو مستشفى إلى كومة من الأنقاض.

وسار الآلاف من النساء والأطفال باتجاه المحافظات خارج الخرطوم، متقدمين بين الجثث التي بدأت تنبعث منها روائح قاتلة، بحسب شهود عيان.

ولم ينس سكان الخرطوم المعارك والمداهمات وغيرها من «جرائم ضد الإنسانية» و«الإبادة الجماعية» في إقليم دارفور خلال حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.

إلى ذلك، أنشأت وزارة الخارجية الأميركية فريق عمل خاصا للتعامل مع الأزمة في السودان، وفقا لما نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن متحدث باسم وزارة الخارجية.

وقال المتحدث، الذي لم تكشف الشبكة الإخبارية عن هويته إن «وزارة الخارجية أنشأت فريق عمل معنيا بالنزاع العسكري في السودان للإشراف على تخطيط الوزارة وإدارتها واللوجستيات المتعلقة بالأحداث في السودان».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *