Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

حدس أسامة الشاهين اعتمد نهج العمل الجاد

أصدر الأمين العام للحركة الدستورية الإسلامية «حدس» مساعد السعيدي بيانا جاء نصه كالتالي:

نعيش هذه الأيام ذكرى غالية علينا جميعا، هي ذكرى الاستقلال والتحرير، هاتان المناسبتان اللتان أكدتا على تمسك الشعب بأرضه وقيادته ودستوره، وبوحدته الوطنية الراسخة في الشدائد والملمات، كما كشفتا عن مجتمع معطاء وزاخر بالكفاءات البشرية المتميزة في جميع المجالات جيلا بعد جيل، خاصة من الشباب الذين تولوا الاسهام بشكل فعال في بناء البلاد وتنميتها وفي الدفاع عن حقوق الشعب وحرياته واستقلاله والحفاظ على أمواله وثرواته.

فالحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه على نعمه الكثيرة. وكما يعرف الجميع، فقد قدمت الحركة الدستورية الاسلامية خيرة شبابها وكفاءاتها ليتصدوا للعمل العام من اجل الاسهام في خدمة شعبنا وتحقيق مطالبه والحفاظ على المصالح العليا لبلادنا، جنبا الى جنب مع باقي اخوتهم المواطنين في المواقع والمؤسسات المختلفة، وفق مبادئ وقيم التعاون والتوافق والاجتهاد والعمل الدؤوب وانطلاقا من أن ذلك قيام بواجب ومسؤولية وطنية ومجتمعية تجد أسسها في دينننا الحنيف الذي يحضّ على العمل والتعاون في بناء الأوطان وفعل الخيرات.

ومن هؤلاء الشباب والكفاءات الذين عرفتهم وزاملتهم وعملت معهم عن قرب أخونا النائب السابق أسامة الشاهين، الذي فاجأنا جميعا في الأسابيع والأيام الاخيرة بقراره عدم اعادة الترشح للمنافسة على مقعده في الدائرة الأولى، وللأسف فإننا لم ننجح في ثنيه وإقناعه بالتراجع عن قراره، فما كان منا إلا أن قبلنا ذلك على مضض.

وبالنظر للعلاقات الانسانية والأخوية التي تربطنا بأسامة، وإسهاماته الكثيرة، ووقوفنا على قيم العطاء والجد والاجتهاد لديه، فقد وجدتني مندفعا ومتحفزا لخط هذه السطور شهادة مني على اداء رجل متميز، قضى جزءا كبيرا من شبابه خدمة للكويت وأهلها دون كلل أو ملل، داعيا الله العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناته، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.

لقد عرفنا أسامة كما عرفه الكويتيون، سليل عائلة وطنية، وقياديا طلابيا ترأس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في 19992000 ثم ناشطا فعالا في الحراك السياسي الوطني، ثم نائبا برلمانيا في خمسة مجالس هي: مجلس 2012، ومجلس 2016، ومجلس 2020، ومجلس 2022، وأخيرا مجلس 2023، وهو ما يؤكد الثقة الشعبية التي يحظى بها في دائرة من الدوائر ذات الطبيعة الخاصة وشديدة التنافسية. ولقد اعتمد نهج العمل الجاد والعقلاني والتوافقي دون تفريط في مصالح الشعب او تنازل عن قضاياه الحيوية، اذ تشهد على ذلك اعماله البرلمانية من اسئلة واقتراحات واستجوابات وعضوية في اللجان البرلمانية المهمة وفي مكتب المجلس والتي توّجها بالتزكية لأمانة السر في مجلس 2023 كما لم يهمل اهتمامات وقضايا مواطني دائرته التي كانت نصب عينيه دائما من خلال مبادرات فعالة، وافتتاح مكتب خاص لاستقبال ابناء دائرته طيلة فترة عضويته في المجالس المختلفة. لقد فاجأنا أسامة مرات كثيرة بمبادراته وأفكاره وأعماله، لكنه هذه المرة فاجأنا بزهده في المنصب النيابي والإصرار على ذلك، في وقت مبكر حيث لم يتجاوز من العمر 45 ربيعا، ورغم الضغوط التي مورست عليه، ورغم فرصه الكبيرة في الفوز كما هو معروف. وبالمناسبة، فإن هذا الموقف ليس جديدا لأسامة، لقد كان لين الجانب مع زملائه في مجلس الأمة، وزاهدا في المناصب، حيث أذكر أنه تنازل في مجلس 2022 في انتخابات أمانة السر للنائب محمد الحويلة عندما كانا المتنافسين الوحيدين، وذلك بكل ودّ ومحبة، كما شاهدنا ذلك في البث التلفزيوني المباشر، هي بالمناسبة اخلاق وسلوك أصيل لديه، ادركه ولمسه كل من عايشه. ولا شك أن هذا الموقف اذ يعكس وعيا ونضجا سياسيا ووطنيا لدى اسامة، الا أنه يشير الى ثقافة ووعي سياسي نجحت الحركة الدستورية الاسلامية في غرسه لدى قطاع واسع من شبابها وابنائها يقوم على اساس ان الترشح للمنصب النيابي او الحكومي او الاستمرار فيهما ـ باعتبارهما من المنصات المهمة للعمل الوطني ـ انما يقوم على فكرة ومنهج وخطة تسعى لتحقيق اهداف وطنية سامية، وليس لتحقيق مصالح واهواء شخصية زائلة، كما يقوم على ان العمل الجماعي التشاوري، المنسق، المنظم، والناضج هو السبيل للنهضة بالمؤسسات والاوطان.

لقد كانت بصمات اسامة واضحة في كل المجالات والقطاعات التي قادها وشارك بها وعمل فيها بروح وثابة ودؤوبة، وود ومحبة، وأنا أشهد بذلك، حيث كان حريصا على تحقيق الاهداف والانجازات، وفق روح التوافق والتفاهم والاحترام والود والوفاء، وفي اطار من التنسيق والتعاون، كما كانت اخلاقه عالية في التعامل، ليّن الجانب، وصاحب ابتسامة لا تفارق محياه، وذكاء حاد، ونظرة ثاقبة. ولا يفوتني في هذا المجال الاشارة الى جهوده الكبيرة البرلمانية والاعلامية والعملية في الوقوف الى جانب اهل غزة وفلسطين في محنتهم الاخيرة، حيث عرفناه مبادرا ومدافعا عن الحق واهله. ان كل هذه الاعمال والمبادرات والسيرة الطيبة والحسنة تجعل من اسامة ـ بحق ـ نموذجا ناجحا لشباب الكويت.

واننا في الحركة الدستورية الاسلامية اذ نعترف بأننا سنفتقد شخصية نيابية قدمت الكثير، وتحظى بالقبول والتقدير، الا ان عزاءنا ان الحركة خاصة والكويت عامة ستستفيد من حضوره في منصات ومواقع اخرى لا تقل اهمية عن المنصب النيابي، وذلك في ضوء كفاءته وخبراته المتراكمة. وصدق الله تعالى القائل في محكم تنزيله: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ـ الرعد: 17). ونحن نعتقد عن صدق أن أسامة ترك إرثا نافعا كبيرا، وعزز نهج الشراكة والتوافق في العمل البرلماني الجاد والمسؤول.

اسأل الله العظيم ان يوفق أخي أسامة في حياته العملية والأسرية القادمة وأن يكتب له الأجر والثواب على ما قدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *