يبدو أن مجلس الأمن سيكون ساحة المواجهة الجديدة بين الغرب وروسيا التي ستتولى رئاسته الدورية لمدة شهر كامل، في خضم حربها المستمرة منذ أكثر من عام على أوكرانيا.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد «سيتصدى لأي انتهاك» من جانب روسيا خلال توليها رئاسة مجلس الأمن. وكتب بوريل في تغريدة على تويتر ساخرا «تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي يستحق أن يكون كذبة أبريل».
وأضاف «على الرغم من أنها عضو دائم في مجلس الأمن، تواصل روسيا انتهاك جوهر الإطار القانوني للأمم المتحدة». الموقف ذاته كررته دول البلطيق الثلاث الداعمة بشدة لأوكرانيا، معتبرة أن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن هو «كذبة نيسان».
وقالت الخارجية الليتوانية بسخرية «يوم كذبة ابريل هو يوم مثالي» بالنسبة إلى موسكو، مضيفة «روسيا التي تشن حربا وحشية على أوكرانيا، يمكنها فقط قيادة مجلس انعدام الأمن».
وقالت البعثة الديبلوماسية الإستونية لدى الأمم المتحدة إن من «المخزي والمهين» أن تقود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين الذي «صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية».
وتولت روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي اعتبارا من السبت حتى نهاية أبريل.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استنكاره «إخفاق» الأمم المتحدة، بعد تولي موسكو رئاسة المجلس.
وقال زيلينسكي «من الصعب تخيل شيء يثبت الإخفاق الكامل لمؤسسات كهذه». وأضاف «لا يوجد شكل من أشكال الإرهاب لم تمارسه روسيا»، داعيا إلى «إصلاح المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن الدولي».
في المقابل، أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانكسي، أن روسيا ستكون وسيطا نزيها خلال رئاستها لمجلس الأمن، مشيرا إلى أن محاولات استفزازها محكوم عليها بالفشل.
وقال بوليانسكي، في تصريحات أوردتها قناة «روسيا اليوم»، إن موسكو ستكون خلافا لشركائها الغربيين السابقين، لاعبا شريفا على الساحة الدولية لا يدفع بازدواجية المعايير.
ويعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن في ظل الرئاسة الروسية صباح اليوم، وأعلنت موسكو أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيترأس وفدها، لكنه لن يشمل سوى مناقشات مغلقة معتادة بشأن برنامج العمل لهذا الشهر.
ويلي الاجتماع كالعادة مؤتمر صحافي للرئيس الجديد لهذه الهيئة، السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لصحافيين الخميس «الحدث الرئيسي الآخر للرئاسة الروسية هو المناقشة المفتوحة الرفيعة المستوى لمجلس (الأمن) حول تعددية أطراف فعالة من خلال الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وسيرأس هذا الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف».
ولفتت زاخاروفا إلى أن لافروف يعتزم أيضا ترؤس جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 أبريل.
