Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

رئيس جراحي مستشفى ناصر بخان يونس: نعمل في رعب.. والمرضى مهددون بالموت – أخبار مصر

وضع مرير يعيشه أبناء قطاع غزة في فلسطين، خاصة في القطاع الطبي المهدّد بالتوقف عن أداء مهمته في استقبال المصابين وتوفير الخدمة الطبية اللازمة لهم، في ظل نقص المستلزمات ومنع دخول المساعدات اللازمة لتلبية احتياجات المصابين الموجودين في المستشفيات بالمئات.

صقر: المشفى مهدّد بالغلق بسبب نقص المخزون

يتحدّث الدكتور سليم صقر، رئيس قسم الجراحة بمستشفى ناصر بخان يونس، لـ«الوطن»، عن الوضع المأساوي الذي يشهده المستشفى حالياً، وحرمان أصحاب الأمراض المزمنة من صرف علاجهم بسبب نقصه وعدم توافره، وصعوبة إجراء عمليات جراحية للمصابين في ظل نقص المخزون الاستراتيجي الذي أوشك على النفاد، مع تزايد أعداد المصابين من الأطفال والنساء والأطقم الطبية أيضاً.. وإلى نص الحوار:

حدّثنا عن معاناة القطاع الطبي بغزة في ظل الأوضاع القاسية؟

– نواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة من منع دخول المعدات الطبية إلى قطاع غزة، فالمخزون الاستراتيجى بدأ ينفد، وهذا خطر شديد، أنا كجراح لا أجد خيطاً، فكيف أباشر العملية؟ نتعرّض لتهديد منذ بداية العدوان، ونحن على وشك توقف إجراء العمليات، وهذا معناه موت الناس، حين يأتى لي مصاب بإمكانى إنقاذ حياته، ولكن في ظل عدم توافر المواد والأدوات اللازمة ومنع دخولها من الخارج للقطاع سيموت المريض، وبالتالي سيزداد عدد الشهداء أكثر فأكثر، الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا بد من إدخال المواد الغذائية والطبية والسولار، حتى نستطيع معالجة المرضى ومحاولة إنقاذ حياتهم.

وما الذي تتوقعه إذا تم منع دخول المساعدات الطبية إلى المستشفيات؟

– ستتوقف المستشفيات عن العمل خلال فترة قصيرة جداً إن لم يدخل السولار، الآن قطاع غزة في ظلام دامس ولا يُضاء بيت فيه إلا على خلايا شمسية بسيطة، فقد توقفت شركة الكهرباء في القطاع عن العمل منذ أيام طويلة.

أكثر المصابين من الأطفال والنساء والمدنيين

ما أكثر الفئات التى يستقبلها المستشفى يومياً؟ وهل هناك مقاومون بين المصابين أو الشهداء؟

– أكثر المصابين من الأطفال والنساء والمدنيين بوجه عام ولا يوجد عسكريون، فجميع المقاومين ليسوا موجودين فى البلد، الذين يأتون لنا هم «الحزانى والغلابة فقط، مالهمش دعوة بأى حاجة»، هم الآمنون فى بيوتهم، وقتلوا وقصفوا دون ذنب، لم نرَ مقاوماً منذ بداية الحرب، والإصابات خطيرة تتراوح بين كسور متعدّدة فى الأطراف والحوض والعمود الفقرى والقفص الصدرى، وكذلك الجمجمة ونزيف فى البطن والصدر والدماغ.

أصحاب الأمراض المزمنة مهدّدون بالموت

وماذا عن أوضاع أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون جراء نقص المستلزمات الطبية؟

– بالنسبة للأمراض المزمنة الآن في قطاع غزة، لا نتحدّث عنها الآن، الله يعين أصحابها، لأنهم لا يستلمون أدويتهم التي أوشكت على النفاد من المخزون الاستراتيجى، وقطاع غزة محاصر منذ سنوات، وقبل الحرب المخزون الاستراتيجي كان دائماً يعاني نقصاً في جميع الأدوية، فما بالكم بهذه الفترة التى تشهد حصاراً كاملاً، ولا إبرة تدخل قطاع غزة ولا قطرة ماء، الأمر كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

حدّثنا عن الوضع داخل قسم الجراحة؟

– قسم الجراحة مكتظ بالمصابين، ولا يوجد سرير فارغ به، وأقسام الباطنة والأطفال والنساء والولادة مليئة بهم، واستخدمنا أماكن نوم الأطباء للمرضى، وخصّصنا الطرقات لنوم الناس على الأرض.

وماذا عن وضع الأطباء؟

– وضع الأطباء كارثي، ليست هناك وسائد للنوم عليها أو أكل يتناولونه، قبل يومين وزّعوا عليهم طعاماً بعد مرور 24 ساعة دون خبز، عبارة عن قطعة صغيرة من الجبن و«بندورة»، الوضع كارثي «الله يصبر أهالينا في غزة ويحمي لنا مصر العزيزة، أنتم أهالينا وأقرب الناس لينا وواقفين بجانبنا كل الشكر لكم».

هل هناك إصابات في الطاقم الطبي؟

– نعم هناك إصابات كثيرة بين الأطباء، ومنهم من استُشهد، وأيضاً أولادهم وأسرهم أصيبوا واستُشهدوا، إضافة إلى المسعفين والممرضين، لدينا حالات وفيات كثيرة في صفوف العاملين بالمنظومة الطبية بالمستشفى، نحن جزء من الناس، ندفع الفاتورة مثل أي مواطن ونعمل تحت ضغط، لأننا لسنا بعيدين عن القصف، نعاني من نقص كل شيء.

المستشفيات باتت مأوى للنازحين.. وغرف الأقسام ممتلئة بالجرحى

كيف توفّقون أوضاعكم بين استقبال المرضى والنازحين؟

– جميع المستشفيات في غزة تضم نازحين ومهجّرين، معظمهم أطفال ونساء يعتبرون المستشفيات مكاناً آمناً حسب القانون الدولي الذي نعرفه، ويحرم قصف المستشفيات التى تعتبر أماكن آمنة، لكنها الآن أصبحت تُقصف، وبالتالى لا يوجد مكان آمن يؤوي الناس، ومع ذلك الناس لا يجدون أمامهم سوى المستشفيات للاختباء بها، وكان هناك تصريح لمدير مستشفى القدس في غزة بأنهم مهدّدون بالقصف، وهناك نحو 12 ألف مواطن نازح بالمشفى، ونحن في المجمع لدينا آلاف المواطنين أيضاً، الوضع حرج للغاية.

الأطباء يعانون نقصاً في الطعام الذي لا يتوافر

كيف تمر عليكم هذه الحرب كأطباء مطالبين بإنقاذ أرواح الناس؟

– عاصرت جميع حروب قطاع غزة من الانتفاضة الأولى، مروراً بالثانية، ولم أجد أصعب من هذه الحرب، فلم نعد آمنين حتى فى المشفى، القصف يطال كل مكان، وفي أماكن مجاورة لنا وفي محيطنا، وكان هناك قصف مجاور لسور مجمع ناصر الطبى زلزل المبنى، وأحدث رعباً وذعراً للموجودين بداخله.

وقصفت سيارات الإسعاف أمام قسم الاستقبال والطوارئ بساحة المستشفى، واستُشهد المسعفون وهم يحملون الجرحى والمصابين، أصبحنا جميعاً ننتظر الموت اليوم أو غداً، يأتي الموت عندما ينتهي الأجل، وكل إنسان معروف رزقه وأجله منذ الولادة، ونحن سلمنا أمرنا كله لله.

مناشدة للعالم

نناشد العالم بأسره بأن يعطى للشعب الفلسطينى أبسط حقوقه، الناس تريد أن تعيش، نحن أكثر شعب محب للسلام، ولا نحب العنف بكل أشكاله، نريد دولة فلسطينية تعيش كأبسط أناس في العالم، كنا راضين عن اتفاقية أوسلو على أساس إقامة دولة فلسطينية، فلمّ تم تهميشنا وضحكوا علينا؟ أناشد كل من لديه إنسانية أن يعطونا دولة على حدود عام 1967، نحن مسجونون منذ عشرات السنين في قطاع غزة، «لا بنتعالج صح ولا بناكل صح ولا بنشرب صح ولا بناخد راتب صح ولا بنتفسح ولا بنعيش».


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *