Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

إسرائيل تتخلى عن أسراها في غزة باستئنافها الحرب

إسرائيل تزعم أن استئنافها الحرب سببه طلب حماس بالانتقال إلى تبادل أسرى مسنين ومرضى، في غزة وفي سجون الاحتلال* “الجيش الإسرائيلي دخل خانيونس بلا خطة لليوم التالي. هذا جيد بالنسبة لعملية انتقام، وليس لعملية غايتها خدمة إستراتيجية”

صورة لشمال قطاع غزة التقطت من جنوب إسرائيل، اليوم (أ.ب.)

نقل المحللون في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأحد، ادعاءات إسرائيل بأن استئنافها الحرب على غزة، فحر أول من أمس الجمعة، سببه أن حركة حماس أرادت إجراء تعديل على صفقة تبادل الأسرى، وطلبت الانتقال إلى مرحلة تبادل الأسرى كبار السن، بدلا من الإفراج عن 15 رهينة إسرائيلية من النساء والقاصرين. لكن المحللين اتهموا القيادة الإسرائيلية بالتخلي عن الأسرى في غزة وتشكل خطرا على حياتهم.

ويبدو أن السبب الحقيقي لرفض إسرائيل طلب حماس هو الاستمرار في انتقامها وتنكيلها بالأسرى الفلسطينيين القدامى في سجونها، وقسم منهم محكوم بأحكام مؤبدة ويتواجدون في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة، وقسم منهم يعانون من أوضاع صحية وحتى أمراض مزمنة تسببت بها ظروف السجن. كما أن بين الأسرى الإسرائيليين في غزة مسنين ومرضى. وليس مستبعدا أن حماس أرادت التخلص من أعباء حمايتهم والحفاظ على صحتهم في ظل تدهور الظروف الصحية في القطاع.

وكتب الصحافي في صحيفة “هآرتس”، غدعون ليفي، أن “تفجير المفاوضات بسبب ذلك والعودة إلى حرب بشكل كامل، هو إعلان واضح حيال سلم أولويات إسرائيل، التي تعالى الاشتباه بها منذ البداية أنها تفضل الحرب على تحرير المخطوفين”.

آلاف الإسرائيليين تظاهروا في تل أبيب، أمس، مطالبن بإعادة الأسرى من غزة (أ.ب.)

وأضاف أن “إسرائيل فضّلت بشكل واضح تحطيم حماس، مهما سيكون معنى ’التحطيم’، على إنقاذ المخطوفين. ولن يفيد أي تلاعب بالكلمات. هذه هي الحقيقة العارية. وباستئناف الحرب، لا تشكل إسرائيل خطرا على حياة المخطوفين، وإنما تحبط المحاولات لتحريرهم. وهذا كله جرى فيما عملية تبادل المخطوفين والأسرى في ذروتها وتجري بشكل أفضل من المتوقع”.

من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، إلى أنه باستئناف إسرائيل الحرب “يوجد إنذار مزدوج. الأول، إنذار إسرائيلي لحماس، أنه طالما سلاح الجو يقصف في خانيونس، بالإمكان وقف هذا القصف والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. ولكن عندما تدخل الدبابات إلى الميدان سيكون من الصعب جدا العودة إلى الوراء. والإنذار الثاني، وضعه الجيش أمام كابينيت الحرب، وهو أنه عندما يمنح الكابينيت الضو الأخضر لعملية برية سيكون من الصعب جدا على الجيش الإسرائيلي أن يوقفها”.

ويبدو أن هذه التبريرات ليست حقيقية وإنما ليست أكثر من ذريعة. فقد أوقف الجيش الإسرائيلي عمليته البرية وتوغل دباباته في غزة، لدى بدء تبادل الأسرى، يوم الجمعة قبل الماضي، واستمر وقف إطلاق النار سبعة أيام كاملة.

وأشار برنياع إلى أن “الجيش الإسرائيلي دخل إلى خانيونس من دون خطة لليوم التالي (بعد الحرب). وربما هذا جيد بالنسبة لعملية انتقام، وليس لعملية غايتها خدمة إستراتيجية. فقد دخل إلى منطقة مليئة بالمهجرين من شمال القطاع، وبلا مأوى. ويضاف إليهم سكان من خانيونس، الذين تطالبهم مناشير الجيش الإسرائيلي بالتحرك جنوبا، باتجاه رفح. والمعطيات التي تنشرها الأمم المتحدة يوميا تشير إلى خطر متزايد لانتشار أوبئة وكارثة إنسانية، بينما طاقم مستشاري وزير الأمن، يوآف غالانت، مقتنع أن هذه التحذيرات مبالغ فيها”.

وأضاف أن “أحد دروس الأسابيع الثمانية الأولى للحرب هو أن تطهير مناطق غزة من المخربين (أي مقاتلي المقاومة) ليس بسيطا. فقد مرّ 57 يوما ولا تزال الشجاعية تحارب، وجيوب المقاومة موجودة في أحياء أخرى أيضا. والساعة تدق بسبب الضغط الأميركي وكذلك بسبب وضع السكان. وثمة شك إذا كان لدى إسرائيل أكثر من أسبوعين؛ وثمة شك إذا كان بالإمكان خلال الأسبوعين تحقيق الأهداف المبالغ فيها التي أعلن عنها المستوى السياسي في بداية الحرب”.

دمار خلفته حرب إسرائيل في مدينة غزة، أول من أمس (Getty Images)

واعتبر برنياع أن “لا يوجد نقاش على أنه يجب أن تتلقى حماس ضربة تسلبها قدراتها. والجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يتجاوز معقل الإرهاب في خانيونس. لكن انتصارا لن يكون هنا. ومن المفضل خفض التوقعات والتوجه بأسرع ما يمكن إلى عملية الإشفاء والترميم، وإعادة المخطوفين قبل أي شيء آخر”.

ولفتت صحيفة “معاريف” إلى الخلاف، الذي يبدو أنه عميق جدا، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه غالانت، والذي برز بشكل واضح جدا، أمس، عندما عقد كل منهما على حدة مؤتمرين صحافيين متتاليين.

وكشف تصريح نتنياهو عن هذا الخلاف، عندما قال إنه “اقترحت عليه عقد مؤتمر صحافي وهو قرر ما قرره”. ويذكر أن الخلاف بينهما يعود إلى شهر آذار/مارس الماضي، عندما حذر غالانت من تأثير خطة إضعاف جهاز القضاء على وضع إسرائيل الأمني. وعندها أقاله نتنياهو من منصبه، لكنه تراجع في أعقاب ضغوط الاحتجاجات المناهضة للخطة والضغوط الأميركية.

وأضافت الصحيفة أنه “في معركة تبادل الاتهامات هذه، التي لم تتوقف في ذروة المعارك في غزة أيضا، أبقت وزير الأمن في نوع من انعدام الأمن. من جهة هو قريب من الجيش، لكنه ليس شريكا في فشله (في 7 ألأكتوبر)؛ ومن الجهة الثانية، هو جزء من المستوى السياسي، لكنه ليس قريبا أبدا من رئيسه (نتنياهو)”. وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات هي أن غالانت سينشق عن حزب الليكود بعد الحرب ويخوض الانتخابات المقبلة من خلال حزب آخر أو يؤسس حزبا جديدا.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *