Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

قلق بالمؤسسة الأمنية الإسرائيل من تصعيد نتنياهو للأزمة مع بايدن

“نتنياهو يراهن على المورد الوحيد وهو الحلف الإسرائيلي – الأميركي. ونحن ببداية تحولات ستستمر لسنين، وسيكون صعبا جدا وقفها، وستعرض إسرائيل لحملات مقاطعة، محاكمة ضباط في لاهاي وإلى فتور العلاقات مع دول صديقة”

مظاهرة في لوس أنجليس، بداية الشهر الحالي، تطالب بوقف الدعم الأميركي لإسرائيل (Getty Images)

انتقد محللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الثلاثاء، قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس، بإلغاء إيفاد كل من وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، إلى واشنطن في أعقاب عدم استخدام الأخيرة الفيتو ضد مشروع القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار بالحرب على غزة خلال شهر رمضان، الأمر الذي أبرز حجم الخلافات بين نتنياهو والرئيس الأميركي، جو بايدن.

وقبل التصويت في مجلس الأمن الدولي، “هدد” نتنياهو بعدم إيفاد ديرمر وهنغبي في حال عدم استخدام الفيتو. وكان يتعين عليهما أن يقدما خطة لاجتياح رفح إلى المسؤولين في إدارة بايدن.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أنه “بشكل غير مفاجئ، التهديد الإسرائيلي لم يغير موقف الرئيس. ويبدو أن بايدن لن يتأثر بإلغاء الزيارة. والسؤال هو كيف ستتأثر إسرائيل من ذلك”.

وأفاد هرئيل بوجود “قلق كبير” في قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي من “تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة وتدهور مكانة إسرائيل الدولية”.

وأضاف أن “التخوف السائد لدى جميع الذي يشغلون المناصب المركزية، هو أننا في بداية تحولات ستستمر لسنين، ومن أنه سيكون من الصعب جدا وقفها. ومن شأن ذلك أن يعرض إسرائيل إلى حملات مقاطعة، محاكمة ضباط في لاهاي وإلى فتور العلاقات مع دول صديقة”.

ووفقا لهرئيل، فإن نتنياهو أدرك أن الولايات المتحدة لن تستخدم الفيتو قبل ساعات من التصويت في مجلس الأمن الدولي. وجاء قرار نتنياهو بتصعيد الأزمة مع إدارة بايدن في الوقت الذي يجري فيه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، محادثات في واشنطن حول طلبات إسرائيلية ملحة بشأن إمداد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة الأميركية.

بايدن في تل أبيب في الأسبوع الثاني للحرب على غزة (Getty Images)

وتتركز انتقادات الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل في ثلاثة أمور، هي عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، والعدد الهائل من الشهداء الفلسطينيين المدنيين، وتهديدات نتنياهو المتكررة باجتياح رفح من خلال تجاهل التحذيرات الأميركية من نتائج كارثية للاجتياح.

وحسب هرئيل، “تراكمت الخلافات طوال أشهر، أظهر بايدن خلالها تسامحا لا حدود له في دعمه للحرب بعد هجوم حماس الدموي في 7 أكتوبر. لكننا وصلنا الآن إلى نقطة غليان” في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية.

وأثارت حكومة نتنياهو غضب إدارة بايدن ودول غربية أخرى منذ تشكيلها، وذلك على خلفية أنها تضم رموز اليمين الإسرائيلي المتطرف والعنصري، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وبسبب تنفيذها خطة “الإصلاح القضائي” لإضعاف جهاز القضاء، والتي اعتبرت أن تستهدف “النظام الديمقراطي الإسرائيلي”، وكذلك رفض نتنياهو التداول في “اليوم التالي” بعد الحرب على غزة، فيما طرح بايدن خطة شاملة لتسويات في الشرق الأوسط كله وتستند إلى وقف الحرب.

ورأى هرئيل أن سياسة نتنياهو في جميع هذه الأمور نابعة من صراع نتنياهو على البقاء في الحكم. “وإذا كان استمرار الحرب، حتى من خلال ادعاءات متزايدة ضد إسرائيل حول انتهاك قوانين الحرب الدولية، سيضمن بقاءه في الحكم، فإنه مستعد جدا لذلك. وجميع الوسائل شرعية وبضمنها تأخير آخر في تنفيذ صفقة المخطوفين”.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بِن كسبيت، أن “قرار نتنياهو ’بمعاقبة’ الإدارة الأميركية وعدم إيفاد الوفد، هو دليل على أن هذا الرجل فاقد الأهلية. فنتنياهو يهين الإدارة الأميركية ويفعل ذلك بلا سبب”.

وبحسبه، فإن هدف نتنياهو الأساسي لإثارة أزمة مع الإدارة الأميركية هو “صرف الأنظار عن قانون التهرب من الخدمة العسكرية للحريديين وتركيزها على الصراع بينه وبين بايدن. وهو مستعد للتضحية بالعلاقات مع الولايات المتحدة مقابل فذلكة إعلامية لسياسة داخلية قصيرة الأمد. وقد فقد قدرته على ترجيح الرأي. وكل يوم آخر لهذا الرجل في الحكم هو ضرر إستراتيجي لمستقبل دولة إسرائيل”.

ورأى كسبيت أن عضوي كابينيت الحرب من كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مسؤولان أيضا عن الأزمة مع إدارة بايدن. “مثلما لا يمكن لنتنياهو أبدا أن يغير حقيقة أنه كان رئيس الحكومة في 7 أكتوبر ويتحمل المسؤولية العليا، هكذا هما غانتس وآيزنكوت أيضا: ففي اليوم الذي قرر فيه نتنياهو ’معاقبة’ الولايات المتحدة وإهانة الرئيس بايدن مرة أخرى، كانا يجلسان هناك في الحكومة ويصفقان”.

وأضاف كسبيت، الذي ألّف كتابا عن نتنياهو قبل سنوات، أن “نتنياهو مقامر. ودائما كان مقامرا وسيبقى كذلك إلى الأبد. وفي سنواته الأولى كانت رهاناته صغيرة. وكلما مرّ الوقت أخذت رهاناته تكبر. وخساراته أيضا. والآن هو أشبه بمقامر يوشك على خسارة كل شيء. وهو يخسر، ويضاعف فورا مبلغ الرهان على أمل أن يتغير الحظ. وفي المرحلة المقبلة سيضع رصيده كلّه. وبضمن ذلك البيت، الأملاك والمستقبل”.

وأضاف أن “نتنياهو لا يراهن على بيته وممتلكاته، وإنما هو يراهن الآن على بيتنا وممتلكاتنا. وهو يراهن على المورد الإسرائيلي الوحيد الذي لا بديل له: الولايات المتحدة الأميركية. وهو يفعل ذلك رغم علمه بالقيمة الهائلة للحلف الإسرائيلي – الأميركي لصالح أمننا القومي. وهو يعلم أن أحد الأسباب الأكثر ردعا لأعداء إسرائيل هو العلم أن أميركا موجودة إلى جانبنا، ودائما كانت وستكون. وهو يعلم أن الجيش الإسرائيلي ليس قادرا على تنفيذ أي خطوة في الجنوب أو الشمال، من دون العلم بأنه سيكون مدعوما بقطار جوي أميركي من الذخيرة، الإمدادات، قطع الغيار وقذائف وغيرها. ولا يوجد لدى إسرائيل بديل لأميركا. ولا بديل جزئي أيضا”.

وتابع كسبيت أن “نتنياهو يشكل خطرا على جميعنا، وعلى مستقبلنا ومستقبل أولادنا وعلى الحلف الإستراتيجي الذي يضمن أمن إسرائيل القومي. وهو لا يفعل ذلك (الأزمة مع بايدن) كي يمنع دولة فلسطينية أو تدمير النووي الإيراني. هو يفعل ذلك كي يرمم صورته كـ’زعيم قوي’ وكي يصرف الأنظار عن استسلامه المطلق للحريديين، المتمثل بـ’قانون التهرب من الجندية’”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *