- الزلزال الأعنف في المملكة المغربية منذ قرن وسكان مدن قريبة استشعروا قوته في محيط بلغ 400 كم
- مئات الضحايا والعالقين تحت الأنقاض في إقليم الحوز غرب مراكش وقرى لا تزال محاصرة ويصعب الوصول إليها
- انهيار مبانٍ في المدينة القديمة وأجزاء من سورها ومناشدات عديدة للسكان لسرعة التبرع بالدم لإنقاذ الحالات الحرجة
تداعت دول العالم للتضامن وعرض المساعدة على المغرب لمواجهة التداعيات التي أحدثها الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مدن مسفرا عن سقوط أعداد قياسية من القتلى والعالقين تحت الأنقاض والجرحى. في أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن استشعر سكان مدن قريبة قوته في محيط بلغ 400 كم، وكان مركزه إقليم الحوز غرب مراكش وشمل قرى لا تزال محاصرة ويصعب الوصول إليها، كما انهارت مبانٍ في المدينة القديمة (مراكش) وأجزاء من سورها، وناشدت الجهات المعنية السكان سرعة التبرع بالدم لإنقاذ الحالات الحرجة.
وقد أمر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد «الجهات المختصة بتجهيز كل المستلزمات الإغاثية المطلوبة لإخواننا في المملكة المغربية الشقيقة، وذلك لمواجهة تداعيات الزلزال.
من جانبه، كلف مجلس الوزراء وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة المالية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي والجهات التي تراها مناسبة لإيصال تلك المساعدات. وفي سياق متصل، أصدر وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الشيخ فراس الصباح تعميما لجميع الجمعيات الخيرية بإطلاق حملة إغاثة ومساعدات لمنكوبي زلزال المملكة المغربية الشقيقة. وذكرت الوزارة في حسابها على منصة «إكس» ان ذلك يأتي تنفيذا للتوجيهات السامية من القيادة السياسية وفي إطار الدور الإنساني للكويت. وأعربت جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن استعدادها لتقديم العون والمساعدة للشعب المغربي الشقيق وتلبية الاحتياجات الملحة للمتضررين في المناطق التي تعرضت للزلزال. وقالت الأمين العام للجمعية مها البرجس إنها تواصلت مع جمعية الهلال الأحمر المغربي لتقديم أحر التعازي بضحايا الزلزال والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. كما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى المتضررين من الزلزال.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن «حزنه العميق» بسبب الخسائر في الأرواح والممتلكات الناجمة عن الزلزال، مؤكدا استعداد واشنطن لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي. وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لملك المغرب محمد السادس، مؤكدا أن «روسيا تشاطر الشعب المغربي الصديق معاناته وأحزانه».
الإمارات تُسيّر جسراً جوياً.. والجزائر تفتح مجالها الجوي أمام المساعدات الإغاثية والإنسانية
العالم يتضامن مع المغرب في مواجهة آثار «زلزال القرن»
تداعت دول العالم كافة لإبداء التضامن وتقديم التعازي وعرض المساعدة على المغرب لمواجهة التداعيات التي أحدثها الزلزال المدمر الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، في أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن.
وإزاء توالي المساعدات الإغاثية الدولية، أعلنت الجزائر فتح المجال الجوي مع المغرب أمام الرحلات لتقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين، على خلفية الزلزال العنيف.
وأبدت الجزائر استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كل الإمكانات المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق، وذلك في حال طلبت المملكة المغربية.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بتسيير الجسر الجوي وتقديم مختلف أشكال الدعم للمتضررين.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) ان هذه المبادرة «تأتي في إطار العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع دولة الإمارات والمغرب ولتعزيز جهوده في مواجهة الأزمة، وتجسيدا لنهج الدولة في التضامن والوقوف مع الأشقاء ومختلف شعوب العالم خاصة في الظروف الصعبة».
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كل فرق الإنقاذ والإسعاف بشرطة دبي بسرعة تقديم كل أنواع المساعدة المطلوبة لزملائهم من فرق الإنقاذ في المغرب ومد يد العون في إنقاذ ضحايا الزلزال.
كذلك، وجه الشيخ محمد بن راشد مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية وجميع المؤسسات الخيرية التابعة لها بسرعة تقديم كل أنواع الإغاثة المطلوبة للمتضررين وإعداد جسر جوي لشحن المواد الإغاثية والغذائية ومواد الإيواء للمساعدة في احتواء آثار الزلزال.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن «حزنه العميق» بسبب الخسائر في الأرواح والممتلكات الناجمة عن الزلزال، مؤكدا استعداد واشنطن لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي.
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لملك المغرب محمد السادس، مؤكدا أن «روسيا تشاطر الشعب المغربي الصديق معاناته وأحزانه».
وأعرب مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمفوضية الأوروبية عن تعازيها للرباط في هذه الفاجعة وتضامنها مع المغرب، كما بعث قادة الدول العربية والإسلامية وزعماء العالم ببرقيات تعزية ومواساة لملك المغرب.
واستيقظت المملكة المغربية أمس على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس «ريختر»، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
ووفقا لوزارة الداخلية المغربية، فقد اسفر الزلزال عن مقتل ما لا يقل عن 1037 شخصا وإصابة المئات بجروح، بينهم إصابات خطيرة، متسببا بأضرار جسيمة ومثيرا حالة ذعر.
وبالتزامن، نشرت القوات المسلحة المغربية وسائل بشرية ولوجستية جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المتضررة.
وأوضح المكلف بقسم عمليات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكري للتلفزيون المغربي «نحن أمام حالة طارئة ولكن في الوقت نفسه استثنائية، لأن لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال في هذا المنطقة (..) قوته ومكانه يجعلانه زلزالا استثنائيا».
من جهته، رجح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا «بالنظر إلى قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة».
وأضاف «هناك طرق ومسالك جبلية والوصول إليها صعب في بعض الأحيان بسبب انزلاقات التربة (..) لا ننسى ان أشكال أنماط البناء في المنطقة نسبة كبيرة منه تقليدي».
وتسبب الزلزال بأضرار مادية جسيمة بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وفضل الكثيرون في مراكش خصوصا قضاء ليل امس الأول في العراء جراء الهلع وشائعات من احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يتعود على الزلازل العنيفة.
وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع «الفنا» الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين على الأقل.
وتقاطر مئات الأشخاص إلى هذه الساحة الشهيرة خشية وقوع هزات ارتدادية، وحمل بعضهم بطانيات وأغطية فيما افترش البعض الأخر الأرض مباشرة.
هل تنبأ العالم الهولندي المثير للجدل بزلزال مراكش قبل حدوثه؟
عاود اسم عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الظهور مجددا، بالتزامن مع الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب.
فمنذ أيام قليلة، غرد العالم الهولندي المثير للجدل على حسابه في منصة إكس «(تويتر سابقا) قائلا: «اليوم يتقارب اقترانان كوكبيان مع عطارد والزهرة مع اقترانين قمريين مع المشتري وأورانــوس. وفي 6 سبتمبر، حدث تقارب آخر مع عطارد والزهرة. أتوقع مجموعة من الهزات القوية قريبا. 5 إلى 7 سبتمبر».
ومنذ نحو أسبوعين، كان عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس عاد لتحذيراته المرعبة، حيث حذر من زلزال قد تتخطى قوته الـ 8 درجات على مقياس ريختر، وذلك بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين.
وحذر هوغربيتس، من أن الأرض تتحرك ببطء بين المريخ ونبتون، مؤكدا أنه كان قد أشار إلى هذه الهندسة منذ نوفمبر الماضي. وتوقع نشاطا زلزاليا ضخما وفرصة لحدوث هزة أرضية عنيفة قد تتخطى الـ8 درجات، بحسب مستويات الضغط التكتوني.
وأضاف في إحدى النشرات التي يقدمها بانتظام وينشرها على موقع الهيئة الجيولوجية التي يتبعها SSGEOS، أنه يمكن أن تؤدي الهندسة القمرية مع المريخ ونبتون إلى زلزال قوي في الأيام القليلة المقبلة. ومن المحتمل أن تؤدي الهندسة القمرية في حوالي 29 من الشهر الجاري (أغسطس) إلى زيادة النشاط الزلزالي، مشيرا إلى أن «هندسة القمر تتسبب عادة بحدث زلزالي كبير. ومن الصعب تحديد المنطقة التي ستتعرض للنشاط الزلزالي».
ويؤكد العلماء أنه لا يمكن بأي طريقة التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية.
تأجيل مباراة المغرب مع ليبيريا
أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم تأجيل مباراته مع ليبيريا والتي كانت مقررة مساء أمس السبت ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم أفريقيا في كرة القدم «إلى وقت لاحق».
وكتب الاتحاد المغربي في بيانه: «على إثر الهزة الأرضية التي تعرضت لها بعض المناطق بالمغرب، تعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تأجيل المباراة التي كانت ستجمع مساء السبت بين المنتخب الوطني ونظيره الليبيري إلى وقت لاحق، وذلك بالتوافق مع الاتحاد الأفريقي».
وكان المغرب ضمن تأهله إلى النهائيات القارية المقررة مطلع 2024 في ساحل العاج، إذ حصد 6 نقاط من 3 مباريات، بعد فوزين على جنوب أفريقيا المتصدرة 21 وليبيريا 20 وخسارة على أرض جنوب أفريقيا 12، في مجموعة يشارك فيها 3 منتخبات بدلا من 4 بعد استبعاد زمبابوي.
