Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

عمليات جراحية في مستشفيات غزة بدون تخدير

أطباء ومسعفون: “تم إجراء عدة عمليات جراحية، منها عمليات قيصرية لسيدات بدون بنج على الإطلاق. بعدها اضطرينا لإجراء الحروق بدون مخدر. ونعلم أن الألم الذي يشعر به الأطفال أعلى مما يتصور أو أعلى مما يفوق سنه المبكر”

طفلة (4 سنوات) جريحة في مستشفى الأقصى، مطلع الشهر الحالي (أ.ب.)

تعاني المستشفيات في قطاع غزة من نقص شديد في مواد التخدير الضرورية في العمليات الجراحية. ويزداد النقص الحاد في مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي خصوصا وكلاهما يقعان في شمال القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي شديد.

وقال مدير مستشفى ناصر في خان يونس، الطبيب محمد زقوت، إنه كانت هناك فترة في بداية الصراع نفدت فيها إمدادات التخدير بالكامل حتى سُمح لشاحنات المساعدات بالدخول. وأضاف أنه “تم إجراء عدة عمليات جراحية، منها عمليات قيصرية لسيدات بدون بنج على الإطلاق… كان شيئا مؤلما جدا. بعدها اضطرينا لإجراء الحروق بدون مخدر وبدون قاتل للألم لعدم توفره”.

وأوضح أن الأطقم الطبية بذلت قصارى جهدها لتخفيف آلام المرضى بأدوية أخرى أضعف تأثيرا لكن هذا لم يكن كافيا. وتابع أن “هذا ليس الحل الأمثل لمريض داخل غرفة العمليات، نريد إجراء العملية له تحت التخدير الكامل”.

طفل جريح في مستشفى الأقصى عمره عام واحد (أ.ب.)

​​​​​

وفي مستشفى الشفاء، كانت طفلة صغيرة تبكي من الألم وتصرخ “ماما.. ماما”، بينما يخيط الممرض جرحا في رأسها دون استخدام أي مخدر لأنه لم يكن متوفرا.

وتلك واحدة من أسوأ اللحظات التي روى عنها الممرض أبو عماد حسنين، وهو يصف المعاناة التي يمرون بها في وقت يضطرون فيه للتعامل مع تدفق لم يسبق له مثيل للجرحى وندرة أدوية تخفيف الألم منذ بدء الحرب على غزة.

وقال حسنين إنه “غالبا ما نعطيه الشاش المعقم لكي يقوم بالعض عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به، ونحن نعلم أن الألم الذي يشعر به هو أعلى مما يتصور أو أعلى مما يفوق سنه في هذا السن المبكر” في إشارة إلى الأطفال مثل الطفلة المصابة بجرح في الرأس.

ولدى وصوله إلى مستشفى الشفاء لتغيير الضمادات وتطهير جرح في ظهره أصيب به في غارة جوية إسرائيلية، قال نمر أبو ثائر، وهو رجل في منتصف العمر، إنه لم يحصل على أي مسكنات للألم عندما تمت خياطة الجرح في الأصل. وأضاف “ظللت أقرأ القرآن حتى انتهوا منه”.

وقال مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، إنه مع وصول أعداد كبيرة جدا من المصابين في وقت واحد، فلا يوجد خيار سوى علاجهم على الأرض دون أي عقاقير لتخفيف الألم بشكل كاف.

وضرب مثلا لهذا بما حدث مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني، يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقال إن حوالي 250 جريحا وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يضم 12 غرفة عمليات فقط.

وقال أبو سلمية “لو انتظرنا هذا العدد الكبير من الجرحى إلى أن ينتهي الواحد تلو الآخر لفقدنا الكثير من الجرحى”. وأضاف أنه “اضطررنا أن نعمل على الأرض بدون أي تخدير أو بمخدر بسيط جدا أو مسكنات ضعيفة جدا حتى نستطيع إنقاذ حياة الجرحى”.

وتابع أبو سلمية، دون الخوض في تفاصيل، أن العمليات التي أجرتها الأطقم الطبية في مستشفى الشفاء في مثل هذه الظروف شملت بتر أطراف وأصابع وخياطة جروح وعلاج حروق خطرة. وقال أبو سلمية “أكيد الأمر مؤلم للطواقم الطبية وأمر ليس بسيطا. لكنه في سبيل إما أن يتألم المريض أو أن يفقد حياته”.

وخلال الأيام الـ12 الأولى للحرب، لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة. وفي 21 تشرين الأول/أكتوبر، وصلت أول قافلة من شاحنات المساعدات. وتلتها قوافل مساعدات أخرى، لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تؤكد أن المساعدات المقدمة ليست قريبة من المستوى المطلوب للتخفيف من الكارثة الإنسانية.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *