وصف قادة أمنيون إسرائيليون هجمات المستوطنين على قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بأنه «إرهاب قومي» يستدعي تكثيف إجراءات المواجهة، وهي تصريحات أثارت غضب وزراء منتمين لليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو الذي انتقد الوزير المتطرف بن غفير لدعوته المستوطنين للانتشار في البؤر الاستيطانية.
وأثارت هجمات شنها مستوطنون في بلدات وقرى فلسطينية بعد مقتل أربعة إسرائيليين في كمين إدانة دولية وبيانات من الولايات المتحدة عبرت فيها عن قلقها.
وفي بيان مشترك، قال قادة الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل إن أفعال المستوطنين ضد الفلسطينيين ترقى إلى حد «الإرهاب القومي»، وتعهدوا بالتصدي له.
وقالوا إن الجيش سيعزز قواته في المنطقة للتصدي لهذا العنف، فيما سيطور جهاز الأمن الداخلي عمليات الاعتقال بما في ذلك «الاحتجاز الإداري» الذي يعني إمكانية احتجاز أي مشتبه به دون اتهام.
وأثار هذا الوصف غضب وزراء منتمين لليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذين رفضوا قبل ذلك مقارنة ما يفعله اليهود بما يقوم به الفلسطينيون المسلحون. وانتقد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الشرطة بسبب ما وصفه بأنه «عقاب جماعي» للمستوطنين اليهود، وذلك في خضم اتساع الخلافات بين الأجهزة الأمنية والحكومة حول العنف في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بن غفير امس إنه طلب من الشرطة توضيح السبب وراء إغلاق بوابات مستوطنة «عطيرت» لتفتيش القادمين والمغادرين وكذلك وراء «تعذيب شخص كان يقف في مكان قريب».
وجاء في بيان لحزب الوزير المتطرف «العظمة اليهودية» أنه أبلغ قائد الشرطة بأنه «يعارض أي انتهاك للقانون» لكنه لا يقبل «العقاب الجماعي» للمستوطنين.
و«عطيرت» قريبة من قرية أم صفا الفلسطينية، حيث أضرمت نيران في سيارات أمس الاول فيما وصفه السكان بهجوم شنه مستوطنون. وأظهر مقطع فيديو صوره أحد المارة رجلين، وصفهما فلسطينيون بأنهما من المستوطنين، يصوبان بندقيتين في وجه فلسطيني كان يصرخ فيهما باللغة العربية.
من جانبه، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الوزير المتطرف بن غفير لدعوته للمستوطنين بالانتشار في البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة امس إن مثل هذه التصريحات تقوض القانون والنظام، داعيا بن غفير إلى التوقف فورا عن مثل هذه التصريحات، التي أثارت انتقادات دولية وإقليمية.
من جهته، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، عن قلقه العميق إزاء هجمات المستوطنين المتطرفين الأخيرة ضد المدنيين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم في الضفة الغربية.
وأكد سوليفان في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنيغبي، وفقا لوسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، أهمية محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف هذه، داعيا إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب بما في ذلك التوسع الاستيطاني التي تزيد من تأجيج التوترات. بدورها، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى محاسبة إسرائيل لعدم قيامها بواجباتها بحماية السكان المدنيين الرازحين تحت احتلالها.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، انه رغم وصف بيان المنظومة العسكرية الإسرائيلية لجرائم المستوطنين بالإرهاب، إلا أن البيان صدر من أجل تهدئة وامتصاص ردود الفعل الدولية تجاه هذه الجرائم المستمرة، وتبرئة تلك المنظومة من جرائم المستوطنين أمام الرأي العام العالمي وليس المقصود منه اعتقال عناصر المستوطنين وقياداتهم الإرهابية أو البدء بجمع سلاحهم أو محاسبتهم.
