أسوار القدس القديمة | Flickr
باب المسجد مغلق
ها أنا أدخل في لغتكم
أدخل في شريعة آبائكم
أدخل في حروبكم على النصّ المقدّس
أدخل في دولتكم الجاثمة بالنصّ على صدر البلاد
كأنّني في الصومعة
أرتّل نفسي بصوتٍ لنفسي
فتنجو صلاتي
وأنجو
لا أريد لكم أن تفهموا
لا أريد لنوايا الأسطورة أن تحتلّني بعد أن
تتخطّى القبيلة صحراءَها في النصّ البابليّ
تعبر البحر، تعبر النهر
إلى يبوسَ
بيتي
وفي أعالي اللّيل، عندما ينتهي كلّ هذا
أمشي في لغةٍ أخرى رفعها السلطان سليمان سورًا عاليًا
أمرّ على شبابٍ في انحناء الطريق نحو القبر
كأنّهم بقايا الفاتحينَ يحرسونَ
نوم المسيح الأبديّ
فيه
أمرّ مع الصديق على رقصٍ ليس لنا، في شارع يافا،
ندخل الموسيقى كأنّا زمن المكان المشفق على سرّاقِهِ التائهين،
نداوي بالضحك خوف الفتى الناصريّ مِنَ السجن الممكن
أو الرصاص
نصعد درج حديقةٍ أسفل برج القلعة
يحصل حبٌّ على مقاعدها
تحصل في عتمة أشجارها رغباتٌ لا هويّةَ لها
أرى في مائها ماء قرطبة
مقامات نيسابور
شعرَ بغدادَ
نَخْلي
باب المسجد مغلقٌ
الطريق إلى بابه عتمةٌ وجنودٌ خائفونَ يراقبونَ فراغَ يدي
الطريق خاليةٌ مِنْ أبناء إسماعيلَ والحجّاج الماكثينَ
على درب الرحلة
لا اعتكاف
أنا الآن هنا
في الجانب الغربيّ الّذي كلّه شرقٌ
أتأمّل العمّال الأنيقين في صباح الفندق بين طاولات الفطور
يبتسمون للساني الّذي هو لسانهم
وأبتسم للسانهم الّذي هو روحي
ونفهم، كلٌّ على مِنْوالِهِ،
مَنْ هو الصاحب
ومَنْ هُوَ الغريب
شاعر وباحث. محرّر مجلّة فُسْحَة- ثقافيّة فلسطينيّة. له مجموعة شعريّة بعنوان “لولا أنّ التفّاحة”، وكتاب من تحريره بعنوان “الثقافة الفلسطينيّة في أراضي 48″، ومشاركات في مشاريع كتابيّة وفنّيّة جماعيّة عديدة.
المصدر: عرب 48
