جدد قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” في غانا التلويح بالخيار العسكري لردع المجلس العسكري الذي أعلن أواخر الشهر الماضي الانقلاب في النيجر واعتقل على إثره الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وفي ختام يومين من الاجتماعات للقادة العسكريين في المجموعة، قال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في “إيكواس”: “تم اتخاذ القرار بشأن اليوم المحدد للتدخل العسكري في النيجر لكننا لن نعلن عنه”، مبيناً أن أي تدخل في نيامي سيكون قصير الأجل ويهدف لاستعادة النظام الدستوري.
واضاف: اتفقنا بالفعل على ما الذي سيكون مطلوبا لأي تدخل في النيجر، مشددا على ان التدخل لن يحدث قبل استفاد كافة السبل الديبلوماسية .
وتابع: “مستعدون لدخول النيجر في أي وقت يصدر فيه الأمر”، مطالباً بالإفراج الفوري عن رئيس النيجر وعائلته.
واشار الى موسى إلى أن الخيار العسكري ليس خيار المجموعة الاقتصادية المفضل “لكننا مضطرون لذلك بسبب تعنت المجلس العسكري في النيجر”.
من جهة أخرى حذر الرئيس النيجيري بولا تينوبو من «عواقب خطيرة» في حال تدهور صحة بازوم المحتجز وفق ما أعلنت مسؤولة أوروبية.
ونقلت المسؤولة في الاتحاد الأوروبي عن تينوبو قوله أثناء اتصال أجراه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن «ظروف اعتقال الرئيس بازوم تتدهور وأي تدهور إضافي في حالته الصحية سيؤدي إلى عواقب خطيرة».
وأضافت ان «الرئيس النيجيري أكد على التصميم والإدارة السياسية لإيكواس (الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) للتحرك معا. ستواصل إيكواس فرض عقوباتها رغم التداعيات الاقتصادية على بعض دول المنطقة».
وأكد ميشال «دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لقرارات إيكواس وإدانته الحازمة للانقلاب العسكري غير المقبول في النيجر».
وتابعت المتحدثة أن «الاتحاد الأوروبي لن يعترف بالسلطات المنبثقة عن الانقلاب في النيجر. لا يزال الرئيس بازوم، المنتخب ديموقراطيا، رئيس الدولة الشرعي للنيجر».
هذا، وانتقدت الأمم المتحدة الجمعة العسكريين الذين استولوا على السلطة في النيجر «لمجرد نزوة»، مؤكدة أن «مفهوم الحريات في النيجر على المحك».
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان: «لا يمكن الجنرالات أن يعطوا أنفسهم الحق في تحدي إرادة الشعب، لمجرد نزوة. سيادة السلاح ليس لها مكان في عالم اليوم».
وأشار تورك إلى أن انتخاب الرئيس محمد بازوم في العام 2021، شكل «أول انتقال ديموقراطي في تاريخ البلاد الذي تميز بالانقلابات».
كما أعرب تورك عن «قلقه إزاء القرار الذي أعلنه الانقلابيون والقاضي بمحاكمة الرئيس محمد بازوم وأشخاص آخرين يعملون معه بتهمة الخيانة العظمى».
وقال إن «هذا القرار ليس مدفوعا باعتبارات سياسية ضد رئيس منتخب ديموقراطيا فحسب، بل أيضا لا يستند إلى أي أساس قانوني».
ودعا تورك الجنرالات إلى إطلاق سراح بازوم و«إعادة النظام الدستوري فورا».
من جانبها، دعت المنظمة الدولية للهجرة إلى إنشاء ممر إنساني عاجل خارج النيجر للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، وذلك لتخفيف الازدحام في مراكز استضافتهم وحتى عودتهم التي ينتظرها الكثير منهم.
وذكرت المنظمة الدولية في بيان الجمعة في جنيڤ أن عمليات إغلاق الحدود والمجال الجوي الأخيرة ضاعفت من التحديات التي يواجهها المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل وأعاقت عمليات العودة الطوعية بمساعدة المنظمة الدولية، ولفتت إلى أنه تم تأجيل أو إلغاء جميع الرحلات الجوية في الوقت الحالي، ومنها رحلات المغادرة المتعددة التي كانت تهدف لتسهيل العودة الطوعية لأكثر من 1000 مهاجر معظمهم من مالي وجمهورية غينيا.
وأعربت عن مخاوف من زيادة أعداد المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل والذين يحتاجون إلى المساعدة، وأوضحت أن حوالي 1800 مهاجر ينتظرون المساعدة خارج مراكز عبور المنظمة الدولية للهجرة، بينما تتضاءل القدرات والموارد اللازمة لاستضافة مهاجرين جدد في المراكز.
