Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الآثار النفسية للحرب على الأسرة العربية والأطفال

المختصة النفسية العلاجية، هند أبو ريا: “مجرد الإدراك أن الحرب قد تؤثر علينا وعلى أطفالنا بداية جيدة وإشارة إيجابية، هذه اليقظة تساعدنا على الانتباه لأي تغير في السلوك أو المشاعر أو لأي أعراض جسدية غير مبررة”.

آثار القصف الإسرائيلي على غزة (الأناضول)

تتصدر الحرب على غزة المشهد الإخباري في البلاد خصوصا والعالم عموما، وتقتحم بمشاهدها الفظيعة والمروعة كل منزل. ولا تزول آلام الحروب بمجرّد وقف إطلاق النار وانتهاء العمليات العسكرية، بل تمتدُّ المأساة لأعوام وعقود بعدها، عندما يصحو الناس على ما خلفته الحروب من ندوب عميقة داخل نفوسهم، كبارا وصغارا.

من الممكن أن تؤدي الضغوطات النفسية الناتجة عن الحروب، إلى تفكك العائلات وحدوث أزمات أُسرية، وزيادة المشاكل بين الزوجين، وتعاظم العنف الأُسري، إلى جانب إهمال تربية الأولاد والاعتناء بهم.

الأُسرة هي النواة الأولى والمكوّن الأساسي للمجتمع، وإلحاق الضرر بها يؤدي لإحداث خلل يطالُ المجتمع بأسره. وهذا ما يحدث عند اندلاع الحروب، سيما في المجتمعات ذات الروابط الاِجتماعية الوثيقة، إذ لا يقتصر التأثير السلبي للحرب على من عاشوا في مناطق النزاع، بل يمتد ليشمل ذويهم الذين فروا خارج البلاد.

هند أبو ريا

تقول المختصة النفسية العلاجية، هند أبو ريا، في حديثها لـ”عرب 48” إن “الصحة النفسية باتت أمرا يؤرق مضجع الجميع، إذ أن الوعي المجتمعي بدأ بالفعل ينتبه لصيانة النفس البشرية. وفي ظل الأزمات والحروب تتهافت الأسئلة عن حماية أنفسنا وأطفالنا، ويزداد الانتباه لصحّتنا النفسية. مجرد الإدراك أن الحرب قد تؤثر علينا وعلى أطفالنا بداية جيدة وإشارة إيجابية، هذه اليقظة تساعدنا على الانتباه لأي تغير في السلوك (تعلق زائد، إفراط في الأكل أو النوم وغيرها) أو المشاعر (القلق أو الخوف لدرجة الامتناع عن القيام بالوظائف اليومية) أو لأي أعراض جسدية غير مبررة طبيا قد تبدر من قبل النفس البشرية وتقلقها. من المهم الانتباه واليقظة دون إثارة الذعر والخوف المفرط”.

“عرب 48”: ماذا عن مشاهد الأخبار والصور القادمة من الدمار في غزة، كيف نواجه هذه المشاهد؟

أبو ريا: من المحبذ التطرق لما يحدث من حولنا بصياغة معتدلة تخدم الأطفال وفقا للأجيال المختلفة، كأن نجيب عن أسئلتهم على قدر استيعابهم الذهني لما يحصل من حولنا دون المساس بشعورهم بالأمان.

“عرب 48”: كيف نتعامل مع مشاهدة الأخبار المتعلقة بالحرب؟

أبو ريا: المشاهد المرئية صعبة للغاية، تثير الكثير من المشاعر السلبية في دواخلنا، وقد تكون لدى البعض محتوى صادم، يلازمه لبضعة أيام أو أسابيع وأحيانا أشهر وسنين. بالنسبة للأطفال أنصح بعدم تعرضهم لهذه المشاهد، أما عن البالغين فكثيرا ما يقودهم حب استطلاعهم للمشاهدة، لذا يجدر بهم تقييم قدرة تحملهم قبل تعرضهم لها، وكذلك مراعاة الكمية والمحتوى مع كل ذلك.

“عرب 48”: كيف نواجه القلق، سواء لدينا أو لدى الأطفال، هل هذه المشاعر طبيعية؟

أبو ريا: القلق هو الشعور الأكثر انتشارا ورد الفعل الطبيعي في ظل الحروب، فالشعور بأن حياة الشخص مهددة هو مقلق للغاية ويخرج النفس البشرية عن توازنها. أنصح باختصار شديد بمواجهة القلق من خلال ممارسة بعض العادات، مثل الابتعاد عن مصدر الضغط قدر المستطاع (تقليل مشاهدة الأخبار والمشاهد القاسية)، والاستمرار في ممارسة الحياة اليومية، وترتيب عملية التنفس من خلال ممارسة الرياضة، واتباع تمارين تنفسية بسيطة. حين تكون الحالات مستعصية يجدر استشارة مختصين مهنيين.

“عرب 48”: ماذا عن النشاطات المختلفة، البعض يقول إنه ليس بحالة نفسية تسمح له أن يمارس الرياضة أو يشارك بلقاء اجتماعي في هذه الأيام، هل هذا أمر طبيعي وبماذا تنصحين؟

أبو ريا: العزلة الاجتماعية، أو التقليل من الفعاليات البدنية، والخمول البدني والنفسي، قد يظهروا كتعبير عن مشاعر سلبية متزاحمة في دواخلنا، وهو رد فعل طبيعي بعض الشيء، لكن الإطالة في هذا الحال قد يولد مشاعر أسوأ تترتب عليها انعكاسات سلبية على الحالة النفسية للفرد. ضمن سلامة الأفراد والحرص على تعليمات الأمان يُوصى بمتابعة الحياة الطبيعية قدر المستطاع.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *