Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

كيف يتم اختيار أهداف التنمية المستدامة؟ بقلم

بقلم: د.جابر الوندة

وصلنا في مقالاتنا الخاصة بالاستدامة وعلاقتها بالقطاع الخيري الإنساني والتحديات المرتبطة به، إلى ذكر أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تبنتها الأمم المتحدة والتي حرصت على تفعيلها وبيان مدى تحققها على أرض الواقع، فحددت غايات ومقاصد تفصيلية لكل هدف من هذه الأهداف السبعة عشر، فهناك إجمالا 169 غاية للأهداف السبعة عشر، ولكل غاية ومقصد من غايات هذه الأهداف من 1 إلى 3 من المعايير والمؤشرات التي تقيس تحقيق هذه «الغايات»، فمثلا الهدف الأول وهو «القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان» له 7 غايات، الغاية الأولى منه وهي «القضاء على الفقر المدقع للناس أجمعين أينما كانوا بحلول عام 2030، وهو يقاس حاليا بعدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم»، له مؤشر أداء ومقياس وهو «نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر الدولي، مصنفين بحسب نوع الجنس، والفئة العمرية، والوضع الوظيفي، والموقع الجغرافي (حضري/ ريفي)»، وهكذا الأمر مع كل هدف. وعامة هناك 304 مؤشرات تقيس تحقيق غايات هذه الأهداف السبعة عشر.

وقد اتخذت الدول العربية لها مؤشرا لتحقق أهداف التنمية المستدامة مكونا من 105 مؤشرات، ولكل منها درجة معينة (0100) ولون من ألوان إشارات المرور الضوئية (أخضر أو أصفر أو برتقالي أو أحمر) للإشارة إلى الأداء المتحقق، وتستهدف هذه المؤشرات قياس التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وتسليط الضوء على الفجوات في كل من التنفيذ والبيانات بالدول العربية، وإتاحة ذلك للمهتمين والمعنيين بالاستدامة في الوطن العربي.

ومن المهم أن يشار هنا إلى أن هذه الأهداف تم اختيارها بـ «صورة ديموقراطية» كما ذكرت الأمم المتحدة، إذ شاركت في تحديدها 193 دولة، كما شارك فيها أيضا العديد من مؤسسات المجتمع المدني العالمي. وفي حرص الأمم المتحدة على ذكر هذه المعلومة دلالة على شمولية هذه الأهداف واتفاق الجميع عليها كونها مما لا خلاف على مضمونه أو لا إشكال في محتواه وجدواه.

وقـــد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار اعتماد وتبني الأهداف السبعة عشر بديباجة مهمة وراقية عنونت فيها القرار بأنه جاء لـ «تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030»، وكما هو واضح فإن تبني القرار يستشعر الوضع الصعب الذي وصل إليه العالم، ولذلك جاء التداعي والتنادي إلى «تحويل عالمنا» أو تعديل مساره الذي يسير فيه، ولذلك «تمثل هذه الخطة برنامج عمل لأجل الناس وكوكب الأرض ولأجل الازدهار، وهي تهدف أيضا إلى تعزيز السلام العالمي في جو من الحرية أفسح». فالهدف الأسمى والغاية الكبرى من هذه الخطة هو الناس والحفاظ على بيئتهم لهم ولمن بعدهم. وإذا كان الهدف الأسمى هو الناس فإن التحدي الأبرز يتمثل في ثلاثة أمور مدمرة لها الأولوية «وهي الفقر والجهل والمرض، ولهذا جاءت هذه الثلاثة كأول ثلاثة أهداف، وأخطرها في نظر الأمم المتحدة الفقر، إذ هو أكبر تحد يواجه العالم، وهو شرط لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة».. وللحديث بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *