Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

الخلاف بين الجيش والدعم السريع يضع السودان

في وقت كان يسود الانتظار لإعلان موعد توقيع الاتفاق النهائي لحل الأزمة السودانية، تصاعد التوتر مجددا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ «حميدتي» في انتكاسة جديدة للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ الاطاحة بنظام الرئيس عمر حسن البشير عام 2019.

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالاحتشاد في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى دون إبلاغه، وهو ما نفته تلك القوات، في خطوة تزيد من احتمالات المواجهة مع القوات المسلحة. وحذر الجيش السوداني في بيان مما وصفه بـ«تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن» من جانب قيادة قوات الدعم السريع ووصف تلك التحركات بأنها تشكل «تجاوزا واضحا للقانون».

ودق الجيش «ناقوس الخطر، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن»، معتبرا ان هذه التحركات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها «مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية» على حد تعبيره.

وأضاف البيان أن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفة لمهام ونظام عملها.

وجدد الجيش في بيانه تمسكه «بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، ونحذر القوى السياسية من المزايدة بموقف القوات المسلحة».

وفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية.

وذكرت أنها «تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت».

وكان مصدر عسكري قال في وقت سابق إن قوات الدعم حركت قوات ضخمة في مدينة «مروي» شمال البلاد دون إخطار الجيش، وإنه تم استدعاء قوات من مناطق أخرى لمواجهة الموقف.

وقال المصدر إن القوات المسلحة طالبت قوات الدعم السريع بالانسحاب من منطقة تمركزها الجديدة في مروي في غضون 24 ساعة، وإن لم تفعل فسيتم إجبارها على ذلك، بحسب ما نقل موقع «الجزيرة.نت».

ورغم تحذيرات الجيش، إلا أن قوات الدعم السريع لم تنسحب، وفقا لقناة العربية، التي اكدت أن العديد من الأحزاب المدنية والسفارات الأجنبية تدخلت للتهدئة بين الجانبين. وأن اجتماعا للقوى المدنية عقد أمس خلص إلى تشكيل لجنة للتواصل مع قيادات الجيش.

ونقلت «العربية» عن مصادر مطلعة ان فتيل التوتر اشعل عندما بدأت قوات الدعم السريع في مطلع شهر رمضان، وعبر أحد الأعيان بمروي في بناء سور ومرافق في أرض محاذية لمطار المدينة.

إلا أن قوات الجيش رفضت تمركز الدعم السريع في المنطقة، بعد أن برر انتشاره هناك بامتلاك أرض زراعية بالقرب من مطار مروي. وتفاقم التوتر خلال الساعات الماضية بعد أن وصلت قوة قوامها أكثر من 100 سيارة من الدعم السريع إلى مروي،

ما دفع الجيش إلى الانتشار هناك تحسبا لأي انفلات أمني.

ونقلت «رويترز» عن مصدرين عسكريين ان الجيش بسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم ووضعهم في حالة تأهب.

يذكر أن دقلو صعد للسلطة في السودان من خلال العمل مع البشير ويسيطر على عشرات آلاف الأفراد ويمتلك ثروة كبيرة، وهو حاليا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الذي تولى السلطة في انقلاب آخر في أواخر 2021، لكنه نأى بنفسه مؤخرا عن شخصيات عسكرية ووجد أرضا مشتركة مع تحالف سياسي مدني.

وتدهورت العلاقات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما دفع إلى تأجيل توقيع الاتفاق المدعوم دوليا مع أحزاب سياسية بشأن فترة انتقال لعامين يقودها مدنيون تفضي الى إجراء انتخابات.

وقال مصدران عسكريان إن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، في حين يصر البرهان على وجوب دمج تلك القوات بالقوات المسلحة، وضرورة عدم تحركها دون تنسيق. وقوات الدعم السريع هي مجموعة شبه عسكرية تعمل في السودان بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي خاص بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *