ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن الانتخابات في بلاده ستجري يوم 14 مايو، ملتزما بخطة أعلن عنها سابقا أي بعد ما يزيد قليلا على ثلاثة أشهر من زلزال السادس من فبراير المدمر.
واستنكر الرئيس التركي الانتقادات الموجهة لحكومته على إدارتها للكارثة، مؤكدا «سنعطيهم الرد المناسب» في الانتخابات المزمع إجراؤها في 14 مايو المقبل، واستبعد بذلك بحكم الأمر الواقع أي إرجاء للانتخابات التي أعلن انه سيترشح مجددا خلالها.
وقال «سيتم إنشاء صندوق إعادة إعمار ما بعد الكوارث لإحياء المدن بسرعة بعد الزلازل». وأكد أن حكومته ستواصل جهودها لتضميد جراح المتضررين بمنحهم حوافز خلال الأيام القادمة.
ولفت أردوغان إلى استمرار القلق الناجم عن الهزات الارتدادية التي تصل قوتها إلى 4.5 و6 درجات في منطقة الزلزال ومحيطها. وأوضح أن جميع العلماء في تركيا والعالم يقولون إن المرحلة التي تمر بها البلاد استثنائية، حيث تواجه تركيا بالفعل نوعا من العواصف الزلزالية.
وقال الرئيس التركي، في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان أمس «هذه الأمة ستفعل ما يلزم يوم 14 مايو إن شاء الله»، في إشارة على ما يبدو إلى الانتخابات التي ينظر إليها على أنها أكبر تحد سياسي يواجهه الرئيس على الإطلاق خصوصا بعد كارثة الزلزال.
وصدرت إشارات متباينة بشأن التوقيت المرجح لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ زلزال الشهر الماضي، إذ أشار بعض المسؤولين إلى احتمال تأجيلها لوقت لاحق من العام أو عقدها في التاريخ المقرر لها يوم 18 يونيو.
ويواجه أردوغان موجة انتقادات بسبب أسلوب تعامل حكومته مع أكبر زلزال تشهده البلاد في تاريخها المعاصر من حيث عدد القتلى، لكنه دافع عن تعامل أنقرة مع الأزمة قائلا إنها وجدت نفسها فجأة وسط «عاصفة من الزلازل».
وفي كلمة مصحوبة بمقطع فيديو يظهر كل جهود الدولة للتعامل مع الكارثة، قال أردوغان «سنبني مباني أفضل بدلا من تلك التي انهارت. سنكسب القلوب وسنفتح مستقبلا جديدا أمام شعبنا».
ويشكك البعض في قدرة السلطات الانتخابية على الاستعداد ووضع الترتيبات اللوجستية اللازمة لمشاركة القاطنين في المنطقة المتضررة من الزلزال في الانتخابات والذين يبلغ عددهم نحو 14 مليون نسمة. ويزور مسؤولون عن الانتخابات المنطقة هذا الأسبوع لإعداد تقرير عن مدى جاهزيتها لإجراء التصويت.
ورأى مجددا أن عمليات الإغاثة تأخرت أياما عدة «بسبب الفوضى والأحوال الجوية». وقال «لكن بعد ساعات قليلة على الزلزال اتصلت وزاراتنا بسلطات المدن المتضررة وبدأت تنسيق العمل».
وقال أردوغان إن 14 مليون شخص تضرروا جراء الزلزال.
من جهتها، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) أن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى 45089، ليصل إجمالي عدد الضحايا بما يشمل سورية إلى ما يقارب 52 الفا. كما بلغ عدد المصابين 108 آلاف في تركيا.
وتواجه أنقرة تحديا كبيرا في إصلاح الدمار الهائل الناجم عن الزلزال والهزات الارتدادية التي دفعت الملايين للاحتماء في خيام أو للسعي للانتقال إلى مدن أخرى.
وقال اردوغان إن أكثر من 200 ألف من المباني إما دمرت أو تضررت بشدة جراء الزلازل، وأوضحت «آفاد» أنها سجلت نزوح نحو مليونين من المنطقة المنكوبة التي تعرضت لأكثر من 11 ألف هزة ارتدادية.
