تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن تدمير جسر رئيسي بالعاصمة الخرطوم امس.
وأعلن الجيش السوداني تدمير جسر شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم بحري من قبل «الدعم السريع».
وأكد شهود عيان في مدينتي بحري شمال الخرطوم وأم درمان في غربها لوكالة فرانس برس «ظهور آثار تدمير واضحة على جسر شمبات الذي يربط بين المدينتين».
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش في بيان صحافي إنه «في إطار مشروعها التدميري لمقدرات البلاد وبنيتها التحتية، ونتيجة للتقدم الذي بدأت تحرزه قواتنا في الميدان خاصة في محور أم درمان قامت الميليشيا المتمردة بتدمير كوبري شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان وبحري».
وأضاف البيان «أن تدمير كوبري شمبات جريمة جديدة تضاف لسجلها تجاه الوطن والمواطن». في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بتدمير الجسر الحيوي، ووصفت في بيان صحافي ذلك بأنه «جريمة حرب». واضافت «لن يؤخرنا تدمير جسر لأننا سنفتح ألف جسر من أجل العبور لرغبات شعبنا الصابر المكافح، وسيكون ردنا قاسيا».
ويعتبر جسر شمبات، الذي تم تشييده في يوليو عام 1965 من أهم الجسور الرابطة بين مدينتي أم درمان والخرطوم بحري. وقال خبير عسكري لـ«فرانس برس» إنه «بانهيار الجسر لن تستطيع قوات الدعم نقل إمداداتها من مدينة بحري في شرق النيل إلى أم درمان في غربه والتي أصبحت هي محور القتال الرئيسي منذ أسبوعين». جاء ذلك غداة إعلان الحكومة السودانية مقتل أكثر من أربعة آلاف مدني في هجمات شنتها قوات الدعم السريع بولاية غرب دارفور. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن هذه القوات «قامت خلال الأيام الماضية بتصعيد عمليات التطهير العرقي بولاية غرب دارفور وقتل أكثر من أربعة آلاف من المدنيين من قبيلة المساليت». وتابعت الوزارة أنه «تم تهجير معظم سكان عاصمة الولاية وما حولها قسريا من مناطقهم»، متهمة «الدعم السريع» باتباع استراتيجية مقصودة لإخلاء ولاية غرب دارفور من سكانها الأصليين وتوطين عناصرها ومقاتليها. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها قوات الدعم السريع وإجبار الجهات التي تدعمها بالسلاح والمرتزقة على التوقف عن ذلك. جاء ذلك، في وقت حذر مسؤولة كبيرة بالأمم المتحدة من أن العنف ضد المدنيين في السودان «يوشك أن يصبح شرا مطلقا»، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف العرقي في إقليم دارفور في الغرب.
