Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

إسقاط أول مساعدات أميركية جوا لغزة ومفاوضات

تصاعدت الضغوط الداخلية على حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اعلان حماس مقتل 7 من المحتجزين لديها في القصف الاسرائيلي على قطاع غزة، بالتوازي مع الضغوط الدولية التي أججتها مجزرة الخبز قرب دوار النابلسي، ما حدا بالولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل للانضمام إلى الدول التي تلقي المساعدات جوا عبر المظلات، لمواجهة الوضع الكارثي حيث تحذر الأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت «شبه حتمية».

ومع ارتفاع منسوب الأمل في أن تفضي هذه الضغوط إلى هدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك، أكدت مصادر مصرية أمس استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف اطلاق النار وتبادل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات في القاهرة اليوم، وسط حديث عن تقدم ملحوظ.

ونقلت قناة «القاهرة» الإخبارية، عن مصدر رفيع المستوى، قوله إن المباحثات سوف تستأنف اليوم بمشاركة جميع الأطراف. وشدد المصدر على أن مصر تبذل جهودا حثيثة للوصول إلى اتفاق للهدنة في القطاع قبل شهر رمضان ولفت إلى أن هناك تقدما ملحوظا في مفاوضات الهدنة، مؤكدا السعي للوصول لاتفاق عادل.

بدورها، ذكرت قناة «الجزيرة» بأن وفدين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل سيصلان العاصمة المصرية القاهرة اليوم لبدء الجولة الجديدة من التفاوض غير المباشر.

وعلاوة على الغضب المتصاعد والاحتجاجات التي يقودها ذوو المحتجزين الاسرائيليين ووصلت أمس إلى عتبة دار نتنياهو في القدس المحتلة، تفاقم الانقسام داخل حكومته، حيث كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس سيتوجه اليوم إلى واشنطن لعقد سلسلة من الاجتماعات من دون التنسيق مع رئيس الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو غضبهم من تصرف غانتس، وقالوا إنه يخالف اللوائح الحكومية.

ضحايا مجزرة الخبز

في هذه الأثناء، ارتفع عدد ضحايا مجزرة الخبز إلى نحو 116 بعد انتشال جثامين المزيد من الفلسطينيين الذين تجمعوا عند دوار النابلسي في مدينة غزة للحصول على المساعدات الخميس الماضي قبل ان تطلق النيران باتجاههم. وبعد نحو خمسة أشهر من الحرب، انخفضت كمية المساعدات الإنسانية التي تصل بالشاحنات بشكل كبير فيما يواجه سكان القطاع المحاصر نقصا خطيرا في الغذاء والماء والدواء. وإلى جانب المساعدات الإنسانية التي كانت تلقيها طائرات أردنية بدعم من دول مثل بريطانيا وفرنسا وهولندا والامارات ومصر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن أميركا ستنضم إلى تلك الدول وستبدا إلقاء المساعدات جوا، فضلا عن مساعيها لفتح ممر انساني بحري وتوسيع ادخالها برا.

وقال مسؤولان أميركيان إن أميركا نفذت أول عملية إسقاط جوي للمساعدات على غزة بثلاث طائرات سي130.

ونقلت «سي أن أن» عن مسؤول أميركي قوله إن 3 طائرات أميركية أسقطت 66 حزمة مساعدات و38 ألف وجبة غذاء على غزة.

وقال عماد دغمش وهو من سكان حي الصبرة في وسط قطاع غزة لوكالة فرانس برس إنه تمكن من الحصول على مياه للشرب وبعض المواد الغذائية بفضل تلك العمليات لكن لم يكن هناك ما يكفي لجميع من كانوا ينتظرون المساعدات.

وأوضح «حصلت على علب وأكياس فيها معكرونة ومياه من مساعدات المظلات، شاهدنا المظلات في السماء وتابعتها وذهبت أنا وثلاثة من أولاد عمي، في النهاية أخذت أكياس معكرونة وجبن لكن أولاد عمي لم يتمكنوا من الحصول على شيء». وبالإضافة إلى الأخطار المرتبطة بإسقاط حزم ثقيلة في مناطق مكتظة، أكد سكان من غزة لوكالة فرانس برس أن العديد من تلك الطرود انتهى بها الأمر في البحر.

وقال هادي غبون (30 عاما) وهو من سكان مخيم الشاطئ ويقيم مع زوجته وأطفاله الخمسة في مدرسة في حي الرمال «معظم المساعدات سقطت في البحر، وأيضا المظلات التي سقطت الخميس والاربعاء كلها سقطت في البحر الا عدد قليل جدا قرب شاطئ غزة». وأضاف أن هناك حاجة إلى «مساعدات بمئات الاطنان لمواجهة المجاعة وإطعام الناس».

معضلة المساعدات جواً

واعتبر الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لا يركه أن عمليات إنزال المساعدات الجوي تطرح «العديد من المشكلات».

وأوضح «إرسال المساعدات بهذه الطريقة يجب أن يكون الملاذ الأخير» مضيفا «النقل البري هو ببساطة أفضل وأكثر فعالية وأقل كلفة». لكنه حذر من أن مجاعة في القطاع المحاصر «أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء».

وتقول منظمات إنسانية من بينها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن أفضل طريقة لتوصيل المساعدات هي أن تفتح إسرائيل المعابر الحدودية وتسمح لقوافل الشاحنات بالدخول وإتمام عمليات التوصيل بشكل آمن.

من جهته، قال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لصحافيين إن قرابة ألف شاحنة تنتظر على الحدود المصرية.

وأضاف ستيفان دوجاريك «عمليات إنزال المساعدات جوا تشكل تحديا. لكن كل الخيارات تبقى مطروحة». وانتقد وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس، السلطات الإسرائيلية معتبرا أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقال ستيفان سيجورنيه «من الواضح أن مسؤولية منع وصول المساعدات (إلى قطاع غزة) هي إسرائيلية»، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي «يؤدي إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تبريرها يتحمل الإسرائيليون مسؤوليتها». وكثفت فرنسا جهودها مع السلطات الإسرائيلية من أجل فتح معابر إضافية ودخول شاحنات محملة بمساعدات إنسانية. لكن ذلك لم يحصل و«تزيد المجاعة من الرعب»، وفق ما أوضح سيجورنيه الذي زار المنطقة قبل شهر. ودعا سيجورنيه الجمعة عبر إذاعة «فرانس إنتر» إلى إجراء تحقيق مستقل لاستبيان ما حصل. ورأى أن هناك «طريقا مسدودا بشأن رفح» في جنوب القطاع حيث يتكدس حوالى مليون ونصف مليون فلسطيني، بحسب الأمم المتحدة، على الحدود المغلقة مع مصر.

من جهته، اتهم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمـــــد، اسرائيل بـ «القتل الجماعي للفلسطينيين» بعد مجزرة الطحين. وقال الاتحاد في بيان نشر أمس على منصة «إكس» إن «محمد يدين بشدة هجوما شنته القوات الإسرائيلية أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 فلسطيني يبحثون عن مساعدات إنسانية منقذة للحياة». وأضاف البيان «يدعو محمد إلى تحقيق دولي لمحاسبة الجناة» ويحض على «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *