- دور فعّال لـ «الصحة الرقمية» في ضمان سلامة المريض وتقليل الأخطاء الطبية
عبدالكريم العبدالله
أكد رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وزير الصحة الأسبق د.محمد الجارالله أن القيادة الرقمية الفعالة تعد عاملا حاسما في تطوير النظم الصحية وتحقيق الأهداف الصحية المحلية والعالمية وخاصة تحقيق التغطية الصحية الشاملة UHC وأهداف التنمية العالمية المستدامة SDGs كما أوضحت منظمة الصحة العالمية.
وقال الجارالله خلال رعايته لمؤتمر الرياض لتطوير الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والذي عقد على برنامج zoom إن القيادة الصحية ليست مجرد مصطلح يطلق في الأوساط الأكاديمية والمهنية، بل هي ممارسة حية تنبض بالحياة في قلب كل مؤسسة صحية، مبينا ان القيادة الرشيدة تعنى القدرة على التأثير والإلهام، ووضع الرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية وتحفيز الآخرين لتحقيق هذه الأهداف المشتركة في مجال الرعاية الصحية.
وأضاف: تكتسب هذه القيادة أهميتها من كونها القوة المحركة وراء الابتكار والتحسين المستمر للخدمات الصحية، حيث إن مهنة الطب تنطوي على مبدأ القيادة، إذ يتحمل الأطباء والممارسون الصحيون جميعهم تقريبا مسؤوليات قيادية مهمة طوال مسيرتهم المهنية، موضحا أن الصحة الرقمية هي المحرك الرئيسي وحجر الاساس لتطوير نظم الإدارة الصحية المعاصرة وتحسين جودتها، خاصة أن الذكاء الصناعي يشكل مستقبل الحضارة الإنسانية في المجالات الصحية، كما تؤكد الأمم المتحدة والمؤسسات الصحية الدولية، ولذلك يجب تطوير الصحة الرقمية ودمجها ومأسستها داخل النظم الصحية ذاتها، وجعلها أولوية لجميع منتسبي القطاع الصحي، متمنيا أن تكون محورا مهما من المحاور المطلوبة للترقي وتولي المناصب القيادية بوزارة الصحة.
وأشار الى أن الصحة الرقمية تتضمن العديد من المفاهيم المتداخلة والمتكاملة تبدأ بالطب عن بعد ومن امثلته العلاج عن بعد والجراحة عن بعد، ثم الصحة عن بعد وتتضمن ما سبق، بالإضافة الى التثقيف الصحي، والتدريب الصحي، ثم تنتقل الى الصحة الإلكترونية، بالإضافة الى استخدام الموبايل وغيره، مبينا أن المفهوم الشامل الأوسع للصحة الرقمية يتضمن استخدام الروبوت الجراحي، واستخدام الذكاء الصناعي في الطب وغيره من الادوات الإلكترونية الحديثة، مؤكدا على دوره في تطوير مختلف فروع الطب الإكلينيكي التشخيصية والعلاجية مع ضمان سلامة المريض وتقليل الاخطاء الطبية، وكذلك قدرتها في تعزيز الصحة وعلوم الصحة العامة والطب الوقائي، بالإضافة إلى الدور الأكبر في دعم الإدارة الحديثة والتخطيط الإستراتيجي وترشيد الميزانيات، والقيادة والحوكمة الرشيدة والبحوث الصحية وتحليل البيانات الضخمة ومختلف البحوث الصحية.
وبين أن محاور المؤتمر شملت العديد من الموضوعات الأكاديمية والعملية في مجالات تطوير القيادة الصحية ودمجها مع الصحة الرقمية مثل: أهمية القيادة والإدارة في مجال تقديم الرعاية الصحية الحديثة، إعداد القادة الصحيين المستقبليين في ضوء التحول الصحي، أهمية التحول الرقمي في القيادة الصحية والتقنيات الرقمية ودورها في تعزيز صحة وسلامة المواطنين، دور القيادة في زمن التحول الرقمي في تعزيز الصحة العامة، الصحة الرقمية وعلم الأوبئة.
وحول دور القيادة الصحية في التحول الرقمي، أشار إلى ضرورة تعزيز المهارات الرقمية القياديين في الصحة حتى يصبحوا قادرين على توجيه مؤسساتهم نحو مستقبل أكثر فاعلية وابتكارا وأن دور المديرين لا يقتصر على تطوير قدراتهم الشخصية فحسب، بل يمتد إلى تمكين وتدريب وتحفيز العاملين في الصحة على استخدام الحلول الرقمية بكفاءة وتحديثها المستمر.
وحول تحديات إعداد القادة الصحيين، شدد على ضرورة مواجهة التحديات والاحتياجات التي تواجه تطبيق الصحة الرقمية وأهمها: نقص الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، الحاجة الى تكثيف وإعداد وتدريب وتطوير القوى العاملة، ضرورة إنشاء إطار عمل للحوكمة الرقمية، الحاجة الى تشجيع ثقافة الابتكار والمرونة، مع ضرورة تزويد القادة بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحولات السريعة في القطاع الرقمي الصحي.
وأشار رئيس المنظمة الإسلامية إلى تأكيد مراكز الوقاية من الأمراض (CDC) على وجوب أن يكون القادة أن يكونوا مجهزين لفهم واستخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين ورسم ملامح الرعاية الصحية المستقبلية، بجانب صقل المهارات القيادية لدى الكوادر الصحية الإدارية الأخرى، ليكونوا قادة ومديرين بكل نجاح واقتدار.
ولفت إلى الدور المحوري لاستخدام العلوم والتكنولوجيا الحديثة وبصفة خاصة العلوم الرقمية في تعزيز صحة المسلمين وترسيخ المفاهيم الدينية ومخاطبة الشباب.
