Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

الغموض يلف تطورات الأزمة السياسية في النيجر

 تراوح الأزمة السياسية في النيجر مكانها وسط تمسك الانقلابيين من العسكر بمواقفهم، فيما يسيطر الغموض وربما الانقسام على موقف دول مجموعة غرب افريقيا «إيكواس» التي لم تستبعد التدخل العسكري، لكن هذا التدخل دونه عقبات دفعت قادة الأركان في جيوش دول المجموعة إلى تأجيل اجتماعهم المهم أمس الذي كان مخصصا لبحث نشر قوة تدخل لإعادة الرئيس محمد بازوم الذي اطاح به العسكر ويحتجزونه منذ 26 يوليو الماضي.

وكان من المقرر أن يلتقي قادة أركان المجموعة في العاصمة الغانية أكرا أمس لتقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن «أفضل الخيارات» فيما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر «قوتها الاحتياطية». لكن بحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع «لأسباب فنية» من دون الكشف عن موعد جديد، في حين أعلنت «إيكواس» على لسان المتحدث باسمها أن قادة جيوشها سيجتمعون الأسبوع المقبل من أجل التخطيط لتدخل عسكري محتمل، ما ألقى مزيدا من الغموض على التحرك المقبل للمجموعة، فيما عقدت الحكومة التي أعلن المجلس العسكري تشكيلها، اول اجتماع لها أمس الأول.

وكتب وزير الخارجية في حكومة الرئيس المحتجز بازوم حسومي مسعودو على منصة اكس (تويتر سابقا) أمس أن «الخيار العسكري الذي تدرسه (إيكواس) جديا ليس حربا على النيجر وشعبها، بل عملية أمنية ضد من يحتجز الرهائن وشركائه».

عقبة جديدة تقف دون تحرك «إيكواس» وهي الدعم الداخلي الذي يلقاه الانقلابيون، حيث تجمع الآلاف من أنصارهم قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، أمس الأول.

وهتف المتظاهرون خلال التجمع «فلتسقط فرنسا، فلتسقط إيكواس». ورفع المتظاهرون أعلاما روسية ونيجرية، مؤكدين دعمهم للعسكريين الذي استولوا على السلطة، وخصوصا قائدهم الجنرال عبد الرحمن تياني.

وقال عزيز رابح علي، العضو في نقابة طلابية تدعم النظام العسكري، «سندفع الفرنسيين إلى الرحيل. إيكواس ليست مستقلة، فرنسا تتلاعب بها. هناك تأثير خارجي».

ومنذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا بشكل خاص، متهمين إياها بأنها كانت وراء قرار دول غرب أفريقيا تفعيل «قوة الاحتياط» لديها تمهيدا لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري، من دون الكشف عن جدول زمني محدد للتدخل.

كما قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إرجاء اجتماعه المقرر أمس لبحث تعليق عضوية النيجر، وذلك لإجراء مزيد من المشاورات. في حين حذرت روسيا من أن التدخل العسكري في هذا البلد سيزعزع استقرار المنطقة.

وبعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب، تتزايد المخاوف بشأن ظروف اعتقال الرئيس المحتجز، حيث شجب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة «تدهور ظروف اعتقال» بازوم مع زوجته وابنه.

وأبدى وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن «استياءه» من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته «كمبادرة حسن نية».

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إن معاملته وعائلته «غير إنسانية وقاسية»، مشيرة إلى أنه محروم من الكهرباء منذ 2 أغسطس وليس هناك أي تواصل بشري معه منذ أسبوع.

وفي حال تدخلت «إيكواس» عسكريا في النيجر، فإن المخاوف على سلامة بازوم ستتزايد، بحسب أحد المقربين منه. وأكد المصدر أن الانقلابيين لوحوا باستهدافه إذا ما حصل التدخل العسكري.

وأكد أحد مستشاريه بحسب وكالة فرانس برس أن «التدخل سيكون محفوفا بالمخاطر وهو يدرك ذلك. ويرى أنه يجب العودة إلى النظام الدستوري، معه أو من دونه»، لأن «سيادة القانون أهم من شخصه».

ولا تقتصر المخاوف على مصير النيجر، وهي من المنتجين الرئيسيين لليورانيوم وحليفة رئيسية للغرب في الحرب على المتطرفين، بل هناك مخاوف تساور القوى العالمية على مصالحها الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة شبه الصحراوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *