كيف أثرت الحضارة المصرية على فقه الإمام الشافعي؟.. أحمد كريمة يجيب – أخبار مصر

تزامنًا مع عرض مسلسل «رسالة الإمام الشافعي» الذي يقوم ببطولته النجم خالد النبوي، ويتناول سيرة الإمام وسنوات إقامته في مصر، يبدي الكثيرون من متابعي العمل الفني اهتماما خاصا بالبحث في تراث الإمام الشافعي، وعلاقته بأهل مصر موطنه الأخير، وكيف أثرت البيئة والحضارة المصرية على رسالة الشافعي، الأمر الذي يوضحه الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.

4 عوامل أثرت في فكر الشافعي بعد قدومه إلى مصر 

وقال أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف إنَّ الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، جمع بين النقل والعقل في منهجيته العلمية وسبق له أن صنف مُصنفه «الرسالة» كمرجعية لعلم أصول الفقه وكان صاحب مذهب في العراق وكتب مذهبه القديم بناء على أعراف وعادات أهل العراق.

وأضاف «كريمة» لـ«الوطن»: «ثم لما جاء إلى مصر وجد أمورا أثرت عليه تأثيرا كبيرا في مسيرته الفقهية أولاها: وجود مرجعية من آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم وهي السيدة نفيسة رضي الله عنها؛ فقد كانت مرجعية في العلم والفقه والتاريخ والحديث وكان الإمام من باب المشورة العلمية يرجع إليها ومن هنا تحققت المنهجية العلمية والافتائية معا

وأكمل: يضاف إلى ذلك توليه التدريس في مسجد عمرو بن العاص أقدم جامعة إسلامية في العالم، جلس فيها المحدثون والفقهاء والأدباء، متابعًا «بعد قدوم الشافعي إلى مصر وجد فوارق فقهية، في بعض مسائل فرعية تطبيقية عملية يستدل عليها بالعرف والعادة لدى الناس فيما بين عادات المصريين والعراقيين والحجازيين».

واستكمل: ولأن العرف والعادة أحد أدلة ومصادر الفقه الإسلامي والفقهاء قالوا عادة «العادة مُحكمة» أخذا من قول الله تعالي «خذ العفو… » سورة الأعراف، وقال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه، ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وهذا يدل على الأخذ بالأعراف والعادات

وأكّد «كريمة» أنَّ الإمام الشافعي تفرد بأنَّه مجتهد القرن الثاني الهجري، فلم ينكفئ ولم يتعصب على رأي قاله في العراق على عرف وعادات العراقيين ، لأنه وجد الأعراف والعادات في مسائل مشابهة ومناظرة تختلف فمن هنا أعمل فكره واجتهاده وجدد في المسائل التي في مصر وإن خالفت ما قاله في العراق.

فقه الإمام الشافعي الوسطي يجمع بين النقل والعقل

ولفت إلى أن الأمر الأخير أنَّ المصريين لهم فقه يمتاز بالمرونة يخالف أهل الحجاز البيئة الآتي منها والتي نشأ بها الإمام الشافعي في بداية حياته، لافتًا إلى أنَّ حضارة المصريين أسهمت إلى حد كبير في الاجتهاد الموسوعي للإمام الشافعي ومن هنا تلقت الأمة المسلمة فقه الإمام الشافعي الوسطي الجامع بين النقل والعقل على أنه مذهب جمع بين التراث دون انكفاء عليه وبين المعاصرة دون ذوبان فيها.