Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

روسيا تنسحب من اتفاق الحبوب وشبح أزمة الغذاء

 أعلنت روسيا امس وقف مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم.

وقال «الكرملين» إن وقف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للتصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو روسيا لجارتها لا علاقة له بالهجوم على الجسر.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف «في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود». وأضاف «للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في الاتفاق، لذلك فقد انتهى».

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بأنها تعارض تمديد الاتفاق.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية سحب ضمانات سلامة الملاحة وإغلاق الممر الإنساني البحري بالبحر الأسود على خلفية وقف صفقة الحبوب اعتبارا من اليوم.

وشددت وزارة الخارجية الروسية، في البيان، على أنه إذا كانت العواصم الغربية متمسكة حقا بـ «مبادرة البحر الأسود»، فليفكروا بجدية في الوفاء بالتزاماتهم والإعفاء الحقيقي من العقوبات المفروضة على الأسمدة والغذاء الروسيين.

في السياق، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاقية.

وأثار القرار الروسي استياء عالميا واسعا، حيث ارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية 3.4% إلى 6.84 دولارات للبوشل (وهو مكيال إنجليزي للحبوب)، بعد أن ارتفع في وقت سابق أكثر من 4%.

كما قالت مصادر إن شركات التأمين تراجع ما إذا كانت ستوقف تغطيتها التأمينية للسفن التي ترغب في الإبحار إلى أوكرانيا بعد الإعلان الروسي، ووضعت سوق لويدز أوف لندن لخدمات التأمين بالفعل منطقة البحر الأسود على قائمتها للمناطق عالية الخطورة. وقد حذر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من أن مئات الملايين في العالم «سيدفعون ثمن» قرار روسيا. وقال «مئات ملايين الاشخاص يواجهون الجوع، (فيما) المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة. سيدفعون الثمن».

بدورها، نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بانسحاب روسيا، واصفة إياه بأنه «عمل وحشي». وقالت ليندا توماسغرينفيلد للصحافيين «روسيا توجه ضربة جديدة للأكثر ضعفا، هذه المرة عبر تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. إنه عمل وحشي جديد» بعد أسبوع من استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تمديد الآلية الرئيسية لإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى في سورية لتسعة أشهر.

في المقابل، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين «بشدة» وقف الاتفاق، وقالت في تغريدة «إنني أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب».

من جانبه، اعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن اسفه للإعلان، مشيرا الى أنه «سيعرض الأمن الغذائي في العالم للخطر وقدرة جميع سكان العالم على الحصول على امدادات الحبوب والأسمدة».

بدورها، أعلنت الحكومة البريطانية ان إعلان روسيا «مخيب للآمال». وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك «من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات».

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من هجوم ليلي شنته كييف على جسر القرم الذي يعد خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا، باستخدام «مسيرات بحرية».

وأفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) بأن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش.

وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس، أن «هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية» تم تنفيذها «بواسطة مسيرات بحرية».

وأوردت لجنة التحقيق الروسية في بيان، انه «قتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر» جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أن ابنتهما أصيبت بجروح.

وبثت محطة «القرم24» العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.

ويمتد الجسر على مسافة 18 كم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديدية، ودشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *