Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تطوّر في التشخيص والعلاج والوقاية

سلّطت دراسة أجراها فينسينت فيليتي وروبرت أندا، الضوء على العواقب طويلة المدى لتجارب الطفولة المعاكسة، وأظهرت وجود علاقة قويّة بين التجارب الصادمة في الطفولة ومجموعة واسعة من قضايا الصحّة البدنيّة والعقليّة في وقت لاحق من الحياة

تشير الصدمة إلى الاستجابات النفسيّة والفسيولوجيّة للأحداث المؤلمة للغاية الّتي تطغى على قدرة الفرد على التأقلم، وتطوّر فهم الصدمة بشكل كبير بمرور الوقت، وشكّل مجال التحليل النفسيّ وأدّى إلى تطوير مناهج علاجيّة تهدف إلى تخفيف الأعراض المرتبطة بالصدمة.

لمفهوم الصدمة تاريخ غنيّ متجذّر في مختلف التخصّصات، بما في ذلك علم النفس والطبّ النفسيّ والتحليل النفسيّ، وتطوّر فهم الصدمة بمرور الوقت، ممّا أدّى إلى تطوّرات في التشخيص والعلاج والوقاية. وظهر مفهوم الصدمة في البداية في مجال الطبّ، مع التركيز بشكل أساسيّ على الإصابات الجسديّة الناجمة عن الحوادث أو العنف، حيث وضع العمل الرائد للجرّاحين مثل أمبرواز باري وجون هانتر في القرنين السادس عشر والثامن عشر الأساس لفهم الجوانب الجسديّة للصدمة.

وفي أواخر القرن التاسع عشر، بدأ علماء النفس في إدراك أنّ التجارب المؤلمة يمكن أن تؤدّي إلى اضطرابات نفسيّة، حيث لعب عمل بيير جانيت، الطبيب النفسيّ الفرنسيّ، دورًا حاسمًا في تحديد الصدمات النفسيّة وأعراضها، وسلّطت دراسات جانيت حول الهستيريا والتفكّك الضوء على تأثير التجارب المؤلمة على الصحّة العقليّة.

وقدّم سيغموند فرويد، والد التحليل النفسيّ، مساهمات كبيرة في فهمنا للصدمة، حيث أدّى عمل فرويد المبكّر مع المرضى الّذين يعانون من الهستيريا إلى تطوير نظريّته عن العقل اللاواعيّ ومفهوم القمع، واقترح أنّ التجارب المؤلمة يمكن قمعها ثمّ الظهور مرّة أخرى في وقت لاحق كأعراض أو عصاب.

وبناء على عمل والدها، وسعت آنّا فرويد فهم الصدمة، لا سيّما فيما يتعلّق بتجارب الطفولة، حيث قدّمت دراساتها حول نموّ الطفل وتأثير الصدمة على تطوّر النفس رؤى قيمة حول الآثار طويلة الأمد للتجارب الصادمة في الحياة المبكّرة. وأدّت تجارب الجنود خلال الحرب العالميّة الأولى إلى التعرّف على صدمة القذيفة، وهي حالة تتميّز بصدمة نفسيّة ناتجة عن أهوال الحرب، كما ساهمت الدراسات الّتي أجريت خلال هذه الفترة من قبل WHR Rivers وآخرون في فهمنا للصدمات وأثّرت على التطوّرات اللاحقة في علاجها.

وسلّطت دراسة أجراها فينسينت فيليتي وروبرت أندا، الضوء على العواقب طويلة المدى لتجارب الطفولة المعاكسة، وأظهرت وجود علاقة قويّة بين التجارب الصادمة في الطفولة ومجموعة واسعة من قضايا الصحّة البدنيّة والعقليّة في وقت لاحق من الحياة.

وألقت التطوّرات في علم الأحياء العصبيّة الضوء على التغيّرات الفسيولوجيّة الّتي تحدث في الدماغ بعد التجارب المؤلمة، حيث كشفت الدراسات الّتي تستخدم تقنيّات التصوير العصبيّ عن تغييرات في مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم العاطفة وتوحيد الذاكرة لدى الأفراد الّذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وومع مرور الوقت، أصبح مفهوم الصدمة جزءًا لا يتجزّأ من ممارسة التحليل النفسيّ، ممّا يؤثّر على الأساليب العلاجيّة الّتي تهدف إلى معالجة الأعراض المرتبطة بالصدمة، وتمّ تطوير تقنيّات مثل التحليل النفسيّ والعلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT) وإزالة حساسيّة حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) والعلاج الّذي يركّز على الصدمات لتلبية الاحتياجات المحدّدة للناجين من الصدمات.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *