وتأتي جهود المملكة ترجمة لحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني، الذي لا زال يعاني جراء المواجهات العسكرية التي استوطنت الأحياء، وغزت المستشفيات والمراكز الصحية، واستهدفت السفارات والبعثات الدبلوماسية، في انتهاكات واضحة للأعراف والقوانين الدولية، وهو ما أثار سخط المجتمعات العربية والإسلامية من هذه الممارسات التي لا تتفق وتعاليم الدين الإسلامي.
إن المملكة لم ولن تتخلى عن واجبها تجاه الأشقاء في السودان، وما زالت وستبقى تبذل أقصى جهودها لحين التوصل إلى تمديد وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع لفك الخناق عن الشعب السوداني وإعطائه فسحة من الأمل في استرداد عافيته، وممارسة حياته الطبيعية بعيداً عن أزيز الطائرات، وهدير الدبابات، وخطر القناصة في سطوح المنازل وسط الأحياء.
ولأنه من حق الشعب السوداني أن يُرفع عنه هذا العبث الذي لا يخدم السودان، فإن من واجب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التفاعل والتجاوب مع جهود المملكة والموافقة على وقف شامل لإطلاق النار، وعدم إحداث أي خروقات، وبما يثبت أن الأفرقاء جادون وحريصون على أمن واستقرار السودان، ورفع معاناة شعب لا ناقة له ولا جمل في هذه المواجهات العسكرية، التي قتلت الأبرياء، ودمّرت مقدرات الشعب، وأدخلت بلداً عربياً آمناً في حرب لا أحد يدري كيف ستنتهي.
