كاهن «مارجرجس»: «العذراء» باركت أرض مصر وإكراما لها بنيت الأديرة والكنائس – تحقيقات وملفات

أكد القس بولس حليم، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالقللى، وسط القاهرة، رئيس قطاع التدريب بالمركز الإعلامى للكنيسة الأرثوذكسية، أن صوم العذراء له مكانة خاصة عند الأقباط، ويسمى باسمها تكريماً لها واستشفاعاً بها، ولكن لا يصوم الأقباط للعذراء، بل لطلب معونتها وشفاعتها.

وأشار، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أنه لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب المقدس مثل «مريم»، حتى إن الكنيسة وضعتها فوق مرتبة الملائكة، موضحاً أن لمصر لدى العذراء مكانة خاصة، فهى التى باركت أرضها وقدّستها أثناء طفولة المسيح، وإكراماً لها بُنيت فى مواضع رحلتها الأديرة والكنائس.

تحتل السيدة العذراء مكانة لا ينافسها فيها أحد، فكيف تكرم الكنيسة السيدة مريم؟

– السيدة العذراء لها مكانة خاصة عند السيد المسيح الذى أكرمها وصنع معجزة قانا الجليل حين طلبت ذلك، وعند الصليب أوكل لتلميذه يوحنا أن يهتم بأمرها متناسياً آلامه الرهيبة، وأكرمها أيضاً عند انتقالها من هذا العالم، كما أنه اعتنى بجسدها وأصعده معه إلى السماء. ولا توجد امرأة تنبأ عنها الآباء والأنبياء واهتم بها الكتاب المقدس مثل مريم العذراء.

ويخبرنا العهد القديم برموز عديدة عن العذراء مريم، والعهد الجديد يذكر لنا جانباً من سيرتها وتسبحتها وعلاقتها بالسيد المسيح. أما الكنيسة فقد وضعت مرتبة العذراء مريم فوق مرتبة رؤساء الملائكة، فنقول عنها فى تسبيحها وألحانها: «علوتِ يا مريم فوق الشاروبيم.. وسموتِ يا مريم فوق السارافيم». وأيضاً العذراء مريم لها مكانة خاصة عند الآباء فأكرموها بأقوال وعبارات وتماجيد وتسابيح تليق بكرامتها. أما الأقباط فيكرمون العذراء مريم إكراماً شديداً، فهى التى أتت إلى بلادنا أثناء طفولة المسيح وأقامت فى أرضنا سنوات قدّست خلالها أرض مصر وباركتها، ولذلك نجد أن معظم الأماكن التى باركتها العذراء بُنيت بها أديرة وكنائس على اسمها.

ما فضائل السيدة العذراء؟ وما صفاتها؟

– للعذراء مريم فضائل كثيرة تركتها ميراثاً للبشرية، ومن فضائلها خدمتها للآخرين، فقد عبرت الجبال والتلال فى رحلة شاقة تستمر حوالى أسبوع لتذهب إلى أليصابات حتى تخدمها فى فترة حبلها وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65).

وكذلك احتمالها للآلام عبر سنوات حياتها، فمنذ الطفولة وهى تعانى فقدان الأب ثم الأم، كما أنها تركت أسرتها وعاشت فى الهيكل وهى فى الثالثة من عمرها، وعندما تركت الهيكل عاشت فى بيئة فقيرة مع نجار وولدت طفلها فى مذود فقير وسارت معه رحلة آلام منذ الهروب إلى مصر حتى خشبة الصليب، وفضائل أخرى كثيرة عن العذراء مريم لن يسعنا الوقت لسردها، ولكنها موضوعة كمثال حى لكل الأجيال.

تحتفل الكنيسة خلال هذه الأيام ببدء صوم العذراء، فما مكانة الصوم عند الأقباط؟

– صوم العذراء له اعتبار خاص عند الأقباط، وفى كل سنة تبدأ الكنيسة الأرثوذكسية صوم السيدة العذراء من 7 إلى 21 أغسطس، وهذا الصوم الذى يصومه الأقباط كل عام يأتى تذكاراً لصوم التلاميذ ليروا جسد العذراء مريم الطاهر، وهذا الصوم يسمى باسمها تكريماً لها واستشفاعاً بها، ولكننا لا نصوم للعذراء، بل نستغيث بها، ونطلب معونتها، فهى الشفيعة أمام السيد المسيح، وشفاعتها كثيرة ومقبولة لديه لأن الصلاة والصوم ذبيحة نقدمها لله.

عيد الصعود

 الكنيسة تعيّد بصعود جسد العذراء للسماء، لا فى اليوم الحقيقى للصعود، بل فى اليوم الذى فيه ثبت للتلاميذ صعود جسدها. وتوفيت فى يوم 21 طوبة، وصعد جسدها بعد وفاتها بثلاثة أيام، ولا توجد إنسانة أحبها الناس فى المسيحية مثل السيدة مريم.