Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

ماذا نعرف عن خوارزميّة “تيك توك” الإدمانيّة؟

يمكن أن يعزى الارتفاع الكبير في شعبيّة التطبيق إلى عدّة عوامل، وواحدة من أهمّ العوامل المحرّكة لشعبيّته هي خوارزميّة فريدة من نوعها، حيث تمّ تصميم هذه الخوارزميّة على عكس منصّات الوسائط الاجتماعيّة الأخرى

يواجه تطبيق الفيديوهات القصيرة الصينيّ “تيك توك”، هجمة شرسة من مختلف الحكومات الغربيّة، وذلك بعد إصدار قرارات بحظر تحميله واستخدامه على أجهزة وهواتف الموظّفين الحكوميين، في حين تسعى الحكومة الأميركيّة إلى حظر استخدامه نهائيًّا على أراضيها، بشبهات تتعلّق بـ”التجسس”.

واستحوذ تطبيق تيك توك على العالم، وأصبح أحد أشهر منصّات التواصل الاجتماعيّ، وتمّ إطلاقه في عام 2016 من قبل شركة بايت دانس الصينيّة، وتسبّب في ضجّة كبيرة على الصعيد العالميّ، مع أكثر من مليار مستخدم نشط في 150 سوقًا حول العالم.

ويمكن أن يعزى الارتفاع الكبير في شعبيّة التطبيق إلى عدّة عوامل، وواحدة من أهمّ العوامل المحرّكة لشعبيّته هي خوارزميّة فريدة من نوعها، حيث تمّ تصميم هذه الخوارزميّة على عكس منصّات الوسائط الاجتماعيّة الأخرى، لعرض المحتوى الّذي من المرجّح أن يستمتع به المستخدم، بناء على سجلّ المشاهدة والإعجابات والتفاعلات مع التطبيق، جعلت هذه الميزة التطبيق مسبّبًا للإدمان بشكل لا يصدّق، حيث يقضي المستخدمون ساعات في التمرير عبر مقاطع الفيديو ومشاهدة كلّ شيء من مزامنة الشفاه إلى مقاطع فيديو الطبخ والرقص.

ووفقًا لتقرير صادر عن Hootsuite، تعدّ خوارزميّة تيكتوك الفريدة سببًا رئيسيًّا لنجاحها، حيث إنّها تجعل النظام الأساسيّ متميّزًا عن منصّات الوسائط الاجتماعيّة الأخرى، ويذكر التقرير أنّ الخوارزميّة مصمّمة لإعطاء الأولويّة للمحتوى الّذي يحتمل أن يكون شائعًا وجذّابًا، ممّا يجعل المستخدمين يعودون للمزيد.

ومن العوامل الرئيسيّة في انتشار التطبيق هو قدرته على إنشاء محتوى فيروسيّ الانتشار، أإذ تعدّ مقاطع الفيديو القصيرة للتطبيق، الّتي يتراوح طولها عادة من 15 إلى 60 ثانية، مثاليّة لإنشاء محتوى قابل للمشاركة والانتشار بسرعة هائلة، حيث تلعب الخوارزميّة الدور الأبرز في هذا الانتشار.

وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، فإنّ طبيعة تيك توك الفيروسيّة جذّابة على نحو خاصّ للشباب، حيث وجدت الدراسة أنّ 48% من الأشخاص الّذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا في الولايات المتّحدة استخدموا TikTok، ممّا يجعلها ثالث أكثر منصّات التواصل الاجتماعيّ شعبيّة لهذه الفئة العمريّة، بعد يوتيوب وفيسبوك، كما وجدت الدراسة أيضًا أنّ 60% من مستخدمي تيك توك في الولايات المتّحدة تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا.

وتعزى شعبيّة تيك توك بين الشباب أيضًا إلى تركيز التطبيق على الإبداع والتعبير عن الذات، حيث تعدّ مقاطع الفيديو القصيرة للتطبيق مثاليّة لعرض الإبداع، سواء كان ذلك من خلال مزامنة الشفاه أو الرقص أو التمثيليّات الكوميديّة.

وسلّط تقرير صادر عن مجلّة بزنس إنسايدر الضوء أيضًا على تركيز التطبيق على التعبير عن الذات والإبداع كعامل رئيسيّ في نجاحها، حيث يذكر التقرير أنّ تركيز تيك توك على الإبداع جعله منصّة جذّابة للجيل Z، الّذي يقدّر التعبير عن الذات والأصالة في تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعيّ.

ويحذّر باحثون ومختصّون من الإدمان الذي يتسبّب به تطبيق تيك توك للمستخدمين، حيث وجدت إحدى الدراسات الّتي أجراها باحثون في جامعة جورجيا، أنّه كلّما زاد الوقت الّذي يقضيه المراهقون على تطبيقات الوسائط الاجتماعيّة مثل تيك توك، زاد احتمال تعرّضهم لأعراض القلق والاكتئاب، ووجدت الدراسة أيضًا أنّ إدمان وسائل التواصل الاجتماعيّ مرتبط بنوعيّة النوم السيّئة والشعور بالراحة، ولاحظت المؤلّفة الرئيسيّة للدراسة، الدكتورة باميلا وايزمان، أنّ المراهقين المدمنين على وسائل التواصل الاجتماعيّ قد يشعرون بمزيد من الضغط للتواصل والتواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت، ممّا قد يؤدّي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب.

وجدت دراسة أخرى نشرت في مجلّة ميديكال ريسيرش، أنّ الاستخدام المفرط لتطبيقات الوسائط الاجتماعيّة مثل تيك توك مرتبط بزيادة مخاطر مشاكل صورة الجسم وسلوكيّات الأكل المضطربة بين المراهقين، وأنّه كلّما زاد الوقت الّذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعيّ، زادت احتماليّة مقارنة أجسادهم بالآخرين وتطوير أفكار سلبيّة حول مظهرهم.

يمكن أن تعزى الطبيعة الإدمانيّة لتيك توك إلى عدّة عوامل، بما في ذلك خوارزميّة التطبيق، المصمّمة للحفاظ على تفاعل المستخدمين من خلال التوصية باستمرار بمحتوى جديد، حيث تعدّ مقاطع الفيديو القصيرة للتطبيق مثاليّة أيضًا لإنشاء محتوى إدمانيّ يمكن أن ينتشر بسرعة.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *