Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الحركات الطلابية في الجامعات.. “تحديات جمّة والحكومة تستهدف ضرب نشاطها الوطني”

تستهدف الحكومة الإسرائيلية ضرب الحركات الطلابية في الجامعات وملاحقة الطلاب العرب الفلسطينيين فيها وقمع كل مظاهر النضال من أجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية والانتماء الوطني.

من إحياء ذكرى النكبة في جامعة بئر السبع

تواجه عملية إعادة بناء المشروع الوطني من خلال الحركات الطلابية في الجامعات والمعاهد الإسرائيلية تحدّيات جمّة في ظل حكومة فاشية تسعى إلى قمع كل مظاهر النضال الطلابي من أجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية والانتماء الوطني.

ويرى ناشطون أكاديميون، أنه بعد انتهاء أزمة “الانقلاب على القضاء” فإن الحكومة الإسرائيلية لن تتوانى عن سن القوانين التي تحظر النشاطات السياسية للطلاب الفلسطينيين في الجامعات، وتمهدّ لفصلهم أو شطب الكتل والحركات الطلابية الفاعلة، من خلال مجموعة قوانين موجهة ضد الطلاب الفلسطينيين، وظهرت بوادرها من خلال حظر رفع العلم الفلسطيني ومحاولة شطب حركة “جفرا” في جامعة تل أبيب.

وبهذا الصدد، أكد مركز الحركة الطلابية في التجمع الوطني الديمقراطي، يوسف طه، لـ”عرب 48“، أن “دور الحركة الطلابية أساسي ومركزي في إعادة بناء المشروع الوطني، ويجب إعطائه أهمية قصوى في هذه الظروف بالذات لأن الحركة الطلابية هي ركيزة أساسية لدى غالبية الشباب الوطني سواء في الداخل أو في العالم بأسره”.

يوسف طه

وأضاف أن “الجيل الشاب في الجامعات والمعاهد الأكاديمية هم رواد المستقبل لأي فئة أو شعب في العالم، والطاقات الشبابية هي أساس بناء أي مشروع مستقبلي، وهذا بالطبع لا ينتقص من مكانة أولئك الذين ساهموا على مدار عشرات السنوات التي أسست لمشروع وطني متين، ونحن امتداد لهؤلاء الرواد في المشروع الوطني، لذلك فإنني أرى أهمية كبرى وقصوى لدور الحركة الطلابية في إعادة بناء المشروع الوطني”.

وتطرق طه إلى أبرز التحديات التي تواجه الحركات الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا في ظل وجود حكومة فاشية قد تصدر قوانين تسعى من خلالها إلى ضرب الحركات الطلابية ومشاريعها الوطنية، بالقول “في الواقع تلقينا مسودات لقوانين قمعية بدأت الحكومة بصياغتها والعمل عليها، وسيتم عرضها على هيئة الكنيست في القريب العاجل، علمًا أن بعض هذه القوانين جرى تفصيلها على مقاسنا أي أنها تستهدف نشاطنا بالتحديد وأحدها يهدف بالأساس إلى ملاحقة الطلاب العرب الفلسطينيين في الجامعات ممن يعتزون بهويتهم ويرفعون العلم الفلسطيني، وقد يتم فصلهم من الجامعات وإغلاق الكتل الطلابية وعدم منحها الترخيص أو الموافقة على تنظيم أي نشاط في الجامعة”.

ووصف طه هذه القوانين الموجهة بشكل مباشر ضد الحركات الطلابية والحد من نشاطها على أنها أمر خطير جدا، مضيفا أن “التعليمات بحظر رفع العلم الفلسطيني جاءت ردا على نشاطاتنا في ذكرى النكبة في جامعتي تل أبيب وبئر السبع، وقد جاء هذا الحظر بشكل حصري وبعد أسبوعين من إحياء ذكرى النكبة، والآن يجيء الرد على نشاطنا الأخير في جامعة تل أبيب الذي قامت حركة ’إم ترتسو’ في أعقاب هذا النشاط بتقديم طلب حظر حركة ’جفرا’ بالجامعة، وبعد أن ردت الجامعة طلبها يقوم مندوبو ’إم ترتسو’ في الكنيست بتقديم اقتراح بحظر رفع العلم الفلسطيني ومنع الهتافات الوطنية حتى، وأنه يحق للجامعة أن تفصل أي طالب يخالف هذا القانون وأن يتم حظر الحركة أو الكتلة التي ينتمي إليها”.

وأوضح أن “مثل هذه الممارسات تبعث الخوف في نفوس بعض الطلاب، وهناك فعلا تخوف وحالة من الترقب داخل الحركات الطلابية في الجامعات لما هو قادم، لأنه واضح بأن القادم سيكون أصعب وأكثر خطورة، ونحن نلمس حماسا لدى الطلاب وهناك نوع من الانتماء والإصرار على العمل والنشاط، ونحن نحاول أن ندمج بين هذين المتناقضين وأن نكون مسؤولين فنحن مهتمون جدا باستمرار نشاط الحركة الطلابية، ولكن هناك صعوبات وتخوفات وتحديات”.

وختم طه بالقول إن “هناك تحد آخر يضاف إلى الملاحقة السياسية وسن القوانين العنصرية والفاشية، وهو أن النقابات الطلابية في الجامعات الإسرائيلية تملك ميزانيات ضخمة، ولا يمكن لنا كحركات طلابية فلسطينية أن ننافسها على مستوى تقديم الخدمات والأمور التقنية التي يقدمونها للطلاب، فهذه النقابات تحولت على مدار السنوات إلى قوة كبيرة في مستوى إعطاء الخدمات للطلاب، لذلك فإننا نجد صعوبة في أن نكون بديلا لهذه النقابات وتوفير الخدمات للطلاب لأن هذا تحدي كبير على المستوى الاقتصادي، بالإضافة إلى تحد آخر وهو أن جزء من الطلاب يتعلمون ويعملون في مناطق بعيدة عن الجامعة بسبب الظروف الاقتصادية التي تزداد سوءا، فهؤلاء يصعب عليهم التوفيق بين العمل والتعليم وأن يكونوا فعالين وناشطين في الحركة الطلابية، لكن رغم كل التحديات فإن الحركة الطلابية ما زالت في الريادة ولها حضورها وقوتها وتأثيرها وهذا ما يعطينا الأمل”.

وذكر الطالب محمد يونس الذي يدرس للسنة الرابعة في الجامعة العبرية في القدس، لـ”عرب 48“، أنه “على مدار السنوات الثلاث الماضية ومنذ جائحة كورونا لم تشهد الجامعة نشاطا طلابيا من الحركات الطلابية التي كانت أصلا شبه غائبة عن الساحة، وكنت دائما أتساءل لماذا لا يوجد لدينا حركة طلابية حقيقية فعّالة وبارزة؟ إلى أن تحدث معنا يوسف طه، وعرض علينا إعادة بناء وإحياء الحركة الطلابية الوطنية التي غابت منذ خمس سنوات، وحتى أنه شطب اسمها من الجامعة، وكان القرار بإعادة بنائها مجددا”.

محمد يونس

وعن التخوّفات التي تواجه الطلاب حين دعوتهم للانضمام إلى الحركة الطلابية والمشاركة في نشاطاتها، وفي ظل حكومة عنصرية فاشية وغياب قوى اليسار التي كانت إلى حد ما في الماضي تساند الحركات الطلابية، قال يونس “في الوقع نحن لا زلنا في طور بناء الحركة، وقد سمعت الكثير من التخوّفات لدى الطلاب حين بدأنا بنشر فكرة إعادة بناء المشروع الوطني، وهناك فكرة سائدة بين الطلاب أن العمل السياسي في الجامعة قد يهدد مستقبلهم التعليمي، وقد قمنا بتجاوز هذه العقبة من خلال قيامنا بالاطلاع على كتاب الأنظمة والقوانين الخاص بالجامعة، وتعهدنا بأن نعمل بموجب هذه القواعد والأنظمة وألا نخالف القانون، وبالفعل نحن نرى أنه بإمكاننا أن نناضل على هذه الساحة بالطرق القانونية”.

وأكد أنه “إذا كان هناك مكان للنضال بصورة نقية خالية من المصالح الشخصية والفردية فهو داخل الحركة الطلابية التي لا تسعى إلى تحصيل مقاعد وأهداف سياسية أو وظائف، لذلك نحن نناضل بدافع القناعة وفي الإطار القانوني حتى لا يتأثر أيا من الطلاب بصورة سلبية أو يخسر تعليمه الأكاديمي”.

وقالت عدن بشير وهي طالبة جامعية سنة ثالثة بموضوع اللغة الإنجليزية، لـ”عرب 48“، إن “كل طالب عربي يدخل إلى الجامعات الإسرائيلية يواجه معضلة تتعلق بهويته الوطنية وانتمائه، وتراوده الأسئلة من أنا؟ وما هي هويتي؟ وما هو انتمائي الوطني؟ ويفترض من الطالب العربي أن يشعر بالانتماء حين يصطدم بهذه الحركات الطلابية التي تجيء من أجل مساعدته ومساندته قدر الإمكان من الناحية الوطنية وبناء الشخصية وفي التعليم لكي يشعر بالانتماء”.

عدن بشير

وردا على سؤال حول تخوف الطلاب العرب الفلسطينيين من الالتحاق بالعمل السياسي داخل الجامعة، ردت بالقول “هذه واحدة من العقبات الأساسية التي نواجهها يوميا في التعامل مع الطلاب الذين يعربون عن تخوفهم وابتعادهم عن العمل السياسي، ودائما نستمع عبارة ’نحن لا نريد التدخل في السياسة نريد فقط أن نتعلم ونعود الى بيوتنا مع شهادة’”.

وعن أهمية الانتماء والنشاط داخل الحركة الطلابية، شددت بشير على أن “الشعور بالانتماء يحفز الطالب على مساعدة أقرانه وزملائه الطلاب، كما يساهم في توسيع الكتلة العربية في الجامعة وترسيخ الانتماء والوجود وبالتالي زيادة التأثير. مثال على ذلك الانقلاب الذي أجراه التجمع الطلابي على نقابة الطلاب التي كان نهجها عنصريا بامتياز في جامعة حيفا، وبالتالي أدى هذا الانقلاب إلى تمثيل التجمع بثلاثة أعضاء في النقابة، ومنذ ذلك الحين تغير نهج النقابة من النقيض إلى النقيض”.

وأعربت بشير عن خشيتها من الحكومة العنصرية، مشيرة إلى أنه حتى قبل صعود هذه الحكومة تعرض أعضاء الحراك الطلابي لمضايقات واقتحام أمن الجامعة لفعاليات الحركة الطلابية بسبب امتناع الحركة عن رفع العلم الإسرائيلي داخل قاعة الجامعة أثناء فعالياتها، ومن المؤكد أن الحكومة الحالية ستزيد من القيود على حرية التعبير عن الرأي داخل الجامعات.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *