يبدو ان كثرة القضايا والاتهامات الموجهة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصب في صالحه خلافا لما يتوقع خصومه، حيث تزيد من شعبيته خصوصا لدى أنصار الحزب الجمهوري. فقد قال 80% من الناخبين الجمهوريين المحتملين إن ترامب يجب أن يظل قادرا على العودة إلى المكتب البيضاوي حتى لو أدين في الاتهامات الـ 37 التي وجهتها اليه محكمة فيدرالية في قضية احتفاظه بالوثائق السرية الخاصة بالبيت الأبيض في منزله.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي إس» الأميركية فإن 20% فقط من الناخبين المحتملين في الحزب الجمهوري يعتقدون أن ترامب لا ينبغي أن يكون قادرا على تولي منصب الرئيس مرة أخرى إذا أدين بسبب سوء تعامله المفترض مع الوثائق السرية.
وقال 12% فقط من الناخبين المحتملين في الحزب الجمهوري إنهم قلقون أكثر من أن الوثائق تشكل خطرا على الأمن القومي، مقارنة بـ 76% قالوا إنهم قلقون أكثر من أن لائحة الاتهام ضد ترامب كانت ذات دوافع سياسية، بينما قال 12% آخرون إنهم قلقون بشأن كليهما.
كما قال 61% من تلك المجموعة إن لائحة الاتهام «لن تغير» وجهة نظرهم عن الرئيس السابق، فيما أوضح 7% أن لائحة الاتهام قد تغير وجهة نظرهم «للأسوأ» و14% قالوا «للأفضل».
جرى استطلاع الرأي خلال الفترة من 7 إلى 10 يونيو، وشمل 2480 من البالغين الأميركيين و1798 من البالغين الأميركيين الذين أعيد الاتصال بهم بعد الكشف عن لائحة الاتهام ضد ترامب.
في هذه الأثناء، ينضم عضو جديد الى قائمة أعداء ترامب، حيث قرر الملياردير الأميركي جورج سوروس نقل ادارة إمبراطوريته لابنه ألكسندر الذي يريد بشكل خاص التصدي لإمكان عودة ترامب إلى السلطة، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وفي سن الـ92 قرر جورج سوروس المكروه من المحافظين المتطرفين والذي كان هدفا منتظما للهجمات المعادية للسامية، أن يكون أحد أبنائه وهو الكسندر (37 عاما) على رأس امبراطوريته.
في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال أوضح الأخير أنه «سياسي أكثر» من والده وأنه قلق بشأن فكرة إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري السابق العام 2024. وصرح للصحيفة الاقتصادية «أود ألا يؤدي المال مثل هذا الدور الكبير في السياسة، لكن طالما أن الجانب الآخر يفعل ذلك فسنضطر الى الاستمرار في القيام بذلك أيضا».
وكانت محامية الرئيس الأميركي السابق وحلفاء له اعتبروا أنه كان ضمن حقوقه الاحتفاظ بمستندات بعد مغادرته البيت الأبيض بصفتها «تذكارات» شخصية أو وثائق رفعت عنها السرية، مستنكرين «الملاحقات السياسية» التي يتعرض لها.
وأعلن فريــق حملـــة الجمهوري الذي يريد العودة إلى البيت الأبيض، أنه سيلقي كلمة مساء اليوم بعد مثوله لأول مرة أمام محكمة فيدرالية في ميامي بولاية فلوريدا.
وأكدت محاميته ألينا حبة لشبكة «فوكس نيوز» أن موكلها سيدفع أمام المحكمة ببراءته في هذه القضية التي يصعب توقع تداعياتها السياسية على ترامب (76 عاما) الذي لايزال المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
واعتبرت أن لترامب «كل الحق في الاحتفاظ بوثائق سرية بعد أن رفعت عنها السرية».
بدوره، قال حليف ترامب رئيس اللجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب جيم جوردان لشبكة «سي إن إن» إن «قدرة الرئيس على تصنيف والتحكم في الوصول إلى معلومات الأمن القومي مستمدة من الدستور.. قال إنه رفع السرية عن هذه المواد، ويمكنه وضعها في أي مكان يريده، ويمكنه التعامل معها كما يشاء».
