بين من وصفه بإرهاصات الاجتياح البري لقطاع غزة، ومن رآه اختبارا لردة فعل الفصائل الفلسطينية، شنت إسرائيل اعنف قصف بري وبحري وجوي منذ اطلاق حربها على قطاع غزة في السابع من اكتوبر الجاري، وتخلله قطع للاتصالات والانترنت، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال في تصريح لقناة (ايه.بي.سي) الإخبارية الأميركية، ان العمليات العسكرية البرية الموسعة الجارية التي اطلقها الجيش في قطاع غزة ليست هي الهجوم البري الرسمي. وكان قد جدد مطالبه لسكان غزة بالنزوح نحو جنوب القطاع.
وقالت تقارير اعلامية مصربة انه مع اشتداد القصف المدفعي والصاروخي والغارات الجوية، فإن اصوات الانفجارات كانت تسمع في العريش المصرية. واضاءت القذائف والصواريخ وألسنة النيران التي سببتها سماء غزة المظلم بفعل قطع الكهرباء ايضا. وقالت قناة “الجزيرة” ان اسرائيل استخدمت قذائف للمرة الاولى. ونقلت عن مصدر صحفي من داخل القطاع قوله ان هناك مجازر وقعت وانه يصعب الوصول الى الاماكن التي تم قصفها. ولم تتمكن وسائل الاعلام من الاتصال مع مراسليها لبث تغطية حية لعمليات القصف، واكتفت بعضها بتلقي رسائل صوتية مسجلة .
وذكرت وسائل إعلام نقلا عن مصادر فلسطينية قولها إن آليات عسكرية ودبابات اسرائيلية توغلت على أكثر من محور في قطاع غزة وسط تبادل لإطلاق النار. واوضحت المصادر ان هذه الآليات توغلت باتجاه محور البريج وسط غزة ومحوري جباليا وبيت حانون شمالي القطاع.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها خاضوا “اشتباكات عنيفة” في عدة محاور داخل قطاع غزة خصوصا في المناطق الشرقية والشمالية.
وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان إنها تصدت “لتوغل بري في بيت حانون (شمال القطاع) وشرق البريج (وسط) واشتباكات عنيفة تدور على الأرض”.
وفي السياق، أطلقت المقاومة رشقات صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل حيث دوت صافرات الإنذار في تل أبيب، وأسدود، والرملة، ومطار اللد، ومستوطنة موديعين شمال غرب القدس.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه فقد «الاتصال بشكل كامل بغرفة العمليات في قطاع غزة وعن كل طواقمه» وسيارات الاسعاف بسبب قطع اسرائيل للاتصالات والانترنت عن القطاع، وقال الهلال الاحمر «نشعر بقلق بشأن إمكانية استمرار طواقمنا تقديم خدماتها مع انقطاع خدمة الاتصال المركزي». كما اعلنت منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال بعناصرها داخل القطاع وكذلك الاتصال بجميع المنظمات الانسانية الشريكة. وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” : نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في غزة وفقدنا الاتصال بزملائنا على الأرض. وهو ما اعلنته المديرة التنفيذية لليونيسف التي قالت : فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة وأنا قلقة بشأن سلامتهم في ليلة رعب أخرى لمليون طفل.
هذا وتبادلت حماس وحكومة بنيامين نتنياهو الوعيد. وقال عزت الرشق المتحدث باسم الحركة، عبر قناته على تلغرام “إذا ما قرر نتنياهو الدخول إلى غزة برا فالمقاومة جاهزة”، مضيفا أن “أشلاء جنوده ستبتلعها الأرض”.
وكانت الحركة دعت العالم إلى “التحرك الفوري لوقف الجرائم ومسلسل المجازر بحق شعبنا”.
وكانت حماس أعلنت انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع ، واتهمت إسرائيل بالقيام بذلك “لارتكاب مجازر”.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة “سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقطع الاتصالات ومعظم الانترنت بالكامل لارتكاب مجازر”.
في المقابل، قال مارك ريغيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) إن حركة “حماس” ستدفع ثمن ما وصفه ب”جرائمها ضد الإنسانية وإن إسرائيل بدأت الانتقام”.
وقال “حماس ستشعر بغضبنا العارم”. وأكد أن إسرائيل تكثف الضغط على الحركة وإن عملياتها العسكرية جارية .
وأضاف “سيستمرون في تلقي ضرباتنا العسكرية حتى نفكك آلتهم العسكرية وهيكلهم السياسي في غزة. حينما ينتهي هذا ستكون غزة مختلفة للغاية”.
