Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

السفير التونسي لـ الأنباء 500 مليون دولار

أجرى اللقاء: أسامة دياب

أكد السفير التونسي لدى البلاد الهاشمي عجيلي عمق وقوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ التونسية والتي وصفها بالمتطورة ظل الحرص المشترك بين القيادة السياسية في البلدين على المضي بها قدما نحو المزيد من التعاون في كل المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها.

وكشف عجيلي، في لقاء مع «الأنباء»، أن إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في تونس يبلغ 500 مليون دولار في مختلف القطاعات، 40% منها في قطاع الاستثمارات العقارية، تليها الخدمات المالية والتجزئة بـ22.6% والصناعة والصناعات الغذائية بـ20% والسيولة النقدية بـ17% وغيرها، موضحا أنه بالرغم من التحديات التي تواجهها بلاده إلا أنها حافظت على مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار و20% زيادة في حجم الاستثمارات الأجنبية في عام 2022.

ولفت إلى أن تونس تعيش مرحلة بناء شعارها الإصلاح وتعزيز مسار التنمية الشاملة، معربا عن تفاؤله بمستقبل بلاده وقدرتها على تجاوز الصعوبات الاقتصادية الحالية، فإلى التفاصيل:

ماذا عن آخر مستجدات التعاون الكويتي ـ التونسي؟

٭ العلاقات التونسية ـ الكويتية تاريخية وتتسم بالقوة والمتانة والتطور في ظل الحرص المشترك بين القيادة السياسية في البلدين على المضي بها قدما نحو المزيد من التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها.

ويمثل التنسيق والتشاور الدائم والمستمر بين القيادة السياسية في البلدين المتمثلة في رئيس الجمهورية قيس سعيد وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الأرضية الصلبة التي ترتكز عليها مسيرة العلاقات الثنائية.

وقد لمسنا هذا الشعور الايجابي في مختلف اللقاءات والاتصالات التي جمعت الرئيس التونسي مع صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وكذلك على الصعيدين الحكومي والوزاري. ونحن متفائلون بمستقبل العلاقات التونسية الكويتية، حيث توجد بوادر إيجابية للنهوض بالتبادل التجاري وتنويعه وفتح خط جوي مباشر بين البلدين وخلق مشاريع استثمارية مشتركة جديدة، وهي كلها نقاط سيجرى الاتفاق بشأنها خلال الاجتماع القادم اللجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية، المبرمج خلال النصف الثاني من العام الحالي في تونس.

٭ مادمتم أشرتم إلى قطاع الاستثمار، هل هنالك نية لجلب المزيد من الاستثمارات الكويتية إلى تونس؟

الاستثمارات الكويتية موجودة في تونس منذ فترة الستينيات من القرن الماضي ويقدر حجمها حاليا بـ500 مليون دولار، موزعة على عدة قطاعات، وتلعب مؤسسة «إكويتي كابيتال» بالتعاون مع عدد من الهياكل والمؤسسات التونسية دورا فعالا في توجيه الاستثمار الكويتي بتونس وتنميته وتنويعه، حيث تستحوذ الاستثمارات العقارية على حصة 40%، تليها الخدمات المالية والتجزئة بـ22.6% والصناعات الغذائية بـ20% والسيولة النقدية بـ17% وغيرها.

ونتوقع أن يتعزز في الفترة القادمة نسق المشاريع الاستثمارية، وذلك بفضل ما لمسناه خلال لقاءاتنا المتعددة، من حرص ورغبة مشتركة لدى غرف الصناعة والتجارة في البلدين ومجلس الأعمال التونسي الكويتي، وبفضل ما أقرته الحكومة التونسية من إجراءات وقوانين جديدة محفزة للاستثمار.

كما أود في هذا الإطار التأكيد على أن تونس ورغم التحديات التي تواجهها، تحافظ على مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، والدليل على ذلك هو تسجيل زيادة بحوالي 20% في حجم الاستثمارات الأجنبية بتونس خلال سنة 2022، وهو في اعتقادي مؤشر ايجابي واعد.

ديبلوماسية عريقة

كيف تتعاطى الديبلوماسية التونسية مع مختلف التطورات الإقليمية والدولية؟

٭ الديبلوماسية التونسية، عريقة وسياستنا الخارجية تقوم على الحكمة والاتزان ونصرة القضايا العادلة وفي مقدمتها دعم نضال الشعب الفلسطيني في مسار تحرره الوطني وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

كما تساند تونس مختلف الجهود والمبادرات الرامية إلى دعم الحوار والسلام والتضامن بين الشعوب والبلدان، ولم تتخلف بلادي قط عن الاضطلاع بدورها في هذا المجال.

إن النظرة التونسية للعالم تقوم على أساس تمكين كل شعوب العالم من حقها في تنمية مستدامة وبيئة سليمة، تشع فيها قيم الحوار ومبادئ التعايش والشراكة والتضامن.

لقد حرصت تونس على إيصال صوتها للعالم، سواء من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن الدولي أو عبر احتضانها لمنابر وقمم دولية على غرار مؤتمر «التيكاد 8» بين اليابان والاتحاد الافريقي، والقمة الـ18 للفرانكفونية بجربة، وكذلك مشاركتها في قمم إقليمية ودولية مثل القمة العربية بالجزائر وقمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا وكذلك القمة العربية الصينية بالرياض والقمة الأميركية الإفريقية وقمتي المناخ بمصر والحكومات بدبي على التأكيد على أن عالمنا بحاجة إلى مقاربة جديدة تستلهم حلولا مبتكرة لقضايا التوزيع غير العادل للثروات ونبذ الحروب والمحافظة على المناخ وتشجيع على استعادة الأموال المنهوبة كي تكون مصدرا لتمويل البناء والإصلاح المنشود.

كما تدرك الديبلوماسية التونسية أن مستقبل العالم هو مسؤولية جماعية تضطلع بها جميع البلدان والشعوب على قدم المساواة، وفي هذا الإطار تشكل المنطقة العربية والافريقية بيئة مناسبة لخلق صيغ شراكة فاعلة مرتكزة على التنمية والشراكة وداعمة للتعايش والسلام بين مختلف الشعوب والأمم.

المشهد الداخلي في تونس مليء بالأحداث والمستجدات، لو تطلعوننا على أبرزها؟

٭ المشهد التونسي، كغيره من بقية بلدان العالم يشهد أحداثا ومتغيرات تفرضها التحديات الماثلة وطنيا ودوليا، فأغلب شعوب العالم تواجه حاليا ضغوطا اقتصادية واجتماعية على غرار ارتفاع الاسعار، البطالة والفقر وتنامي ظواهر الاحتكار والاتجار غير المشروع وغيرها، وهي صعوبات لم تعد تقتصر على البلدان السائرة في طريق النمو أو النامية بل تشمل كبرى الدول الصناعية.

وتعيش تونس في ظل قيادة الرئيس قيس سعيد مرحلة بناء شعارها الإصلاح وتعزيز مسار التنمية الشاملة وإعادة صياغة السياسات الملائمة بهدف الاستفادة من مقدرات البلاد وإمكانياتها المادية والبشرية.

لقد قطعت تونس خطوات إيجابية نحو استكمال بنائها المؤسساتي بتبني دستور جديد وتنظيم انتخابات تشريعية وتشكيل برلمان، كما تم اتخاذ قرارات هامة لإعادة هيكلة عدد من المؤسسات، لكي تؤدي وظائفها على أحسن وجه.

إن دولة القانون والمؤسسات التي أرساها دستور 2022 تكفل ضمان الحقوق والحريات العامة، وتحرص على مكافحة ظواهر الفساد بكافة أشكاله وفتح مجال المبادرة الخاصة أمام الشباب والكفاءات.

وكيف ترون مستقبل بلدكم؟

٭ نحن في تونس متفائلون بمستقبل بلدنا وتجاوز الصعوبات الظرفية التي يعيشها الاقتصاد الوطني والتي تعود بالأساس إلى إخفاقات بعض التجارب السابقة وكذلك المناخ الدولي الدقيق بعد جائحة «كورونا» والحروب والنزاعات المستجدة في عدد من البؤر، ونعول بالأساس على وعي وتكاتف الشعب التونسي وكذلك على تنمية علاقات التعاون مع البلدات الصديقة والشقيقة وفي مقدمتها الكويت.

تعيش الكويت هذه الأيام غمرة الاحتفال باليوم الوطني وذكرى التحرير، كيف تفاعلتم مع هذه المناسبة؟

٭ يطيب لي في هذا المقام، أن ارفع أسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، ولسمو ولي عهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، والأسرة الأميرية الكريمة والشعب الكويتي الشقيق بمناسبة إحياء هذه الذكرى الوطنية الخالدة.

ومثل حضور وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار لفعاليات الحفل الذي نظمته السفارة الكويتية بتونس وتأكيده على العزم المشترك لتعزيز التعاون مناسبة اضافية لمشاركة الشعب الكويت أفراحه وما تنعم به العلاقات الثنائية من مناخ أخوة ووئام وتناغم.

من جهته، لقد أتيحت لي فرصة مشاركة الشعب الكويتي الشقيق هذه الاحتفالات والتعرف على الموروث الحضاري لدولة وشعب الكويت الشقيق وتاريخه الوطني الحافل والمشرف في خدمة بلده والامة العربية والانسانية جمعاء.

وأتمنى من الله عز وجل أن يحفظ الكويت ويديم عزها، ونحن في تونس نكن كل المحبة والتقدير للشعب الكويتي ونتطلع لمزيد العمل بين البلدين الشقيقين من أجل توطيد عرى الأخوة والتواصل والتعاون.

كما لا يفوني أن أشكر كل المؤسسات الكويتية على ما تحظى به الجالية التونسية من رعاية واهتمام وحسن تعامل، وأؤكد على أهمية تعزيز حضور الجالية التونسية في بلدهم الثاني الكويت، حيث تمتلك بلادنا قاعدة من الكفاءات المتميزة التي يمكن أن تساهم في مزيد تطوير العلاقات الثنائية.

كلمة الختام؟

٭ أتوجه بفائق الشكر إلى أسرة جريدة «الأنباء»، وأعرب مجددا عن تقديري واحترامي لرسالتها النبيلة في التعريف بتونس لدى مختلف الأوساط الكويتية وتمسكها بخط إعلامي موضوعي ونزيه وملهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *