Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

هل يشكل توسيع بريكس ناقوس خطر للولايات

تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتطوير خطابها الموجه إلى بلدان العالم النامية في ظل توسيع مجموعة «بريكس»، إلا أن قلة في واشنطن يرون في النادي المدعوم صينيا تهديدا مباشرا للولايات المتحدة.

وبينما اجتمع قادة بلدان «بريكس» في جوهانسبرغ مؤخرا، كررت إدارة الرئيس جو بايدن تعهداتها بشأن زيادة تمويل دول العالم النامية عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وتعهد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك ساليفان الكفاح من أجل إصلاح مؤسستي الإقراض الدوليتين اللتين تتخذان من واشنطن مقرا خلال قمة مرتقبة لمجموعة العشرين تستضيفها نيودلهي.

وترمي هذه القمة من جهة لتعزيز دور المنظمة المدعومة من واشنطن والتي تضم بلدانا غنية وأخرى فقيرة، ومن جهة أخرى لتعزيز دور الهند العضو الرئيسي في الناديين.

كما ركزت الولايات المتحدة على انسحاب روسيا من اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة سمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا إلى دول العالم النامية بينما شككت بعض البلدان في الأولوية الغربية المتمثلة بإرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييڤ.

وقللت واشنطن علنا من أهمية توسيع «بريكس»، واكتفت بالتنويه إلى أن من حق البلدان اختيار شركائها.

وبينما لفت إلى التباينات الكبيرة في السياسات بين دولها، قال ساليفان للصحافيين «لا نرى أن بريكس يمكن أن تتطور إلى خصم جيوسياسي من نوع ما للولايات المتحدة أو غيرها».

خيارات لا بدائل

لكن خبراء يرون أن توسيع مجموعة بريكس كشف على الأقل عن حاجة للتعامل بطريقة جديدة مع الاحتياجات التي لا تتم تلبيتها، على الصعيد الاقتصادي إن لم يكن الأمني.

وقال سارانغ شيدور، مدير برنامج «غلوبال ساوث» (جنوب العالم) في معهد «كوينسي» المدافع عن سياسة خارجية أميركية أقل تركيزا على الجانب العسكري، إن البلدان الناشئة «تبحث عن خيارات لا بدائل».

وأضاف «إنها رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن هذه الفجوات مؤذية وأن بلداننا لا تكتفي بالشكوى منها وتوجيه الانتقادات من الهامش، بل تتحرك في مسعى لسد هذه الفجوات».

وأشار البيان الختامي الصادر عن قمة بريكس إلى انهيار منظومة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية إذ عرقلت واشنطن منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب التعيينات بحجة المعاملة غير المنصفة.

وبينما كثف بايدن التحرك من أجل المناخ داخل بلاده، إلا أنه يستبعد للولايات المتحدة التي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات قبل أن تتجاوزها الصين حاليا، أن تقترب من تحقيق وعود رئيسها بتخصيص أكثر من 11 مليار دولار سنويا بحلول العام 2024 لمساعدة البلدان النامية الأكثر تأثرا بتغير المناخ.

وقال شيدور «أعتقد أن الولايات المتحدة بدأت تأخذ الأمر على محمل الجد.. لكن هذه جميعها بيانات. هل هي مرتبطة بأي أموال؟».

أقل تماسكا؟

وتعد إيران العضو المقبل في بريكس الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لواشنطن. واعتبرت طهران أن انضمامها للتكتل سيساعدها على التحرر من عزلتها المدفوعة من الولايات المتحدة على خلفية برنامج ايران النووي والحملة الأمنية التي نفذتها ضد المحتجين.

وغابت بلدان جنوب شرق آسيا عن توسع بريكس، رغم الدور القيادي لإندونيسيا في حركة عدم الانحياز العائدة إلى حقبة الحرب الباردة.

وأوضحت المحللة السابقة المتخصصة في وكالة الاستخبارات المركزية لدى المجلس الأطلسي كولين كوتل أنه بالنسبة للصين، كان توسيع بريكس مرتبطا أكثر بخطاب هدفه إظهار أن الدول النامية تصطف إلى جانبها، بدلا من أي خطط ملموسة للعمل المشترك.

مع ذلك، يعكس توسيع بريكس برأيها وجود رغبة في إحداث تغير.

وأضافت أن على الولايات المتحدة أن تضع استراتيجية أكثر فعالية من إصرارها الدائم على العمل مع «بلدان تفكر بالطريقة ذاتها»، لكن يستبعد أن تنجح في استنساخ نهج الصين في الإنفاق على مشاريع البنى التحتية.

وقالت «يجب أن تكون هناك حزمة كاملة الرؤية المفصلة البعيدة الأمد إضافة إلى الأموال الملموسة الداعمة لها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *