Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

خبراء علم نفس: يمكن تنشيط هرمون السعادة بالتنزه ومساعدة المحتاجين – تحقيقات وملفات

نسعى جميعاً بطريقة إرادية أو لاإرادية لتنشيط هرمون السعادة، من خلال البحث عن كل ما يُشعر القلب بالبهجة.. فهو الشعور الذى يمكنه أن يمنح الإنسان طاقة إيجابية فى مختلف جوانب حياته، فيصبح صاحب حضور مميز، تتسم نظرته بالثقة بالنفس، ويكون قادراً على بث تلك الطاقة الإيجابية للمحيطين به، كما تؤدى مشاعر السعادة والراحة إلى تحسّن صحته بشكل عام، وفقاً لما أوضحه عدد من خبراء الصحة النفسية لـ«الوطن» مؤكدين أنه يمكن تحقيق السعادة والاتزان النفسى بطرق بسيطة غير مكلفة، مما يؤدى إلى زيادة إنتاجية الفرد فى دراسته وعمله وقدرته على وضع الأهداف بطريقة موضوعية، وتحقيق نجاحات ملموسة.

الطاقة الإيجابية

لا يحتاج الوصول للسعادة إلى أمور خارقة، فيمكن تنشيط هرمون السعادة المحقّقة للاتزان النفسى من خلال طرق بسيطة، كمخالطة أصحاب الطاقة الإيجابية وصنع علاقة صداقة وود معهم، والاستمتاع بالطبيعة من خلال التنزه فى الحدائق والتعرّض لأشعة الشمس فى الصباح الباكر، فضلاً عن أن تربية الحيوانات الأليفة والطيور والنباتات التى بصحبتها تُمكّن من التخلص من التوتر والطاقة السلبية التى تزور الإنسان وقت الضغوط والأزمات.. ومن الأمور الأخرى التى تُفرز هرمون السعادة الاستماع إلى الموسيقى الهادئة ومشاهدة الأفلام الكوميدية، وغلق صفحات الماضى بكل آلامها، ووضع أهداف قابلة للتحقيق. وأثبتت الدراسات والأبحاث النفسية أن مساعدة الغير عن طريق الصدقات والزكاة، على سبيل المثال، تُحقّق شعوراً بالراحة والسعادة لدى الإنسان، إذ يُعتبر شعور العطاء من أفضل المشاعر التى تحقّق الإيجابية، لذا توجّه عدد من أطباء أوروبا لعلاج الاكتئاب بالصدقات، من خلال نصيحة من يعانى منه بتقديم المساعدات للفقراء والمساكين وتوزيع الهدايا والملابس فى دور الأيتام.. وفى دراسة أجريت فى إحدى جامعات أمريكا على عينة من مرضى القلق والاكتئاب، تبين أن هرمون السعادة ارتفع لديهم بمجرد مساعدة غيرهم، مما أدى إلى خفض الشعور بأعراض الاكتئاب، ومن ثم الانفتاح على الآخرين والشعور بالراحة.

د. وليد هندى.. استشارى الصحة النفسية

بطارية السعادة

من الضرورى أن يحرص الآباء والأمهات على تعزيز الصحة النفسية لأطفالهم، من خلال جعل سعادتهم أولوية، وتتحقّق تلك السعادة من خلال تلبية احتياجاتهم من الأمان والحب والقبول والاحترام، ويمكن اعتبار تلك الاحتياجات كـ«البطاريات» التى تحتاج إلى الشحن من وقت إلى آخر، لذا يجب مشاركة الطفل اهتماماته، والاحتفال به عند تحقيق التفوق فى الدراسة أو الرياضة التى يمارسها، كما ينبغى الاستماع جيداً إليه وتشجيعه على التعبير عن نفسه دون نقده ولومه أو ملاحقته بالتعليقات السلبية.. ويعتبر احترام الطفل من خلال قول عبارات: «لو سمحت.. شكراً»، والإطراء على السلوكيات الجيّدة التى يفعلها من الأمور التى تجعله يشعر بالثقة بالنفس والتفرّد، مما يحقّق له السعادة والاتزان النفسى. وتعليم الطفل قيمة الامتنان والشكر يجعل السعادة عادة يومية لديه، وذلك من خلال تدريبه على ذكر الأشياء الجميلة التى حدثت معه خلال اليوم وشكر الله عليها.. وفى حال تحقّقت السعادة والرضا لديه يصبح طفلاً سوياً نفسياً قادراً على التعامل بحب مع الآخرين، وتكوين علاقات اجتماعية سوية منذ صغره، كما يصبح طفلاً مبادراً يثق فى نفسه، ولديه القدرة على وضع أهداف وتحقيقها، ويمكنه أيضاً تقبّل ضعفه وعيوبه، مما يجعله قادراً على تطوير نفسه حتى يعيش حياة مستقرة سعيدة.

د. رضوى نجيب.. أخصائية نفسية ومدربة إرشاد تربوى

الصحة النفسية

تنعكس السعادة والراحة النفسية على الصحة الجسدية للإنسان، لذا دائماً ما ينصح الأطباء بمختلف تخصّصاتهم بأهمية الحفاظ على الحالة النفسية التى تُبقى المناعة مرتفعة، مما يجعل العلاج يحقّق النتائج المرجوة.. وعندما تقترن السعادة بالرضا يصل الإنسان إلى أعلى درجات الصحة والاتزان النفسى، مما ينعكس بالإيجاب على الفرد فى تعاملاته مع الآخرين فى محيط أسرته وأصدقائه، إذ يكون قادراً على تكوين علاقات اجتماعية صحية تتّسم بالود والقبول الذى يحقّق له المزيد من السلام والراحة النفسية، كما يتسبّب الشعور بالسعادة فى زيادة إنتاجية الفرد، سواء فى دراسته أو عمله، ووصوله إلى أهدافه، وتحقيق نجاحات ملموسة، ومن ثم يصبح الإنسان مصدر طاقة إيجابية للآخرين.

ويعتبر بناء علاقة روحانية قوية مع الله من أبرز الطرق المحقّقة للاطمئنان والاستقرار، وبالتالى تتولد السعادة المقترنة بالراحة، ويجب الأخذ فى الاعتبار أن جميع البشر يتعرّضون للفشل والإخفاقات والأزمات، ولكن الشخص الإيجابى المتّزن نفسياً هو من يتعامل مع ذلك بحكمة وموضوعية، باعتبار تلك الأزمات دروساً حياتية تدفعه للأمام، وتصقله بالخبرات.. ومن الضرورى التعرّف على طرق تفريغ الطاقة السلبية بطريقة صحيحة، والتى منها كتابة كل ما يُحزننا على الورق، وممارسة الرياضة كالسباحة والمشى، وتكوين صداقات مع شخصيات إيجابية والتحدث معهم عن كيفية مواجهة المشكلات، كما تعتبر صلة الرحم والتجمع مع الأهل من الأمور التى تحقّق السعادة والبهجة.

د. عبدالعزيز آدم.. عضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *