Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والجمال

دراسة ألمانية عن طول العمر: الأغنى والأصغر حجما مرشحون للعيش أكثر


07:00 ص


الإثنين 13 مايو 2024

د ب أ

يثير السؤال عن طول العمر قلق العديدين، عندما يموت أحد رفاق العمر فجأة. ورغم أن متوسط العمر المتوقع في ألمانيا يسلك اتجاهاً تصاعدياً منذ عقود، لكنه فقد بعض الديناميكية أخيراً، كما يقول رولاند راو من جامعة روستوك شمال ألمانيا.

وقال راو استاذ الديموغرافيا والباحث الأول في معهد ماكس بلانك للبحوث الديموغرافية في روستوك:” نادرا ما يموت أحد اليوم في الـ 60 أو الـ70 عاماً” مشيراً إلى أن التحول في الاتجاه في الدول الصناعية مثل ألمانيا، وفرنسا، واليابان، لا يبدأ في الوقت الحالي إلا بعد السبعين. وأفادت حسابات مكتب الإحصاء الفيدرالي في 2022 بأن متوسط العمر المتوقع في ألمانيا عند الولادة يبلغ 78.2 عاماً للرجال، و82.9 عاماً للنساء.

وحسب مقال نشر في مجلة “ساينس” في 2002 لجيم أويبن من جامعة كامبريدج وجيمس فاوبل من معهد إم بي آي دي آر، فإن متوسط العمر المتوقع القياسي في البلدان الغنية يزيد بمعدل حوالي 2.5 عام كل عقد، وذلك منذ أكثر من قرن ونصف القرن.

وأوضح راو أن هذه الزيادة تعادل حوالي ثلاثة أشهر في العام أو نحو ست ساعات في اليوم، وقال: “هذا يعني أن الطفل الذي يولد اليوم سيعيش حوالي ست ساعات أكثر من الطفل الذي يولد في اليوم السابق.”، وذكر أن الأمر يسري منذ أكثر من 150 عاماً.

وقال راو إن الوتيرة تراجعت قليلاً منذ 2000، وتابع أن احتمالات الوفاة تتراجع إلى أعمار بعينها بصورة أقل قوة مما كانت عليه في السابق، وذكر أن الحياة الطويلة ليست متاحة للجميع بنفس القدر.

ونوه إلى دراسة فريق بقيادة الخبير الإكتواري ستيفن هابرمان من كلية بايز للأعمال في لندن، ونشرت في “المجلة الأكتوارية الأوروبية” في 2022؛ وقال إن هذه الدراسة انتهت إلى زيادة التفاوت في معدلات الوفاة بين الفئات الاجتماعية والاقتصادية في العديد من البلدان، وأن معدل الوفيات في الفئات الأضعف اجتماعياً يؤدي إلى تباطؤ التنمية الشاملة.

وهكذا، يرتفع متوسط العمر المتوقع للأثرياء في ألمانيا وفي بلدان أوروبية أخرى كل عام ،بشكل أقوى مقارنة مع الفقراء، وهذه الفجوة آخذة في الاتساع بشكل مستمر. ووفقاً للخبراء، فإن هذا يعني أيضاً أن الفقراء الذين دفعوا اشتراكات تأمين التقاعد طوال حياتهم، ثم يعيشون فقط أربعة أو خمسة أعوام بعد تقاعدهم، يساعدون بشكل أساسي في تمويل معاشات التقاعد للأكثر ثراء والذين يعيشون أطول.

وفي ألمانيا، حلل راو وكارل شمرتمان من جامعة فلوريدا الحكومية في تالاهاسي (الولايات المتحدة) في 2020، متوسط العمر المتوقع حسب المناطق. وقال: “تمكنا من إظهار أن متوسط العمر المتوقع في الجنوب، خاصة في ميونخ ومحيطها هو الأعلى”. بينما سجلت ولاية سكسونياآنهالت في الشرق أدنى متوسط، كما جاء المتوسط منخفضاً بشكل مفاجئ في منطقة حوض الرور غرب البلاد.

وأظهرت التحليلات المنشورة في دورية “مجلة الأطباء الألمانية” التي تربط بين متوسط العمر المتوقع والمؤشرات الهيكلية أن عامل البطالة كان له التأثير الأقوى، وجاء في النتائج “حتى لو لم يفسر هذا كل الاختلافات، يمكن القول إنه كلما ارتفع معدل البطالة، انخفض متوسط العمر المتوقع في المنطقة”.

قد يفاجئ البعض بأن الثروة مهمة بشكل حاسم لحياة طويلة نسبياً. ويصنف راو الناتج المحلي الإجمالي الهابط على رأس قائمة العوامل التي قد تؤثر سلباً على متوسط العمر، بجانب التدخين والتغذية غير الصحية، وقبل جوانب مثل قلة الحركة وزيادة مقاومة المضادات الحيوية وزيادة عدد المصابين بالخرف بالإضافة إلى التلوث البيئي.

ورأى راو أن من الصعب بشكل عام الإجابة على سؤال عن الدور الذي تلعبه السموم البيئية وامتصاص المواد الكيميائية السامة في متوسط العمر، ودورها في المستقبل.

وتظهر البيانات الواردة من ألمانيا الشرقية السابقة، وكذلك البلدان التي كانت تطبق قواعد مماثلة في ذلك الوقت، مثل بولندا والمجر والتشيك، أن متوسط العمر المتوقع هناك ارتفع بعد سقوط الستار الحديدي، بشكل حاد وسريع بشكل ملحوظ، كما يقول راو. ويرى الخبراء أن هذا مؤشر على أن متوسط العمر المتوقع يعتمد أيضا على العيش في نظام ديمقراطي أو دكتاتوري.

ونوهت النتائج إلى أن أحد العوامل التي غالباً ما يبالغ في تقديرها هو التركيب الجيني إذ عادة ما يروق للبعض ترديد عبارة “عائلتي لها جينات جيدة” عندما يتحدث أحدهم عن جدته التي بلغت 90 عاماً وأقارب آخرين في نفس العمر.

من ناحية أخرى، أظهرت التحليلات أن حجم الجسم يلعب دوراً في متوسط العمر المتوقع، ففي البشر، كما في الثدييات الأخرى، يعيش الأصغر حجماً، فترة أطول من الأكبر حجماً.

ويعد سكان سردينيا من أصغر السكان حجماً وأطولهم عمراً في أوروبا، وينطبق ذلك على سكان محافظة أوكيناوا في اليابان، كما أن الفرنسية جان كالمينت، 122 عاماً، لا يزيد طولها عن 150 سنتيمتراً.

ونوه الخبراء إلى أنه حتى مع الذين عاشوا فترة طويلة بشكل استثنائي في جميع أنحاء العالم، تعذر تماماً تشكيل فريق كرة السلة منهم.

وهكذا يمكن لغالبية الذين يولدون في ألمانيا في الوقت الراهن أن يعيشوا مدة تصل إلى 100 عام، لكنه ليس أكيداً، وقال راو عن توقعات المكتب الفيدرالي :”كأنك تجمد الزمن وتسأل: كم سيبلغ متوسط العمر المتوقع إذا لم يتغير شيء في معدل الوفيات خلال الـ 100 أو الـ 120 عاماً المقبلة؟”، مشيراً إلى أنه بإلقاء نظرة إلى الوراء سيتضح أن المتوسط الفعلي للعمر كان في الغالب أعلى من المتوسط الذي كان متوقعاً عند الولادة. ربما يرغب كل واحد أن يستمر الأمر بهذه الطريقة في المستقبل أيضاً. ويمكن لكل شخص زيادة احتمالات طول العمر، وعليه أن يبدأ بالانتباه جيداً في المدرسة ليحصل على مؤهل تعليمي جيد.

وكانت دراسة نشرت في مجلة “غاما نتورك أوبن” أكدت مرة أخرى أن التعليم المدرسي الأعلى يرتبط بتباطؤ الشيخوخة وارتفاع متوسط العمر المتوقع.

وفقاً لراو، هناك مبدأ توجيهي بسيط للغاية بشكل عام: “افعل ما قالته لك أمك: لا تدخن؛ وإذا كنت تشرب، فاشرب بشكل معتدل؛ ومارس الرياضة وتناول طعاماً صحياً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *