Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

كوفيّة إليانا الـ ’كول‘ | ترجمة

الفنّانة الفلسطينيّة إليانا

 

العنوان الأصليّ: Kaffiyehs are cool again: Meet the Coachella star, Elyanna, shaking our views of Palestinian culture.

المصدر: Forward.

الكاتب: علاء سلامة. 

 


 

ماذا يحصل عندما تصبح نجمة غناء شعبيّة من الناصرة ممثّلة عن شعبها؟ مهرجان «كوتشيلا» الموسيقيّ الأمريكيّ معروف بعروضه الفنّيّة المبالغة في ضخامتها، وتشكيلته الواسعة من النجوم المتألّقين، وملابسهم الاحتفاليّة الّتي تبدو قادمة من عالم آخر، خارج عالمنا هذا. هذا العام قدّم مهرجان «كوتشيلا»، إضافة إلى كلّ ذلك، درسًا في السياسة الشرق الأوسطيّة الحديثة.

أدّت الفنّانة الفلسطينيّة التشيليّة إليانا أوّل أداء موسيقيّ باللغة العربيّة في تاريخ مهرجان «كوتشيلا»، يوم السبت الفائت. في نهاية العرض الغنائيّ، انفجر الجمهور الشابّ بالتصفيق؛ بفضل صوت إليانا القويّ والمحرّك، وحركاتها الراقصة المثيرة، حين رفعت المغنّية الشابّة كوفيّة تحمل مربّعات سوداء وبيضاء، وهي وشاح يرمز إلى المقاومة الفلسطينيّة.

“ملكتنا الفلسطينيّة!”، غرّد حساب معجبي إليانا على إنستغرام (@elyannaians) حين نشر تسجيلًا للحظة الذروة من أداء إليانا. “لحظة تاريخيّة للفنّانين العرب”، تعجّبت صحيفة «العرب نيوز» المدعومة من الحكومة السعوديّة.

إذا لم يكن أداء إليانا الموسيقيّ، في الخامس عشر من نيسان (إبريل)، لحظة تاريخيّة مفصليّة في النقاش حول الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ هنا في الولايات المتّحدة، فإنّه كان بالتأكيد علامة مهمّة على التطوّر الّذي يشهده هذا النقاش.

ضمن نقاش لطالما صوّر الفلسطينيّين إمّا ضحايا مثقَلين بالألم في كثير من الأحيان، وإمّا إرهابيّين متعطّشين لشرب الدماء في أحيان أخرى، قدّمت إليانا تمثيلًا بهيجًا وقويًّا للحياة الفلسطينيّة. تغيّر الفنّانة الشابّة، ومثلها الكثير من المؤثّرين، جذريًّا، طريقة نظر الشباب الأمريكيّ إلى الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ.

 

«تيك توك» هو «جوجل» الجديد

بالنسبة إلى الأمريكيّين دون سنّ الخامسة والعشرين، فإنّ المشهد الإعلاميّ تهيمن عليه شخصيّات المؤثّرين الاجتماعيّين، والميمات (Memes)، ومقاطع الفيديو القصيرة الّتي لا تزيد مدّة معظمها عن ستّ ثوانٍ. ما من شكّ في أنّه ما زال ممكنًا أن تكسب قلوب الناس وعقولهم، من خلال كتابة مقالة من ألف كلمة، لكنّ العقول والقلوب الّتي ستكسبها بتلك الطريقة ستكون قلوبًا وعقولًا قديمة.

 

 

فلتستهن، إذا أردت، بالمؤثّرين الاجتماعيّين، لكن افعل ذلك على مسؤوليّتك الخاصّة. إنّ إليانا ومثيلاتها من نجوم العالم – مثل جيجي وبيلّا حديد؛ عارضتَي الأزياء ذواتَي الشهرة الجارفة – يمكنهنّ تغيير التصوّرات وتشكيلها حول مسائل سياسيّة معقّدة، وهو ما يفعلنه بالفعل، بما في ذلك التأثير في الآراء والتصوّرات المتعلّقة بالصراع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ. قد يكون ثمّة العديد من العوامل الّتي تجعل الأمريكيّين، دون سنّ الثلاثين، ينظرون إلى الفلسطينيّين بتعاطف أكبر من تعاطفهم مع الإسرائيليّين؛ وفقًا لمسح أجراه مركز «بيو للأبحاث» في عام 2022، لكن لوسائل التواصل الاجتماعيّ ونجومها على الأرجح دور كبير في حصول ذلك.

لدى حساب ’دولة إسرائيل‘ على “تيك توك” 251 ألف متابع. كم متابعًا لدى بيلّا حديد على التطبيق ذاته؟ ثمانية ملايين متابع.

إذا كنت من جيل ’البيبي بومرز‘ – تسمية أمريكيّة لمواليد الأعوام من 1946 إلى 1964، فإنّ أوّل لقاء لك مع كوفيّة فلسطينيّة، كان عندما ارتدى الزعيم الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات واحدة على رأسه – ومسدّسًا على خاصرته – أثناء إلقائه خطابًا أمام «الجمعيّة العامّة» في «الأمم المتّحدة». لم يتمكّن أبو عمّار من الحصول على تأييد أكثر من 35% حتّى بين أبناء شعبه قبل وفاته.

لكنّ اليوم في أمريكا، بفضل المؤثّرين المشهورين على الإنترنت إلى حدّ لا يمكن الاستهانة به؛ أصبحت الكوفيّة رمز أناقة، حتّى أكثر من كونها رمزًا ثوريًّا. ترتدي عارضات الأزياء مثل بيلّا حديد الكوفيّة في المظاهرات والاحتجاجات، وحتّى أنّهنّ صمّمنها على شكل معاطف «كوكو شانيل»؛ للاحتفال بـ «يوم الكوفيّة العالميّ».

خلال أدائها في مهرجان «كوتشيلا»، بدت كوفيّة إليانا دعوة إلى الاحتفال مع “الشباب المثيرين للإعجاب”. كانت الكوفيّة في تلك اللحظة ملهمة. “نحن نقدّم ثقافة جديدة، ونتأكّد من أنّ الجميع سيسمعون صوتنا، في كلّ مكان حول العالم”، قالت إليانا لصحيفة «العرب نيوز» قبل أن تصعد إلى المسرح، وتبدأ بأدائها الموسيقيّ.

 

قوّة فلسطين النجميّة

وُلِدت إليانا باسم إليانا مرجية في الناصرة شمال فلسطين المحتلّة (إسرائيل)، لأُمّ فلسطينيّة وأب تشيليّ. هاجرت إليانا، الّتي تبلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا اليوم، مع عائلتها إلى الولايات المتّحدة عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، حيث استقرّوا أوّلًا في سان دييغو، ثمّ في لوس أنجلوس.

بحلول العام السادس عشر، وقّعت عقدًا مع وسيم الصليبي، اللبنانيّ الكنديّ، مؤسّس شركة «يونيفرسال أراب ميوسيك» (Universal Arab Music). ولم يمضِ وقت طويل حتّى أطلقت إليانا أغنيتين ناجحتين جدًّا؛ «أنا لحالي»، و«غريب عليّ» وهي الأغنية الّتي أشعلت حماسة الجمهور في مهرجان «كوتشيلا» في يوم السبت الفائت.

كتب عموس بارشاد في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»: “إنّها ليست فنّانة مستقلّة فقيرة، أو شاعرة احتجاجيّة، أو أيّ شيء آخر قد تتوقّعه عندما تفكّر في مصطلح ’الموسيقى الفلسطينيّة‘… إنّها شيء أكثر ندرة من ذلك بكثير: فنّانة فلسطينيّة شابّة تحظى بتأييد وتبنٍّ واضحين من قِبَل صناعة الموسيقى الأمريكيّة”.

 

نحو نجاح مثل نجاح جال جادوت

منذ تأسيس ’دولة إسرائيل‘ قبل 75 عامًا، كانت لها مجموعة من سفراء الثقافة الشعبيّة الخاصّة بها، سواء كانوا راغبين في أداء ذلك الدور أو لا. فكّروا مثلًا في حاييم توبول، نجم مسرحيّة «العابث على السطح» (Fiddler on the Roof)، أو ناتالي بورتمان، الممثّلة الفائزة بجائزة «أوسكار»، الّتي أدّت، بحساسيّة عالية، دور امرأة إسرائيليّة على الشاشة، وانتقدت حكومة ’إسرائيل‘ علنًا.

اليوم، على الرغم من أنّ جال جادوت قالت إنّها لا ترى في نفسها ’سفيرة‘ لـ ’إسرائيل‘ أو اليهود، إلّا أنّ ما تقوله عن ’إسرائيل‘ يصل فورًا إلى 100 مليون متابع لها على «إنستغرام». حصل منشورها المؤثّر عن لقائها بناجٍ من معسكرات الاعتقال النازيّة، في 18 نيسان (إبريل)، يوم ذكرى المحرقة النازيّة (الهولوكوست)، على ما يقرب من 400 ألف إعجاب في يوم واحد.

 

https://www.youtube.com/watch?v=v1wi__TAzyQ

 

في الوقت الّذي يتطلّع فيه المزيد من الأمريكيّين إلى هذه الشخصيّات الشهيرة؛ من أجل أن يفهموا صراع الحضارات الإسرائيليّ – الفلسطينيّ، سيكون تحدّي التصوّرات القديمة حول الطرفين بطرق، لن يستطيع أن يتصوّرها المتأصّلون والمتطرّفون من كبار السنّ في الجانبين.

تتراقص إليانا على المسرح ببطن عارية، وخلفها يرقص فريق من المغنّين والراقصين الاحتياطيّين، فتشعّ ثقة واستقلالًا؛ وهذا يجده بعض المعلّقين باللغة العربيّة موضع اعتراض واضح.

“هذا ليس إسلاميًّا، إنّه ثقافة غربيّة”، كتب أحدهم، ممّا يشير إلى أنّ المغنّية العربيّة الشابّة ستشكّل تحدّيًا لغير خطاب واحد.

بالنسبة إلى كلمات إليانا، فإنّها مليئة برسائل الحبّ والشوق والأمل. “إنت اللي معايا فالفرحة وفالمصيبة”، تغنّي إليانا في «غريب عليّ»، وأيضًا: “الدنيا حلو ومر وزيد الناس غريبة”.

هل نكون مجرّد حالمين حشّاشين، إذا ما أملنا أن يستخدم هذا الجيل الجديد من المؤثّرين الاجتماعيّين؛ الفلسطينيّين والإسرائيليّين، قوّتهم من أجل الدفع باتّجاه حلول عادلة وسلميّة للصراع؟

 


 

روزَنَة: إطلالة على الثقافة الفلسطينيّة في المنابر العالميّة، من خلال ترجمة موادّ من لغات مختلفة إلى العربيّة وإتاحتها لقرّاء فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة. موادّ روزَنَة لا تعبّر بالضرورة عن مبادئ وتوجّهات فُسْحَة، الّتي ترصدها وتنقلها للوقوف على كيفيّة حضور الثقافة الفلسطينيّة وتناولها عالميًّا.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *