Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

عاجل.. أمريكا تدق طبول حرب جديدة بسبب نزاع عمره 200 سنة.. ما القصة؟ – أخبار العالم

انشغل العالم خلال الأيام الماضية بحرب غزة وقبلها الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن الأيام الجارية تتصاعد فيها المؤشرات بشأن حرب جديدة يرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق إليها بعد استفتاء جرى في فنزويلا يتيح لسلطاتها التدخل العسكري للسيطرة على إقليم نفطي يتبع دولة غويانا المجاورة.

ومما أثار القلق بشدة في أمريكا اللاتينية أنه بالفعل قد حشدت 4 دول جيوشها وهي فنزويلا وغويانا بطلتي النزاع، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، حيث ترى واشنطن أن السيطرة الفنزويلية على نفط جارتها يشكل اعتداء عليها، ويمنحها قوة ترى أنها لصالح غريمتيها روسيا والصين الحليفتين لـ«كاراكاس».

ما الذي أشعل الشرارة؟

تعود بداية التوترات الحالية إلى الاكتشاف الأول لأكثر من 11 مليار برميل من النفط والغاز القابل للاستخراج على مساحة شاسعة تغطي 6.6 مليون فدان على سواحل دولة غويانا في عام 2015، وعلى الرغم من أن المنطقة البرية في إيسيكيبو هي غابة غير مطورة إلى حد كبير، إلا أنها وضعت غويانا على خريطة العالم لمنتجي النفط، وفقما نقلت قناة الحرة الأمريكية.

وقد استعادت فنزويلا مطالبتها بإقليم «إيسيكيبو» إليها، باعتباره جزءا من أراضيها ولا ينتمي لدولة غويانا، وما يفسر التحرك الفنزويلي الأخير هي الظروف الاقتصادية الصعبة التي عانت منها البلاد بسبب سوء الإدارة وتفشي الفساد، بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية.

وتعتبر المشكلة بين غويانا وفنزويلا أكثر تعقيداً وأقدم من كونها خلافاً بين جارتين، إذ تشير مصادر إلى أن جذورها يعود إلى أكثر من 200 عام، وتحديداً عام 1824، عندما طالبت فنزويلا بضم إقليم «إيسيكيبو» إليها.

وقد حدثت مداولات ومباحثات في هذا الشأن لعشرات السنين، كما وصل الأمر للمحاكم الدولية ووُقعت اتفاقيات، وانتهى الأمر باستمرار إقليم «إيسيكيبو» في حوزة دولة غويانا، وذلك بحسب تقرير آخر لوكالة أنباء «رويترز».

استفتاء مثير للجدل في فنزويلا

إلا أن الصراع عاد مرة أخرى، إذ قررت فنزويلا فجأة، وبعد 200 سنة، إجراء استفتاء شعبي على ضم إقليم «إيسيكيبو» لسيادتها، كجزء من أراضي فنزويلا، وجاءت نتيجة الاستفتاء، يوم الاثنين الماضي، بموافقة شعب فنزويلا على ضم الإقليم بأغلبية ساحقة بلغت 95%، على نحو يهدد الأمن القومي لغويانا.

ويبلغ إنتاج النفط حاليا في غويانا نحو 400 ألف برميل يومياً من النفط والغاز ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027، حيث أن الإقليم الغني بالنفط يعزز اقتصاد غويانا بشكل كبير ووعد بدخل ضخم للبلاد خلال السنوات المقبلة.

وعلى الرغم من أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم بنحو 303 مليارات برميل، ولديها أيضا رواسب ضخمة من الغاز الطبيعي، فقد انخفض إنتاجها بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية والفساد المزعوم وتدهور البنية التحتية، حسبما تقول وكالة أنباء «رويترز».

حديث عن موقف روسي – صيني

لكن مع تفاقم هذه المشكلة أثير الأمر حول وجود يد لروسيا حليفة فنزويلا وكذلك الصين، وما إذا كانت بيجين وموسكو تسعيان لتوريط واشنطن في بؤرة حرب جديدة إلى جانب أوكرانيا ومؤخراً غزة.

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي العراقي حازم العبيدي، في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، إنه بالتأكيد لا بد أن يكون للصين وروسيا يد فيما يجري بين فنزويلا وغويانا، فمن مصلحتهما شغل عدوتهما في حرب جديدة.

وأضاف «العبيدي» أن التورط الأمريكي في حرب جديدة يعني مزيداً من الاستنزاف للميزانية الأمريكية، والتي بالفعل تواجه تحديات غير مسبوقة بشأن الدعم المقدم إلى كييف وتل أبيب، والذي وصل إلى حد خلافات واسعة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي داخل الكونجرس الأمريكي.

واعتبر أن ما يجري بين فنزويلا وغويانا أمر يأتي في إطار لعبة القط والفأر سواء بين روسيا وأمريكا أو فنزويلا وأمريكا أو حتى الصين وأمريكا، لافتاً إلى أن واشنطن ستكون في موقف حرج لأنه في كل الأحوال ينبغي عليها الدفاع عن غويانا.

حشد الجيوش يثير القلق

وأرسل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قوات إلى الحدود مع غويانا، استعداداً للمطالبة بـ 160 كيلومتر مربع من الأراضي المعروفة باسم «إقليم إيسيكيبو» وفقا لصحيفة «إل باييس» الإسبانية، مضيفاً: «نريد الإنقاذ السلمي لإيسكويبو .. لقد احتلت الإمبراطورية البريطانية وورثتها غويانا بحكم الأمر الواقع وقاموا بتدمير المنطقة»، مقترحاً أن يتمّ فوراً تفعيل المناقشة في الجمعية الوطنية والموافقة على القانون الأساسي لإنشاء ولاية غويانا إيسيكيبا.

 كما أمر الرئيس الفنزويلي، خلال جلسة الحكومة، أن يتم الشروع في الحال في «منح التراخيص لاستغلال النفط والغاز والمناجم» في هذه المنطقة، بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

في المقابل، أعلنت غويانا عن تكثيفها الإجراءات الأمنية وإشراكها الجيش الأمريكي لمساعدتها في حماية «إقليم إيسيكيبو» الغني بالنفط، واصفةً نوايا فنزويلا لمنح تراخيص التنقيب عن النفط في المنطقة بأنها «تهديداً مباشراً لسيادة غويانا وسيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي».

وقال رئيس غويانا عرفان علي إنه لن يسمح بانتهاك أراضي دولته أو إعاقة تنمية بلاده، مضيفاً أن قوة الدفاع في غويانا في حالة تأهب كامل، كما أنها أشركت نظراءها العسكريين، بما في ذلك القيادة الجنوبية الأمريكية.

وبسبب العلاقات الاقتصادية الضخمة وعمل شركاتها في مجالي النفط والغاز لديها، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في غويانا يوم الخميس الماضي 7 ديسمبر، أن القيادة الجنوبية الأمريكية ستجري عمليات طيران بالتعاون مع قوة دفاع غويانا، موضحة أن هذا التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي على المشاركة والعمليات الروتينية لتقوية الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وغويانا، وفقما أفادت به صحيفة «غويانا نيوز رووم» الغويانية.

بالإضافة إلى هذا التمرين، ستواصل القيادة الجنوبية للولايات المتحدة تعاونها مع قوات الدفاع العام في مجالات التأهب للكوارث، كما أكدت أن الولايات المتحدة ستواصل التزامها كشريك أمني موثوق به لغيانا وتعزيز التعاون الإقليمي، وفق نفس الصحيفة، بعد أن أعرب البيت الأبيض عن قلقه يوم الأربعاء 5 ديسمبر، من تصاعد التوترات بين فنزويلا وغويانا بشأن النزاع على المنطقة الحدودية الغنية بالنفط.

موقف البرازيل

في هذا السياق، قالت وزارة الدفاع البرازيلية إنها نقلت في الأيام الأخيرة قواتها على طول الحدود التي تتقاسمها مع منطقة ايسيكويبو كإجراء دفاعي واحتياطي نقلا عن صحيفة «إل باييس الإسبانية». كما أكد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بأن البرازيل تقف بقوة مع غويانا وأنها لن تسعى إلى أي سلوك متهور من جانب فنزويلا.

كما أعلنت وزارة الدفاع البرازيلية يوم الأربعاء مطلع ديسمبر الجاري أن البرازيل أرسلت فريقا للقاء مادورو، رئيس فنزويلا، للحصول على وعود من «كاراكاس» بعدم استخدام الأراضي البرازيلية لشن عمليات عسكرية عبرها، أو انتهاك أي اتفاقات بين البلدين، نقلا عما أفادت به صحيفة الحرة.

الحرب على الأبواب والصدام حتمي

من جهته، يقول الباحث في العلوم السياسية إدريس آيات إن الحرب في غويانا باتت شبه حتمية، بعد إعلان أمريكا إطلاق مناورات عسكرية في ظل هذه التوترات، وإعلان مادورو أن المنطقة المتنازع عليها أصبحت الآن جزءًا من فنزويلا، وطلب بداية تنقيب النفط فيها، بحسب ما نقل تقرير لقناة سكاي نيوز.

ويرى آيات، أن فنزويلا غير مستعدة للتراجع عن نتائج الاستفتاء الداعي لتدخل عسكري لضم الإقليم، وغويانا لا تمتلك الرفاهية للتخلي عن ثلثي أراضيها، وواشنطن لا ترغب في التفريط بمكاسب 8 سنوات من التنقيب عن النفط لمصلحة فنزويلا، وبناء عليه يبدو أن الحرب حتمية وفق جميع المؤشرات.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *