Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

الأمين العام المساعد لـ «»: هذا ما تحتاجه الجامعة العربية

لا يزال بنيان جامعة الدول العربية العتيد قائماً، على الرغم من كل العواصف المحيطة بالمنطقة، هذه الجامعة التي تأسست عام 1945 بميثاق وقعت عليه السعودية، مصر، سورية، لبنان، الأردن، اليمن، والعراق، التي ما زالت تسعى إلى هدف النشأة الأولى؛ وهو تحقيق التكامل العربي على المستويات كافة والحفاظ على سيادة الدول واستقلاليتها، في الوقت الذي كانت العديد من الدول العربية تحت احتلالات غربية. وعلى الرغم من كل الانتقادات لـ«بيت العرب»، وبعض منها يتسم بالواقعية، إلا أن هذا الكيان هو المكان الوحيد الذي يعبر عن رمزية التكامل العربي أياً كان شكله، لذلك يرى البعض أن هذه الانتقادات محقة نوعاً ما، لكن في الوقت ذاته تحتاج الجامعة إلى تكاتف الإرادات العربية، إضافة إلى إمكانات سياسية واقتصادية من شأنها أن تجعل منها مؤسسة أكثر فاعلية. وهذا ما أكده الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، في حوار مع «»، على هامش أعمال القمة العربية التي أنهت فعاليات دورتها الـ32 في جدة مساء 19 مايو، مؤكداً أن الجامعة العربية قادرة على إحداث فروقات سياسية واقتصادية في ظل التكتلات الدولية في حال تمكنت من الاستقلالية وتكاتف إرادات الدول الأعضاء. بدا زكي حواره متفائلاً بالمرحلة القائمة، وتحدث عن العديد من القضايا فيما يتعلق بسورية وعمل الجامعة العربية، والحرب في السودان وقضايا أخرى.. فإلى تفاصيل الحوار:

من اللاجئين السوريين إلى تجارة المخدرات

• هل ترى الجامعة العربية أن المسألة السورية انطوت، أم أنها مجرد بداية لحوار مطول؟

•• لا أعتقد أن أحداً يستطيع القول في المرحلة الحالية إن الأزمة السورية انطوت، فالتداعيات مستمرة وقائمة داخل وخارج سورية، سواء فيما يتعلق بملايين السوريين الذين تركوا بلدهم، أو فيما يتعلق بالإرهاب وتجارة المخدرات، ومواضيع أخرى أفرزتها الأزمة السورية على مدى سنوات بسبب الصراع.

لكن أستطيع القول إننا نفتح علاقة جديدة بين الجامعة العربية وسورية، ونحن في الجامعة العربية نعمل على مساعدة سورية للخروج من المشكلات القائمة، ولكن لا بد أن نكون صريحين في تشخيصنا للأزمة السورية، لكن ينبغي أن نفهم كيف يمكن التعامل مع الأزمة السورية ومشكلاتها لتسوية كل هذه المشكلات.

الموقف من المعارضة

• هل الحوار مع الحكومة السورية من قبل الجامعة ستتبعه خطوة مقابلة للحوار مع المعارضة، أم أن المعارضة أصبحت من الماضي؟

•• في الواقع، دعني أقول إننا كنا على مدى سنوات نتواصل مع المعارضة السورية، ونعرفهم عن قرب، وهناك منهم شخصيات وطنية وتريد حل الأزمة السورية، أما التعامل مع المعارضة فجامعة الدول العربية تتعامل مع كل الأطراف، لكن في المرحلة الحالية ليس هناك تواصل، إلا أنه في المرحلة القادمة ستكون الرؤية أكثر وضوحاً.

الحوار الإقليمي حول سورية

• تركيا دولة مؤثرة وجارة لسورية، فهل هناك حوار موازٍ مع أنقرة وطهران وموسكو حول سورية؟

•• من المبكر الحديث عن هذه النقطة، لكن في حال ترتيب الأوراق السورية من الممكن أن نصل إلى نقطة الحوار الإقليمي حول سورية، هناك وقت كبير ضاع منذ عام 2011 وحتى هذه المرحلة، دون أن يكون للجامعة العربية الجهد الذي كان ينبغي أن يكون، ولا بد على الجامعة اليوم أن تساعد السوريين في الوصول إلى حل الأزمة، الهدف الآن هو تسوية الأزمة السورية بشكل نهائي.

إرادة عربية مختلفة

• المنطقة محاطة بالكثير من الأزمات، فهل هذه القمة تكرار لما سبق في الماضي؟

•• أستطيع القول اليوم، إن هناك إرادة عربية مختلفة عن الفترات السابقة، اليوم هناك إرادة عربية متزايدة لحل المشكلات القائمة عبر حلول عربية، هل هذا متاح أو ممكن؟ لعلنا نصل إلى هذه المرحلة في ظل التدخلات الدولية في العالم العربي.

• هل تغيرت الجامعة العربية في التعاطي مع الأزمات؟

•• بكل صراحة، يمكنني أن أقول إن المنطق العربي بدأ بالتغيير في التعاطي مع المعضلات العربية، وهناك إدراك متزايد بأن الدور العربي كان مفقوداً، ولا بد أن يبذلوا جهداً ليكون هناك دور عربي حقيقي.

أزمة السودان معقدة جداً

• ما آخر النقاشات عن السودان؟

•• حقيقة النقاشات حول السودان ليست سهلة والأزمة معقدة جداً، وتوحي أنها ستأخذ وقتاً طويلاً.

لكن نعمل الآن على محاولة مساعدة المدنيين السودانيين على العيش في أمان وتجنيبهم خطورة المعارك، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، ورغم أن هذه المسألة ليست بسيطة بكل صراحة، إلا أن الجامعة العربية ستستمر في بذل كل الجهود لمساعدة الشعب السوداني.

إمكانات وإرادة سياسية

• إذن، ما الذي تحتاجه الجامعة العربية لتعاظم دورها؟

•• الجامعة العربية تحتاج إلى إرادة سياسية لتعاظم دورها، وهذا الأمر يحتاج إلى منحها إمكانات للعمل، والجامعة ليست أقل من الاتحاد الأفريقي وحتى الاتحاد الأوروبي، فهي قادرة أن تعمل بشكل أكثر تأثيراً في الملفات السياسية، إذا توفرت الإرادات والإمكانات، والأمين العام يعمل بشكل جاد وحيوي في كل الملفات، لكن هذا يحتاج إلى إرادة سياسية من الدول العربية، ولعل هذا ممكن في المرحلة القادمة، ونحن متفائلون في أن تكون الجامعة العربية أكثر حضوراً في حل أزمات العالم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *