Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تراجع غالانت وهليفي بشأن تبادل أسرى وقوات إسرائيلية تستهدف بعضها

“غالانت وهليفي أصبحا يدركان أن إسرائيل لا يمكنها التركيز على العمليات العسكرية الهجومية في شمال القطاع فقط لا غير، والمشكلة التي تثير قلقا بالغا لدى الضباط تتعلق بإطلاق نار متبادل عندما ترصد قوات إسرائيلية متجاورة بعضها كقوة معادية”

قوات الاحتلال في مستشفى الشفاء، الأربعاء الماضي (أ.ب.)

ألمح المحللون العسكريون بشكل واضح تقريبا اليوم، الثلاثاء، إلى تراجع التوجه المنفلت وبشكل خاص من جانب وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، بتفضيلهما مواصلة الحرب على غزة بتوسيع المناورة البرية على صفقة تبادل أسرى. ويبدو أن هذا التراجع مردّه إلى الضغوط التي تمارسها عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، إلى جانب تعقيدات في المناورة البرية.

والتقدم الحاصل في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطر، هو موافقة زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، على هذا التقدم، بعد أن كان قد قطع الاتصال مع المفاوضات حول الصفقة في أعقاب هجوم قوات الاحتلال على مستشفى الشفاء. وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، فجر اليوم، عن تقدم ملحوظ في المفاوضات.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن تقدم المفاوضات حول صفقة تبادل، ينبع من حدوث تغيير في إسرائيل أيضا، “وبالأساس بإدراك غالانت وهليفي أن إسرائيل لا يمكنها التركيز على العمليات العسكرية الهجومية في شمال القطاع فقط لا غير”، وأن “على جهاز الأمن الذي تسبب بالإخفاق الرهيب، في 7 أكتوبر، أن يبدأ بالتصحيح. والتصحيح لا ينحصر فقط في احتلال منطقة وقتل مخربين. وإنما هو مرتبط أولا بمحاولة إعادة الأمهات والأولاد بين المخطوفين إلى البيت، في مرحلة أولى على الأقل”.

جرحى في مستشفى ناصر، أمس، باستهداف الاحتلال عائلات بأكملها (Getty Images)

وكان موقف غالانت وهليفي في الفترة الماضية يدعي أن تصعيد المناورة البرية سيؤدي إلى ممارسة ضغط على حماس كي يُقدم السنوار تنازلات في المفاوضات حول الصفقة. وحسب هرئيل، فإن هذا الموقف كان “مختلف جدا” عن موقف الوزيرين في كابينيت الحرب من كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

وعزا هرئيل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حول صفقة التبادل إلى “نقاط خلاف بين الجانبين، وكذلك إلى شخصية السنوار. فمنذ بداية الحرب، تواجه إسرائيل صعوبة متزايدة في قراءة خطوات السنوار. ومثال بارز على ذلك هو تعامل زعيم حماس مع المخطوفات اللاتي تحملن مواطنة روسية. والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يدعم بشكل غير مباشر حماس التي تحارب إسرائيل، والحركة معنية بالحفاظ على تأييد موسكو لها. وبالرغم من ذلك لم يتم التقدم في هذه القضية بعد. ويُعتبر السنوار في إسرائيل كشخص غير متوقع ولا يزال بإمكانه عرقلة الصفقة”.

وفي السياق نفسه، أفاد المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، بأنه “لم ينشأ بعد (وضع) يوقف دقات ساعة صفقة لإعادة قسم من المخطوفين والمخطوفات. ورغم الضغط على السنوار، لا تزال إسرائيل تمنحه قيادة الخطوات وتنتظر قراره. والمستوى السياسي الإسرائيلي حذر أكثر من الإدارة الأميركية حيال التفاؤل الذي نثره الرئيس بايدن، أمس. وبعد الضربة الهائلة في 7 أكتوبر، يعلمون في إسرائيل أن أي شيء من جانب السنوار ممكن”.

كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، إلى أنه “لدى الاختيار بين تصعيد العمليات العسكرية وتوسيعها في موازاة التصعيد الحاصل حاليا في شمال القطاع، تم أخذ اعتبارات متنوعة في الحسبان، بينها قضية المخطوفين، الذي يشكلون وزنا بالغا في تقييم الوضع وإدارة الحرب”.

جندي إسرائيلي يتفحص منصة إطلاق قذائف صاروخية في قطاع غزة، 6 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي (أ.ب.)

وفيما يتعلق بالمناورة البرية الإسرائيلية في القطاع، أشار هرئيل إلى أنه “يتواصل التقدم البطيء للفرقتين العسكريتين المدرعتين، 162 و36، إلى داخل مخيم جباليا وحي الزيتون وأحياء أخرى في شمال وشرق مدينة غزة”.

وأضاف هرئيل أن “كتائب حماس في هذه المناطق تضررت بشكل أقل خلال القتال، حتى الآن، ولذلك فإن المقاومة هناك أكثر صعوبة. وفي الوقت نفسه تتواصل محاولات حماس لاستهداف الجيش الإسرائيلي، وخاصة بواسطة نيران قناصة وقذائف مضادة للمدرعات، وهذا الوضع ينطبق على المناطق التي سيطر عليها الجيش في غرب وجنوب المدينة أيضا”.

وألمح هرئيل إلى أن الجنود الإسرائيليين القتلى، منذ بدء المناورة البرية والذين يقارب عددهم 70 قتيلا، حاليا، لم يقتلوا بنيران المقاومة فقط وإنما بنيران صديقة أيضا. “والمشكلة التي تثير قلقا بالغا جدا لدى الضباط تتعلق بإطلاق نار من جانبين، عندما ترصد خطأ قوات (إسرائيلية) متجاورة بعضها على أنها قوة معادية. وهذه مشكلة تتكرر في الحروب والعمليات العسكرية في غزة، وهي نابعة من المنطقة الحضرية المكتظة وعدد القوات الكبير التي تعمل داخلها”.

وأجمع المحللون العسكريون الثلاثة، على ما يبدو في أعقاب إحاطة من الناطق العسكري الإسرائيلي، على أن الصورة التي نشرها الأخير ويظهر فيها هليفي مع قائد المنطقة الجنوبية في الجيش، يارون فنكلمان، وقائد الفرقة العسكرية 98، دان غولدفوس، هي “تلميح واضح لحماس، بأن الجيش الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته في منطقة أخرى”.

وأشار هرئيل إلى أن المقصود هو توسيع المناورة البرية جنوبا وصولا إلى وادي غزة، “والتلميح إلى أن إسرائيل قادرة على زيادة الضغط على القسم الجنوبي، الذي وفق الشبهات تختبئ فيه قيادة حماس تحت الأرض. وعلى الأرجح أنه أثناء عمليات كهذه سيحاول الجيش الإسرائيلي خفض عديد قسم من قوات الاحتياط المنتشرة في شمال القطاع. وبات عدد جنود الاحتياط حاليا أقل، وتراجع بآلاف الجنود”.

وزعم هرئيل أن “الجيش ليس معنيا بتموضع دائم في أراضي القطاع، على شكل احتلال. والخطة المبدئية هي نقل تركيز الهجوم إلى مناطق أخرى، والحفاظ على تموضع مقلص في الأجزاء التي توجد فيها حاجة إلى الدفاع عن الحدود من داخل القطاع. وذلك إلى جانب اقتحامات مركزة لدى الحاجة إلى تنفيذها”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *