Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

اتفاق أميركي – إيراني سيطوي صفحة هجوم إسرائيلي محتمل

تحليلات إسرائيلية: نتنياهو يستغل المناورة العسكرية الإسرائيلية للتلميح للإدارة الأميركية أن إسرائيل ستهاجم إيران وحدها، لكن تقييمات “أمان” الجديدة تشير إلى تحسن وضع إيران الإستراتيجي خاصة بعد تقرب الدول العربية منها

مؤتمر صحافي لنتنياهو بعد سرقة الموساد الأرشيف النووي الإيراني، عام 2018 ( Getty Images)

يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يلمح لإدارة بايدن من خلال مناورة “القبضة الساحقة”، التي أجراها الجيش الإسرائيلي، في الأسبوعين الماضيين، أن بإمكان إسرائيل مهاجمة إيران لوحدها، حتى في حال التوصل لاتفاق نووي مرحلي مع إيران. لكنه يتجاهل تحولات في قوة إيران، منذ مطلع العام الجاري، وفقا لتقييمات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان”)، حسبما ذكر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الجمعة.

بحسب المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني، رون بن يشاي، فإن “غاية مناورة الجيش الإسرائيلي هي التذكير للأميركيين وإظهار لهم الحقيقة بأنه حتى إذا وقعوا على اتفاق مرحلي مع إيران، رغم استياء إسرائيل، فإن إسرائيل لن تكون مقيدة به، وستعمل ضد إيران من دون الأميركيين أيضا، ووفقا لمصالحها”.

وأضاف أن “نتنياهو يستغل المناورة كي يقول للأميركيين إن الأجدر بكم أن تنسقوا معنا وألا تسارعوا إلى التوقع مع الإيرانيين، وأننا لن نرى أنفسنا مقيدين بموجب هذا الاتفاق وسنستخدم الجيش الإسرائيلي وفقا لمصالح إسرائيل الأمنية، حتى لو تناقض ذلك مع الإستراتيجية العالمية الأميركية”.

خلال مناورة “القبضة الساحقة” (الجيش الإسرائيلي)

وتابع بن يشاي أن “نتنياهو يلمح بذلك، وليس بنعومة أيضا، أن الأجدى لبايدن أن يدعوه إلى واشنطن للقاء تنسيق توقعات ومواقف، إذا أراد أن تندمج إسرائيل في المصالح الغربية”.

ولفت بن يشاي مستهجنا، إلى نجاح نتنياهو في دفع وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، إلى إطلاق تصريحات قبيل المناورة، تسببت بعدم ارتياح في واشنطن، “ولكن بالأساس تسببت بهلع حقيقي في الجمهور الإسرائيلي نتيجة الشعور الحاصل كأن قادة جهاز الأمن الإسرائيلي على علم بخطوة إيرانية متوقعة من شأنها أن تشعل حربا شاملا في الفترة القريبة”.

وزادت المناورة التخوفات لدى الجمهور الإسرائيلي، رغم أنه تم التخطيط لها منذ أشهر كثيرة. “ولذلك، يحاول قادة الجيش بكل قوة تهدئة الجمهور الإسرائيلي والتوضيح أنه لا يوجد عمليا أي سبب لتقدير أن حربا مع إيران وأذرعها متوقعة في الفترة القريبة. ووفقا للمعلومات الاستخباراتية إيران ليست مسرعة نحو (السلاح) النووي، وإنما تحاول فقط ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة كي تزيل عنها عقوبات. كما أنه لا توجد مصلحة الآن لدى حزب الله وحماس وسورية بحرب مع إسرائيل… وهذه المناورة كانت منصة وحسب لخطوة دبلوماسية يائسة من جانب الحكومة الإسرائيلية الحالية”.

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن “أمان” قدم تقييمات للحكومة الإسرائيلية، بداية العام الحالي، اعتبر فيها أن إيران تدخل العام 2023 من “زاوية دخول سلبية”، وذلك على خلفية الاحتجاجات الشعبية في إيران وعدم تقدم محادثات إحياء الاتفاق النووي وغضب إدارة بايدن من إيران بسبب استمرارها بتخصيب اليورانيوم وبسبب نقلها آلاف المسيرات الهجومية إلى روسيا لتستخدمها في حربها ضد أوكرانيا.


نتنياهو يتوسط هليفي وغالانت (مكتب الصحافة الحكومي)

وكانت هذه التقييمات سارية حتى رأس السنة الفارسية، في 21 آذار/مارس الماضي، “عندما اضطر أمان إلى تعديل تقييمه. ووضع إيران الإستراتيجي تحسن بأضعاف مضاعفة في هذه الأثناء. وهذه أنباء غير سارة لإسرائيل”.

وأشار هرئيل إلى أن التغيير الكبير في تقييمات “أمان”، المسؤولة عن تقييم وضع إسرائيل الإستراتيجي ووضع أمنها القومي، اعتمد على تطورات، بينها أن الاحتجاجات داخل إيران تراجعت، تحالفها مع روسيا توطد وإيران تأمل بالحصول على مقابل من روسيا على شكل طائرات قتالية حديثة ومنظومات دفاع جوي ستحسن الدفاع عن المنشآت النووية. وتطور آخر مركزي هو تغير مواقف الدول العربية تجاه إيران وتحسين العلاقات بينها، وخاصة بين إيران والسعودية وإعادة الأخير فتح سفارتها في طهران.

ورأى هرئيل أن إحدى نتائج اتفاق أميركي – إيراني جديد، ستكون طوي صفحة هجوم جوي إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية. وقبل ذلك، لم تكن هناك شرعية عالمية قبل ذلك، لكن بعد الاتفاق ستتراجع الشرعية إلى صفر دائري وستستقر إيران كدولة عتبة نووية شرعية. وسيكون هذا انهيار مطلق لإستراتيجية نتنياهو لوقف البرنامج النووي الإيراني، استمرارا لخروج ترامب المتسرع والخاطئ من الاتفاق بتأثير من نتنياهو، قبل خمس سنوات. ولا يمكن طمس الصورة الظاهرة هنا: هذا فشل ذريع”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *