Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

السودان يغوص أكثر في الحرب وسط تعثر

بعد مضي شهرين على اندلاع الحرب، يندفع السودان ثالث أكبر دولة في أفريقيا، والتي يبلغ عدد سكانها 49 مليون نسمة، فر منهم قرابة المليونين من ديارهم بالفعل، نحو أزمة إنسانية أسوأ إذ باتت مزارعها مهددة ولا يتسنى توصيل المساعدات إلى جميع المحتاجين بعدما تحولت مساحات كبيرة من العاصمة وغرب السودان إلى مناطق حرب.

وبينما تخوض الفصائل المتحاربة في السودان هدنة وراء أخرى، ظهرت محدودة الضغوط الخارجية حتى الآن في إنهاء الصراع المستمر منذ 15 ابريل الماضي والذي يفاقم وضعا كارثيا تعيشه البلاد.

وقال مجدي الجزولي المحلل في معهد الأخدود العظيم «لن يتفاوض أحد بجدية حتى يشعروا بأن التوازن العسكري لم يعد قابلا للتغير… الديناميكية الداخلية لهذه الحرب تتعدى بعض الشيء مسألة النفوذ الذي يمكن لطرف خارجي أن يمارسه فعلا».

وقال ديبلوماسي مقيم في القاهرة، إن هناك منتدى جديدا بقيادة الاتحاد الأفريقي يهدف إلى إشراك دول عربية وأفريقية في العملية.
وتهدد الحرب بتمزيق الدولة السودانية وزلزلة المنطقة بعد مرور أربعة أعوام على الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير وبثت آمال التغيير الديموقراطي بعد عقود من الاستبداد والعقوبات والصراعات الأهلية.

واجتاح القتال، الذي اندلع نتيجة خلافات على خطة الانتقال إلى حكم مدني، الخرطوم وشقيقتيها أم درمان وبحري وكذلك منطقة دارفور المنكوبة بالصراعات غرب البلاد وولاية شمال كردفان ومناطق أخرى.

وعبر السكان عن غضبهم من عدم وجود مسؤولين في العاصمة، إذ يفاقم هذا الإحساس بالتخلي عن أولئك الذين لم يغادروا.

وتم إجلاء البعثات الديبلوماسية بعد فترة وجيزة من اندلاع الصراع، وانتقل الكثيرون من كبار المسؤولين السودانيين من الخرطوم إلى ميناء بورتسودان الأكثر أمنا والذي يسيطر عليه الجيش على ساحل البحر الأحمر.

وقالت محاسن إبراهيم (54 عاما)، وهي معلمة مقيمة بالخرطوم، لرويترز عبر الهاتف «كيف نعيش نحن وأسرنا ونحن في حالة حرب؟… لا أحد نشتكي له اختفت الحكومة واختفي الوزراء وكبار المسؤولين».

وعلى عكس الصراعات السابقة، تدور المعارك بين طرفي الصراع في قلب العاصمة.

ويقول سكان العاصمة الذين يعانون بالفعل من تفشي أعمال النهب ونقص الغذاء والدواء والوقود إنهم صاروا أكثر عرضة للمعارك التي امتدت إلى الأحياء المكتظة بالسكان مع احتدام الحرب.

ووضع فشل المحادثات السودان، الذي كان يعتمد بالفعل على المساعدات، في حالة إنسانية خطيرة. ومن بين ما يقرب من مليونين فروا من ديارهم، عبر قرابة 500 ألف إلى دول مجاورة.

ومن المحتمل أن يكون هناك آلاف من القتلى جراء الصراع، لكن مع تشتت السلطات في عموم البلاد وإغلاق العديد من المستشفيات يصعب التأكد من الأرقام بشكل دقيق.

وقال ألان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية «إذا استمروا في القتال فإن الدولة السودانية ستنهار. قد يستغرق الأمر أجيالا لمحاولة إعادة الوحدة».

وأضاف «سيكون هذا صداع كبير لأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا لفترة طويلة قادمة ما لم يتعامل الناس بجدية أكبر لمنع هذا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *