Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

أوكرانيا.. قمة سويسرا في ظل شروط بوتين

رفض الرئيس الأوكراني ما قال إنه “إنذار بوتين” ووصفه بأنه “على طريقة هتلر”، كما رفض حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على الفور تلك الشروط.

(زيلنسكي بعد هبوطه بالقرب من بيرجنستوك قبل قمة السلام في سويسرا/ أ.ب)

يشارك عشرات من قادة دول العالم في سويسرا، السبت، في أول قمة حول السلام في أوكرانيا، غداة اشتراط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “استسلام كييف فعليًا”، بحسب ما جاء في تقرير للوكالة الفرنسية.

وتجمع القمة، التي لم تُدع إليها روسيا، على مدى يومين في منتجع بورغنستوك الفخم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وأكثر من 50 رئيس دولة وحكومة.

وتقول سويسرا إن القمة تهدف لوضع أسس مبكرة لمسار سلام يشمل موسكو بنهاية الأمر. لكن بوتين قال الجمعة إن الاجتماع “مجرد خدعة لتشتيت انتباه الجميع”.

وأضاف أن موسكو، التي يستمر غزوها لأوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022، ستوقف إطلاق النار وتبدأ محادثات سلام “على الفور” ما إن تبدأ كييف فعلاً سحب قواتها من مناطق شرقية وجنوبية في أوكرانيا وتتخلى عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

“على طريقة هتلر”

من جهته، رفض الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، ما قال إنه “إنذار بوتين” ووصفه بأنه “على طريقة هتلر”، كما رفض حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على الفور تلك الشروط.

ميدانيًا، وبعد نحو عام من الجمود، اضطرت أوكرانيا للتخلي عن عشرات القرى على الخطوط الأمامية الشرقية والشرقية الجنوبية، هذا الربيع، أمام تفوق القوات الروسية عليها في العتيد والعتاد.

لكن منذ منتصف أيار/مايو تباطأ التقدم الروسي، يقول تقرير “أ ف ب”، ويضيف أن زيلينسكي “يأمل في استخدام الزخم بشكل أكبر مع قمتي مجموعة السبع والسلام المتتاليتين”.

وفي السياق عرضت قمة مجموعة السبع في إيطاليا، الخميس، قرضًا جديدًا لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار من فوائد الأصول الروسية المجمدة.

وقال قادة مجموعة السبع إن القرض الجديد سيخصص “للدفاع وإعادة الإعمار”، فيما اعتبر بوتين الخطوة “سرقة” محذرًا من أنها “لن تمر من دون عقاب”.

وعلى هامش قمة السبع وقع زيلينسكي والرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، اتفاقًا امنيًا مدته 10 سنوات تتعهد الولايات المتحدة بموجبه بتعزيز الجيش الأوكراني والتعاون في مجال التدريب والعمل لتقوية صناعة الأسلحة الأوكرانية المحلية. وهو ما اعتبره زيلينسكي يمثل تمهيدًا لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي.

يشار إلى ان بايدن لن يتوجه من إيطاليا إلى سويسرا وسيوفد نائبته كامالا هارس، فيما يُتوقع حضور قادة دول مجموعة السبع الاخرين: بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا.

ومن بين المشاركين في قمة سويسرا مسؤولو الاتحاد الأوروبي ورؤساء الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وفنلندا وبولندا.

ويتوقع أن يتفق ممثلو 92 دولة ستحضر “قمة السلام في أوكرانيا” على “إعلان نهائي” بشأن بعض المبادئ الأساسية الموقتة.

أما حليفتا روسيا في مجموعة بريكس، البرازيل وجنوب إفريقيا، فستوفدان مبعوثين فقط. كما ستكون الهند ممثلة على المستوى الوزاري، في حين لن تشارك الصين في غياب موسكو.

وتنعقد القمة في مجمع فندق بورغنستوك الفاخر المطل على بحيرة لوسرن ومحيطها الخلاب. وسيركز المجتمعون على مواضيع محددة تستند إلى أرضية مشتركة بين “خطة زيلينسكي” للسلام المكونة من عشر نقاط وطرحها أواخر 2022، وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحرب.

وتقول القمة إنها تسعى لإيجاد “مسارات نحو سلام دائم لأوكرانيا” على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ووضع إطار ممكن لتحقيق هذا الهدف وخريطة طريق تمكن الطرفين من الوصول إلى عملية سلام مستقبلية.

عدم ترقب الكثير

ونبه مراقبون إلى عدم توقع نتائج كبيرة من القمة، وقال مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية إن “المفاوضات المجدية التي يمكن أن تضع حقًا حدًا للحرب المدمرة في أوكرانيا لا تزال بعيدة المنال، إذ تتمسك كل من كييف وموسكو بنظريات الانتصار وتغلب إحداهما على الأخرى”.

وأضاف: “ستواجه كييف وداعموها ضغوطًا شديدة للخروج بنتائج ملموسة من الاجتماع … عدا عن إعادة التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي المنصوص عليها في مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

جلسة عامة تضم جميع الوفود

وستُناقش الأحد ثلاثة مواضيع بالتفصيل في مجموعات عمل هي: السلامة النووية، وحرية الملاحة والأمن الغذائي، ومسائل إنسانية. وستنظر مجموعات العمل في مسألة الشحن في البحر الأسود وأسرى الحرب والمعتقلين المدنيين والأطفال المرحّلين.

ويُرتقب عقد قمة ثانية، وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الثلاثاء إن كييف تأمل أن تحضرها روسيا وتتسلم “خطة مشتركة” يقدمها مشاركون آخرون.

كما وينقل تقرير “أ ف ب” عن الخبير بشؤون روسيا لدى مركز راند للأبحاث سامويل شاراب عن القمة في سويسرا قوله إنه “من الواضح أن روسيا تبذل قصارى جهدها لإظهار غضبها من القمة … ما يريدونه هو عدم اتساع التحالف المؤيد لأوكرانيا”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *