Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

صداقة ولدت من رحم المعاناة.. جمعهم مرض السرطان فتعاهدوا على هزيمته – أخبار مصر

من رحم الألم يولد الأمل، هكذا بدأت صداقة 11 من محاربي السرطان، قبل أربعة سنوات التقوا، جمعهم المرض، وتعاهدوا على هزيمته، كونوا صُحبة أشبه بالعائلة، مدوا يد العون لبعضهم، قدموا الدعم والمساندة والمحبة الخالصة، أصبحوا كيانا واحدا بعد وقت قصير، عوضوا خيبات آمالهم في أقرب الناس إليهم، برفقتهم الجديدة، التي تتكون من 3 رجال و8 سيدات، معظمهن تخلى عنهن الزوج بعد معرفة مرضهن، ليرسل الله لهن صحبة تعوض غياب من تركوهن في أمس حاجتهن إليهن.

تحكي منى مكي، 36 عامًا، أنها اكتشفت مرضها في عام 2012، وتخلى عنها زوجها، بعد معرفته بأنها مصابة بسرطان في المعدة، ثم الرحم والنخاع، ولا تزال تواصل رحلة علاجها الشاقة، لافتة إلى أنها تعرفت على أصدقائها الذين أصبحوا بمثابة أسرتها قبل 4 سنوات، جمعتهم رحلة للمحاربين، ومن هنا بدأوا يتعرفوا على بعضهم البعض، وتبادلوا أرقام هواتفهم حتى أصبحوا كيان واحد تحت مظلمة جمعية تخدم مرضى السرطان وتقدم لهم الأنشطة المختلفة من ورش دعم نفسي وورش تطريز والخياطة وإعادة تدوير ومشغولات يدوية وغيرها.

صداقة جمعها المرض 

تقول لـ«الوطن»، إنهم جميعًا مرضى سرطان، لكن بأنواع مختلفة، قرروا دعم بعضهم وأصبحوا عائلة واحدة: «بنساند بعض وقت جلسات الكيماوي وبنطلع رحلات وبنزور بعض وبنعمل قوافل لمستشفى 57357، واجتمعنا على حب الحياة وإن السرطان بداية مش نهاية».

دعم ومساندة محاربي السرطان

تضيف، أنهم يوفرون علاج لرفقائهم المحتاجين، عن طريق جمع أموال من بعضهم، وإطلاق مبادرة «خصلة حياة» لتوفير شعر مستعار للمحاربات بمختلف الأعمار، وقرروا تدشين جمعية وإشهارها من وزارة التضامن الاجتماعي، التي سهلت لهم الإجراءات بحسب وصفها: «هي رحلة صعبة بس بتهون وإحنا مع بعض لأن الصعب بيعدي بالرفقاء».

تؤكد أن هذه الصحبة غيرت حياتها إلى الأفضل، وساعدتها في رحلة علاجها التي تعتمد بشكل كبير على النفسية: «بنتقابل دايمًا، نتجمع في جينينة نقعد نضحك ونهزر ونهون على بعض لأن كل واحد فينا وله ظروفه الخاصة مع المرض».

كانت بائسة بحسب وصفها، وتدهورت صحتها، وجاءت لها تلك الصُحبة لتكون طوق النجاة، وتجديد الروح: «كنت متجوزة وجوزي تخلى عني زي ستات كتير من اللي بيحاربوا السرطان وفي الغالب الزوج بينسحب وسابلي ابني عمره دلوقتي 8 سنين قررت أخف عشانه وعشاني».

تقول إنهن 8 سيدات، جميعهن تخلى عنهن الزوج، ما عدا اثنتين فقط، موضحة أن هذا المعتاد، الأغلبية ينصرفون عكس الزوجة التي تقرر البقاء لدعم زوجها إذا أصيب بالسرطان، مشيرة إلى أنهم كانوا 20 صديقًا وودعهم البعض وذهبوا لخالقهم: «بنحزن عليهم طبعًا لكن بنرجع نقول إن الحزن مش بالمرض ده مقدر ومكتوب ولما حد بيموت فينا بنقول فوزنا بالجنة».

توافقها الرأي إيمان أبو العلا، 33 عامًا، أصغر محاربة فيهم، لافتة إلى أنها أصيبت بسرطان الغدة الليمفاوية في عام 2019 وظلت عام كامل تحاربه، وتغيرت حياتها بعد مرضها ومقابلة صحبتها، التي هونت عليها رحلتها، خاصة بعد تخلي الزوج أيضًا، لكنها وجدت العوض، مؤكدة أن هذا الأمر أصبح طبيعيًا ولم يعد غريبًا، معظم الرجال الذين يعرفوا مرض زوجاتهم بالسرطان يقررون الانسحاب: «لو حد فضل لازم يحسس الست بأنه بيعمل فيها جميلة وإنه كتر خيره إنه مطلقهاش وفي الحالتين الست بتحس بالضغط والقهر».

انتكست فترة رغم أنها أنهت العلاج، وكانت تجري بعض المتابعات فقط، وكان بسبب أزمة نفسية، وحزن أصابها فجأة، وعادت لتواصل العلاج من نقطة البداية مرة أخرى، وتعهدت بألا تحزن على شيء مجددًا، وتهتم فقط بصحتها، وبدأت تتحسن بعد أن قابلت رفقاء رحلتها وانضمت لهم ومن هنا تغير كل شيء للأفضل: «كلنا سند لبعض ولما حد بيقع بنقومه، وبندعم بعض خاصة اللي لسه بدأين علاج جديد لأن بعض مشاهد الدراما بتخوفهم وبيموتوا في النهاية احنا بنحاول نغير الصورة دي ونحاربها زي السرطان».


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *