الشارقة يوسف غانم
تعرف جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب على الكثير من القصص والتفاصيل الملهمة والمثيرة عن الفضاء، خلال لقائهم برائدي الفضاء، الإماراتي هزاع المنصوري، والأميركية سونيتا ويليامز، اللذين جمعهما المعرض في جلسة حوارية تحت عنوان «نجم الفضاء» خلال دورته الـ 42 التي تتواصل حتى 12 الجاري.
العيش على القمر
في بداية الجلسة عبرت رائدة الفضاء الأميركية سونيتا ويليامز عن دهشتها وسعادتها بالحضور الكبير بمعرض الشارقة الدولي للكتاب خصوصا الأطفال الذين قادهم شغفهم بالعلم والفضاء، وأتوا ليعرفوا المزيد عن هذا العالم، ثم أخذت الحضور في جولة عبر مقاطع فيديو مصورة للتعرف على إنجازات محطة الفضاء الدولية التي تولت قيادتها كثاني امرأة بعد بيجي بيتسون.
وقالت ويليامز ان أهم ما نعمل عليه في محطة الفضاء الدولية بشكل عام هو اكتشاف المريخ، الكوكب الأقرب لنا، وحين سافرت على متن مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ، كان هدفنا أن نخطط لكيفية العيش على الكوكب الأحمر، ولتحقيق ذلك علينا الاستقرار على القمر، كمحطة أساسية في منتصف طريقنا تقودنا لهدفنا، وهذا بنسبة كبيرة سيحدث خلال الأعوام الـ 15 المقبلة.
حلم الإمارات
من جانبه، تحدث رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري عن بداية الحلم بوصول دولة الإمارات إلى الفضاء، قائلا: «في كتبنا المدرسية ثمة صورة شهيرة للوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو في اجتماع مع مسؤولي رحلة أبولو من وكالة ناسا، التقطت عام 1974، وهو ما يعني أن حلمنا في الوصول للفضاء بدأ قبل 49 عاما، أما أنا فمنذ طفولتي في الثمانينيات وأنا أحلم بالسفر للفضاء، وتحديدا حين رأيت صورة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أول رائد فضاء مسلم وعربي.
صعوبات البقاء في الفضاء
بعد ذلك تحدثت ويليامز عن واقع بقائها في الفضاء لـ 322 يوما، وتناولت التحديات الشخصية التي واجهتها خلال إقامتها هناك، مشيرة إلى أن أكبر تحد واجهته هو القيام بالأعمال اليومية البسيطة في بيئة بلا جاذبية، كتناول الطعام. فلا بد من التركيز الشديد أثناء الأكل حتى لا يطفو الطعام بعيدا، كذلك شرب المياه».
بدوره، تحدث المنصوري عن التحديات التي واجهها، قائلا: «كثيرة هي التحديات التي واجهتها قبل انطلاقي في رحلتي لمحطة الفضاء الدولية، بدءا من التدريبات القاسية، والاختبارات الكثيرة التأهيلية للبقاء في الفضاء، وأصعب تحد كان عندما جلست في الغرفة التي يفصل فيها جدار بينك وبين عائلتك لتودعهم قبل السفر، كانوا أمامي لكنني لم أكن قادرا على لمسهم أو معانقتهم، وذلك وقاية من انتقال أي عدوى لي قبل الانطلاق».
أبحاث وتجارب
ثم أجاب ويليامز والمنصوري عن السؤال المحوري: لماذا ننفق تريليونات الدولارات على أبحاث الفضاء؟، إذ قالت ويليامز: «نقوم بمختلف الأبحاث العلمية في الفضاء لفهم عالمنا بشكل أفضل، وهذه غاية ثقافية معرفية علمية، تفيدنا كبشر على الأرض، مثلا اكتشافنا للفضاء سمح لنا بتطوير تقنية الاتصالات كالإنترنت والهواتف المحمولة وتقنية تحديد المواقع GPS، والمختبرات في مناطق بلا جاذبية كالفضاء تعتبر مثالية لإجراء تجارب لدراسة صحة الإنسان وعلم الأحياء والزراعة وغيرها».
وقال رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري: أجرينا في الفضاء 16 تجربة علمية إماراتية، لخدمة البشرية، ولتحقيق الاستدامة لنا كجنس بشري سيصل قريبا للفضاء.
