Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

سياسيون: مشاهد استقبال السودانيين ملحمة شعبية تؤكد وحدة وادي النيل – تحقيقات وملفات

أشاد عدد من السياسيين والمراقبين بالجهود التى تقوم بها مصر لتخفيف المعاناة عن الشعب السودانى، خصوصاً الحفاوة فى استقبالهم وطريقة التعامل اللائقة التى قوبل بها السودانيون، مؤكدين أن هذا الأمر يعبّر عن مواقف مصر التاريخية تجاه الأشقاء العرب، وأيضاً ما يجمع بين شعبَى وادى النيل.

«حليمة»: السودانيون يجدون معاملة متميزة

أساس علاقة مصر مع السودان هى علاقة الإخوة والأشقاء، وهى علاقات تقوم على عدة روافد اجتماعية وثقافية وسياسية، وتجمع بين الشعبين عديد من المصالح المشتركة للدرجة التى يمكن القول بها إنهما شعب واحد يعيش فى دولتين، فى ظل كل هذه الروابط التاريخية والجغرافية والعلاقات الثقافية والاجتماعية المشتركة.

وهذه الروابط تجعل من مصر الوجهة الأولى للمواطن السودانى، وبالتالى استقبال مصر لهم فى هذه المحنة لم ولن يكون أمراً مستغرباً، لأن هذه علاقة الأشقاء والإخوة والشعب الواحد. وبالتالى المعاملة هنا مع السودانيين تتم فى إطار أنها معاملة مواطن مصرى وليس سودانياً، كما أنها تتم فى إطار القوانين الإنسانية الدولية المتعارف عليها، والتى تحرص «القاهرة» على الالتزام بها دائماً وعبّرت عنها فى كثير من المواقف. والمعاملة المصرية مع الأشقاء السودانيين تعكس طبيعة تعامل المصريين مع الأشقاء خصوصاً من الدول الأفريقية، الذين توليهم مصر اهتماماً خاصاً، الذين وجدوا المعاملة الكريمة واللائقة بهم.

وبيوت المصريين كلها مفتوحة أمام السودانيين أينما حلوا، والشعب المصرى سيقف بكل ما أوتى من قوة إلى جانب أشقائه السودانيين، فما بينهم روابط دم ونسب وقرابة، وهى روابط، كما أؤكد دائماً، عابرة للتاريخ والجغرافيا، وستستمر أبد الدهر.

«الشريف»: استقبال يليق بالروابط التاريخية بين الشعبين

قال محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للدراسات، مصر والسودان شعب واحد يعيش على أرضين، وبين المصريين والسودانيين من العلاقات ما ليس بين أى شعبين آخرين، وبالتالى استقبال مصر للسودانيين هو أمر طبيعى، ووقوف القاهرة مع الشعب السودانى أمر تقتضيه طبيعة الروابط التاريخية التى تجمع شعبَى وادى النيل.

ومصر فى مختلف الأزمات العربية كانت دائماً سنداً لكل أشقائها، فعلى سبيل المثال مع تفاقُم الأزمة السورية فرّ آلاف السوريين إلى مصر واحتضنتهم الدولة المصرية ولم تتعامل معهم كلاجئين وإنما كأصحاب أرض وتعاملت معهم على قدم المساواة مع المصريين فى كل الخدمات أياً كانت، وكذلك كان الوضع بالنسبة للسودانيين والفلسطينيين واليمنيين وغيرهم من الجنسيات العربية والأفريقية.

ومصر تتعامل مع مثل هذه الملفات بشكل إنسانى قبل أى اعتبارات سياسية، ولم تستغلهم أو تتاجر بهم كما فعلت وتفعل دول أخرى تاجرت باللاجئين من أجل الحصول على أموال وابتزت بهم دولاً أوروبية.

واستقبال أهالينا فى أسوان للأشقاء السودانيين بمثابة ملحمة شعبية مصرية سودانية تؤكد مكانة السودانيين لدى المصريين ومكانة المصريين لدى السودانيين وما يجمع بين الشعبين من روابط اختلطت بالدم والنسب وصلات القرابة، والتقارب التام فى مختلف العادات والتقاليد، واستقبال السودانيين جاء على نحو يليق بتاريخ العلاقات بين الشعبين.

«العبيدى»: مصر دائما بلد لكل العرب

أوضح حازم العبيدي الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أن مشاهد استقبال السودانيين يجب أن تقابلها تحية من كل عربى لمصر أم الدنيا، ومصر كتب القدر عليها أن تكون حائط الصد الذى يواجه كل الأزمات العربية ويتعامل معها من منظور الحفاظ على مصالح الشعوب العربية ووحدتهم ووحدة أراضيهم، وهذا هو دور مصر القيادى والتاريخى الذى يُسجَّل لها دائماً.

إن استقبال السودانيين فى مصر اليوم يذكّرنا بموقف مصر من العراقيين وفتح أبواب مصر لكل العراقيين دون تمييز بعد أحداث الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، إذ تم الترحيب بالعراقيين ولم يشعروا أبداً بغربة أو أنهم فى غير وطنهم، وتمت معاملتهم على أفضل ما يكون كأنهم يعيشون فى وطنهم الأصلى العراق، وكذلك تكرر مصر مرة أخرى مواقفها العروبية والإنسانية من خلال ما نشاهده من حفاوة استقبال للأشقاء السودانيين الذين يمرون فى الوقت الحالى بمحنة كبيرة، وبالتالى كان التحرك المصرى طبيعياً ومعبراً عن مواقف الشقيقة الكبرى مصر.

وإلى جانب هذه اللفتة الإنسانية، فإن القاهرة تتحرك كذلك وتطرق كل الأبواب، خصوصاً من قبَل الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل تهدئة الأوضاع فى السودان، والتوصل إلى اتفاق يوقف نزيف الدم السودانى، الذى يضاف إلى الجراح العربية المتفاقمة خلال الفترة الماضية وربما على مدار آخر عقدين.

«إسماعيل»: تعامُل على قدم المساواة مع المصريين

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن الدور المصرى تجاه السودان لا يختلف عن الدور المصرى تجاه أزمة سوريا أو اليمن أو ليبيا والعراق من قبل، ومن المعروف أن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حرص على متابعة إجراءات عودة المصريين من السودان وعدد من رعايا بعض الدول الأجنبية والأشقاء السودانيين، قيادة تعرف حسن المعاملة وفتح باب الاستضافة للجميع، وتوفير الدعم اللوجيستى لهم حتى لا يشعرون أنهم غرباء.

وقد رأينا ذلك فى استقبال الأشقاء السوريين من قبل، وغيرهم من البلدان العربية التى حدث فيها اشتباكات، ويتم معاملة السودانيين معاملة لائقة وعلى قدر المساواة مع المصريين دون تمييز.

والترحيب المصرى بالأشقاء فى السودان يأتى من أن البلدين يجمعهما نفس المصير المشترك ويرتبط أمنهما القومى ببعضهما ارتباطاً قوياً، فهم أبناء نهر النيل وتربطهم علاقات تاريخية على مدار العصور، وبالتالى الأشقاء فى السودان مرحَّب بهم دائماً، ومنازل أهاليهم المصريين مفتوحة لاستقبالهم وتوفير كافة سبل الدعم لهم ولعائلاتهم، والحكومة المصرية توليهم رعاية واهتماماً كبيرين كما حدث مع غيرهم من الأشقاء العرب، إلى حين حل الأزمة فى دولتهم.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *