Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

هربا من الموت جوعا.. غزية تنزح بأبنائها المعاقين لجنوبي القطاع

أم سمير الدلو فرّت بأبنائها الأربعة الأيتام نحو جنوب القطاع بسبب المجاعة بالشمال، في رحلة سيرا على الأقدام لم تخل من خطر استهداف العائلة بنيران الجيش الإسرائيلي.

إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح جنوبا بعد اقتحام مستشفى الشفاء (الأناضول)

أجبر الجوع الفلسطينية سميرة الدلو (47 عاما)، وأبناءها الأربعة الذين يعانون إعاقات، على الفرار من المجاعة في شمالي غزة، والتوجّه نحو المناطق الجنوبية للقطاع.

عندما كانوا لا يزالون شمالي القطاع، لم تكن سميرة قادرة على توفير الطعام لأيتامها، نظرًا لشح الموارد الغذائية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ولإطعام أبنائها المعاقين، تقول أم سمير إنها لم تجد أي خيار آخر سوى التوجّه إلى المناطق الجنوبية للقطاع، في ظل مخاوفها من تنفيذ إسرائيل عملية برية في مدينة رفح.

​​​​​ عبر طريق شارع الرشيد، توجّهت الفلسطينية من شمالي القطاع إلى جنوبه، حيث مرّت بحواجز إسرائيلية حاملةً في يدها لافتة كتبت عليها باللغة العبرية أنها ترافق 4 معاقين، خشية من استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

مع ذلك، لم تؤدِ هذه اللافتة إلى نتيجة، فبينما كانوا يمرّون عبر حاجز إسرائيلي على شارع الرشيد غربي قطاع غزة، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار عليهم من جميع الجهات، دون وقوع إصابات.

مشيًا على الأقدام، قطعت أم سمير مسافات طويلة لتنقل أولادها حيث كان اثنان منهم على كرسيين متحركين والآخران يسيران ببطء شديد بسبب إعاقتهما.

وخشية عليهم من رصاص قوات الجيش الإسرائيلي، كانت الأم تتقدم أبناءها وهي تحمل اللافتة أملا منها بحمايتهم، لكن دون فائدة، بحسب قولها.

وتقول أم سمير إنه “لم أستطع تلبية احتياجات أبنائي في المناطق الشمالية لقطاع غزة في ظل شح الغذاء والدواء، الوضع مأساوي هناك، حيث يموت السكان بسبب نقص الطعام والمياه”.

وتابعت أنه “أجبرتني المجاعة على النزوح من شمالي القطاع إلى جنوبه، خوفًا على حياة أبنائي المعاقين، فهم أمانة يجب أن أحافظ عليها”.

وأكدت أنها خلال مرورها من شمالي القطاع إلى جنوبه، تعرضت لإطلاق نار من جميع الجهات، لكنها لم تصب هي وأبناؤها “بفضل الله” كما تقول، على الرغم من أنها أوضحت على اللافتة التي تحملها أن برفقتها 4 أبناء معاقين غير قادرين على المشي.

وناشدت الأم الفلسطينية الدول العربية والإسلامية أن تتدخل لمساعدة أهالي قطاع غزة الذين يواجهون نقصًا في الطعام والمياه خاصة في الشمال.

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينيًا، بما في ذلك رضع.

وفي 10 آذار/ مارس الجاري، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بأن “الجوع في كل مكان بقطاع غزة”.

وشددت الوكالة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، على أن “الوضع في شمالي غزة مأساوي حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة”.

وقالت الأونروا إنه “مع اقتراب رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح”.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *