شهدت تل أبيب حادث دهس وطعن اسفر عن اصابة اكثر من 10 اشخاص ومقتل منفذه في اول رد فلسطيني على العملية العسكرية الاوسع منذ نحو عشرين عاما في الضفة الغربية المحتلة ادت الى مقتل فلسطينيين وأجبرت الآلاف على الفرار من مدينة جنين ومخيمها، بينما قالت اسرائيل انها اقتربت من إنهاء العملية.
وقال قائد الشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي «تمت تصفية المنفذ الذي جاء من الضفة الغربية، نحن نعرف بعض التفاصيل عنه، ومازال التحقيق جاريا».
وقال إعلام جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) في بيان إن منفذ هجوم الدهس والطعن في تل أبيب هو عبد الوهاب خلايلة وهو فلسطيني في العشرين من عمره من سكان بلدة السموع جنوب غربي الخليل. وأضاف أنه «من دون سوابق أو خلفية أمنية، ومن دون تصريح يسمح له بالدخول لإسرائيل. والتحقيق في الهجوم مستمر». وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة بـ«العملية البطولية والنوعية» التي رأتا فيها رد فعل طبيعيا على «جرائم الاحتلال في جنين» واعتبرت الحركة عملية الدهس والطعن «الرد الأولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي» في جنين، ناعية منفذ العملية، وقالت، «ننعى شهيدنا احد عناصر الحركة عبدالوهاب خلايلة.
وأكدت الشرطة وفق المعلومات الأولية «أن السيارة التي كانت متجهة من الجنوب إلى الشمال اصطدمت بمشاة في شارع بنحاس روزين، وأن السائق نزل من السيارة وطعن آخرين بأداة حادة. مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، ثلاثة منهم في حالة خطيرة».
من جهته، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير «الجميع إلى حمل السلاح».
جاء الهجوم في وقت تشن اسرائيل عملية عسكرية على مدينة جنين ومخيمها بدأتها فجر الاثنين واستخدمت فيها عربات مدرعة وجرافات عسكرية ونفذ خلالها الجيش ضربات بطائرات مسيرة. وتشارك في العملية وحدات النخبة من مختلف قوات الجيش والأمن وحرس الحدود.
وصباح امس بدت مدينة جنين خالية ما عدا من دوريات الجيش. وأقفلت المحال التجارية وانتشرت بقايا إطارات مشتعلة في أماكن متفرقة، وحلقت الطائرات المسيرة الاسرائيلية في سمائها، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. وزعم الجيش إن قواته تعمل على تدمير ممرات تحت الأرض تستخدم لتخزين المتفجرات. وأضاف في بيان أن جنوده عثروا «على غرفتي عمليات تابعة لمنظمات في المنطقة وقاموا بتفكيكها». وقال الجيش إنه «لا ينوي البقاء في جنين، لكنه مستعد لحرب طويلة».
وتمركز الجيش على مداخل مخيم جنين الذي لا يخرج منه ولا يدخله أحد، قبل أن تدخله مدرعاته. وداخل المخيم الذي يعيش فيه نحو 18 ألف شخص، بدت كيبلات الكهرباء مقطوعة والشوارع تملأها الحفر جراء عبور الجرافات الإسرائيلية المضادة للقنابل. ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين».
في الأثناء، صرح نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس أن «نحو 3000 شخص غادروا المخيم»، مضيفا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.
وفي ردود الفعل الدولية، حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك امس الجيش الإسرائيلي على «ضبط النفس» وحماية المدنيين الفلسطينيين.
من جانبه، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه «قلق للغاية» بشأن العنف ودعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي في الاثناء، عم الإضراب الشامل امس مدن الضفة الغربية وتعطلت الحياة فيها ولزم الموظفون العموميون منازلهم تلبية لدعوة وجهتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي المتواصل على جنين.
الى ذلك، دعا مجلس جامعة الدول العربية إلى تحرك عربي عاجل من خلال القيام بزيارات واتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي، بهدف تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، بما فيها قرارات مجلس الأمن وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية نتائج عدوانها على الشعب لفلسطين.
جاء ذلك في قرار لمجلس جامعة الدول العربية الذي عقد امس على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية برئاسة مصر في مقر الجامعة لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد على الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، بما في ذلك العنوان الإسرائيلي المستمر على مدينة ومخيم جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة.
