Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

ليبيا درنة تبكي قتلاها وتبحث عن مفقوديها بعد

 واصل المسعفون والمتطوعون الجمعة العمل بحثا عن آلاف المفقودين في درنة بعد الفيضانات الهائلة التي اجتاحت المدينة الواقعة على ساحل ليبيا الشرقي، في حين أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن حجم الكارثة في ليبيا ما زال مجهولا.

وقال في مؤتمر صحافي: «أعتقد أن المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم تحديد حجم» الكارثة، مضيفا: «لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك». كما أن «مستوى الحاجات وعدد القتلى لايزال مجهولا».

وأطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداء لجمع أموال تزيد على 71 مليون دولار لتأمين مساعدة فورية إلى حوالي 250 ألف شخص هم الأكثر تضررا جراء الفيضانات التي نتجت عن العاصفة «دانيال»، محذرا من وضع «كارثي».

وقال المكتب انه بعد تدمير الكثير من الطرقات: «تحض بلدية (درنة) السلطات على إقامة ممر بحري للمساعدة العاجلة وعمليات الإجلاء»، مقدرا عدد المتضررين مباشرة من الكارثة بحوالي 884 ألف شخص.

وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا. وقد أعطى وزراء في حكومة الشرق في ليبيا أرقاما غير متطابقة.

ويقول سكان إن مئات الجثث لاتزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة.

وروى عبدالعزيز بوسمية (29 عاما) المقيم في حي شيحا في درنة والذي نجا من الفيضانات، متحدثا لوكالة فرانس برس، «كانت المياه تحمل وحولا وأشجارا وحطاما من الحديد، وعبرت كيلومترات قبل أن تجتاح وسط المدينة وتجرف أو تطمر كل ما كان على طريقها».

وأضاف بتأثر: «فقدت أصدقاء وأقرباء، منهم من طمروا تحت الوحل، ومنهم من جرفتهم المياه إلى البحر»، مقدرا أعداد القتلى بـ 10% من سكان المدينة.

ورأى أن السلطات الليبية لم تتخذ التدابير الضرورية لتدارك الكارثة، بل اكتفت بإصدار تعليمات إلى السكان بلزوم منازلهم تحسبا للعاصفة دانيال التي ضربت تركيا وبلغاريا واليونان قبل أن تصل الأحد إلى ليبيا.

وتكشف أعداد أكياس الجثث التي وزعت في المدينة عن حجم المأساة. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحدها عن تأمين 6 آلاف منها.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا يان فريديز إن الكارثة «كانت عنيفة جدا»، مضيفا أن «موجة بارتفاع سبعة أمتار جرفت الأبنية والبنى التحتية الى البحر»، مشيرا إلى أن هناك «جثثا تتقاذفها الأمواج على الشاطئ».

ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة الجمعة السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ وقوع الكارثة.

وقال كازونوبو كوجيما المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «نحث السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي».

ودعا البيان إلى تحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد قائلا إن عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية.

وأضاف البيان ان جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل «على الإطلاق تقريبا» أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *