Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

ألمانيا تغلق آخر محطاتها النووية

كاد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 أن يعيد النظر بالقرار. فمع حرمانها من الغاز الروسي الذي قطعت موسكو الجزء الأكبر منه، وجدت ألمانيا نفسها في مواجهة “أحلك سيناريوهات، من احتمال توقف مصانعها إلى غياب التدفئة”

(محطة طاقة نووية على ضفاف نهر إيزار في ألمانيا / Gettyimages)

تنفذ ألمانيا، اليوم السبت، “الوعد الذي قطعته” بإغلاق آخر ثلاثة مفاعلات نووية لديها في ختام عملية تخلٍ عن الطاقة الذرية بدأت منذ فترة طويلة، على الرغم من الجدل الذي يثيره هذا القرار في سياق الأزمة المناخية الملحة.

وبذلك يكون “أكبر اقتصاد في أوروبا يفتح فصلاً جديدًا في مجال الطاقة” بعدما واجه تحدي وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه إدارة أزمة الغاز الناجمة عن الحرب في أوكرانيا”، كما يشير تقرير لوكالة “أ ف ب”، نُشر اليوم.

وبحسب المصدر، سيتم، منتصف ليل السبت الأحد على أبعد حد، فصل محطات توليد الكهرباء “إيسار 2” (جنوب شرق) ونيكارفيستهايم (جنوب غرب) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء.

“غرينبيس”: “لنجعل الخامس عشر من نيسان/أبريل يومًا لا يُنسى”.

وكانت الحكومة الألمانية منحت هذه المحطات مهلة بضعة أسابيع بعد موعد توقفها الذي كان محددا في 31 كانون الأول/ديسمبر، لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.

وفي السياق، نقلت الوكالة الفرنسية عن وزيرة البيئة في ألمانيا، شتيفي ليمكه، خلال الأسبوع الحالي، قولها إن “المخاطر المرتبطة بالطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها بالتأكيد”. وهذا تذكير بأن المخاطر المرتبطة بالنووي المدني تثير استياء شرائح واسعة من السكان منذ عقود وقد عززت حركة الدفاع عن البيئة.

وتنظم حركة “غرينبيس”، التي تقف في الصفوف الأمامية لمعركة مكافحة النووي، حفل وداع أمام بوابة براندنبورغ في برلين ظهر اليوم، السبت. وقالت هذه المنظمة غير الحكومية “أخيرًا اصبحت الطاقة النووية جزءًا من التاريخ! لنجعل الخامس عشر من نيسان/أبريل يومًا لا يُنسى”.

في حين كتبت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” المحافظة، اليوم السبت، “شكرًا للطاقة النووية”، مشددة على الفوائد التي جلبتها للبلاد.

الحرب الأوكرانية

وبعد قرار أول اتخذته برلين مطلع الألفية بالتخلي تدريجيًا عن النووي، سرّعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميكل، العملية بعد كارثة فوكوشيما في 2011 في تغيير سياسي لافت. ومنذ 2003 أغلقت ألمانيا 16 مفاعلا نوويًا.

وكاد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 أن يعيد النظر بالقرار. فمع حرمانها من الغاز الروسي الذي قطعت موسكو الجزء الأكبر منه، وجدت ألمانيا نفسها في مواجهة أحلك سيناريوهات، من احتمال توقف مصانعها إلى غياب التدفئة”، بحسب ما يقوله تقرير الوكالة الفرنسية.

لكن الشتاء، يتابع المصدر، مر بلا نقص إذ حل موردون آخرون للغاز محل روسيا، لكن الاجماع على التخلي عن الطاقة النووية ضعف. ففي استطلاع أخير للرأي أجرته قناة “آ ار دي” قال 59 بالمئة من المشاركين فيه أن التخلي عن النووي في هذه الأوضاع ليس فكرة جيدة.

وقال رئيس غرف التجارة الألمانية، بيتر أدريان، لصحيفة “راينيشه بوست” اليومية إنه يجب على ألمانيا “توسيع عرض الطاقة وليس تقليصه” نظرًا لاحتمالات النقص وارتفاع الأسعار.

من جهته، رأى بيان دير-ساراي الأمين العام لـ”الحزب الديموقراطي الحر” الليبرالي الشريك في الائتلاف الحكومي الذي يقوده المستشار، أولاف شولتس، ودعاة حماية البيئة، إنه “خطأ استراتيجي في بيئة جيوسياسية ما زالت متوترة”.

يُشار إلى أن المحطات الثلاث الأخيرة أمّنت 6 بالمئة فقط من الطاقة المنتجة في البلاد العام الماضي بينما كانت الطاقة النووية تؤمن 30,8 بالمئة في 1997. وفي الوقت نفسه، بلغت حصة “مزيج” مصادر الطاقة المتجددة من الإنتاج 46 بالمئة في 2022 في مقابل أقل من 25 بالمئة قبل عشر سنوات.

وقال سيامن مولر، مدير مركز الدراسات “آغورا إنرغيفيندي” المتخصص بالانتقال في مجال الطاقة لوكالة فرانس برس “بعد 20 عامًا على بدء عملية انتقال في الطاقة، تنتج الطاقات المتجددة الآن كمية من الكهرباء أكبر بمرة ونصف المرة مما كان ينتجه النووي في ذروته في ألمانيا”.

الفحم للتعويض عن الغاز

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا فيها “أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي” حيث ما زال الفحم يمثل ثلث إنتاج الكهرباء وسجل زيادة بنسبة ثمانية بالمئة العام الماضي للتعويض عن غياب الغاز الروسي.

وهو ما دفع الناشطة السويدية، غريتا تونبرغ، إلى انتقاد برلين معتبرة أنه من الأفضل الاستمرار في استخدام محطات الطاقة النووية لخفض استخدام الفحم.والانتقادات نفسها وجهتها وزارة الانتقال الطاقوي الفرنسية مؤكدة أن “إنعاش الطاقة الأحفورية لتعويض التخلي عن الطاقة النووية لا يسير في اتجاه العمل المناخي” على المستوى الأوروبي.

وتبقى فرنسا التي تمتلك 56 مفاعلا، الأكثر اعتمادًا على النووي مقارنة بعدد السكان. وعلى المستوى الأوروبي، وتثير المسألة النووية خلافات حادة بين باريس وبرلين.

وتفضل ألمانيا التركيز على هدفها المتمثل في تأمين ثمانين بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، مع إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول 2038 على أبعد حد.

لكن الغموض يكمن في هذه النقطة، وحولها كتبت صحيفة “سود دويتشه تسايتونإ” اليومية، اليوم السبت، “أين وكيف يجب إنتاج الطاقة المتجددة؟ الجميع في هذا البلد يتفقون على الأقل على شيء واحد: ليس في منزلي”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *