Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

العيد الوطني الروسي Russia Day بقلم السفير

في الثاني عشر من يونيو تحتفل روسيا الاتحادية بيومها القومي ـ يوم روسيا، وذلك للاحتفاء بالإعلان عن سيادة دولة جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية في الثاني عشر من يونيو 1990. كان هذا الاسم الرسمي لروسيا في ذلك الوقت والذي يعود إرثه التاريخي إلى عدة قرون.

الأراضي الواسعة التي تشكل رقعة دولة روسيا اليوم، كانت مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، وأول تأسيس لدولة روسيا كان في العام 862 على يد الأمير روريك، الذي أصبح حاكم نوفقورد (مدينة في شمال غرب روسيا الحديثة)، بعده استولى روريك على مدينة كييف (عاصمة أوكرانيا الحالية) وبدأ بوضع الأساس للدولة الروسية من خلال جعلها دولة كييفان روس (روسيا الكييفية).

هذا الإرث كان لثلاث دول سلافية حديثة: روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، هذه الدولة التي أدخلت المسيحية من خلال تأثير الإمبراطورية البيزنطية في العام 988، خلال القرنين العاشر والحادي عشر أصبحت كييفان روس دولة ذات نفوذ في شرقي أوروبا، ووصلت مجدها خلال عهد الأمير فلاديمير الأعظم (958 ـ 1015) وياروسلاف الحكيم (978 ـ 1054). في منتصف القرن الثالث عشر وقعت تلك الأراضي كغيرها في يد الاحتلال المنغولي.

في القرن الرابع عشر نهضت إمارة موسكو وأخرجت المنغول من الحكم في العام 1480. وفي العام 1547، توج الأمير إيفان الرابع الرهيب نفسه أول قيصر على روسيا وأسماها «روما الثالثة». في العام 1613، اعتلى القيصر ميخايل رومانوف العرش، وهو الذي أسس عائلة رومانوف القيصرية التي حكمت روسيا لثلاثة قرون.

إن نبض دولة روسيا اشتد من خلال القيصر بطرس الأكبر (1689 ـ 1725)، وهو قام بتحويل روسيا إلى الإمبراطورية الروسية التي أصبحت إحدى الدول العظمى في أوروبا. ونقل بطرس الأكبر العاصمة الروسية من موسكو إلى سان بطرسبورغ، تلك المدينة التي أسسها على سواحل بحر البلطيق. في روسيا يقول الناس إن بطرس الأكبر قام بشق النافذة إلى أوروبا.

خلال القرن التاسع عشر شهدت الثقافة الروسية رواجا اكتسب فيه كتاب عظام، مثل بوشكين ودوستويفسكي وتولستوي، والملحنين مثل تشايكوفسكي وبوردين وموسورجسكي، شهرة عالمية.

وكانت نقطة التحول في التاريخ الروسي هي أحداث بداية القرن العشرين. منذ ثورة 1917 انطلق عصر الاشتراكية وهو من أشهر العصور في التأريخ الروسي. هذا ليس وقت التحولات الاجتماعية فحسب، بل إنه وقت الإنجازات والانتصارات والاكتشافات العلمية العظيمة. وكان للنظام الاشتراكي تأثير كبير على تطور روسيا الحديثة. يمكن تتبع إرث هذا العصر في الاقتصاد والسياسة والثقافة والفنون وغيرها من مجالات المجتمعية. العالم بأسره يعرف أسماء قادة العصر السوفييتي: فلاديمير لينين، جوزيف ستالين، نيكيتا خروتشوف، ليونيد بريجنيف.

شاركت روسيا في كلتا الحربين العالميتين. في الحرب العالمية الأولى قاتلت تحت اسم الإمبراطورية الروسية، ثم الجمهورية الروسية، وفي الحرب العالمية الثانية تحت اسم الاتحاد السوفييتي. كانت كلتا الحربين أصعب محنة لشعبنا. كان غزو ألمانيا النازية في يونيو 1941 للاتحاد السوفييتي إطلاقة للحرب الوطنية العظمى (1941 ـ 1945). وضحى أكثر من 27 مليون مواطن سوفييتي بأرواحهم من أجل الانتصار على النازية وتحرير بلادهم والبشرية جمعاء من استعباد هتلر.

في عقود ما بعد الحرب، تم تحقيق العديد من الإنجازات العظيمة في الاتحاد السوفييتي. وهذا يشمل التعافي الاقتصادي والرخاء الاجتماعي واستكشاف الفضاء والطاقة النووية. وكان الإنجاز المهم لهذه الفترة هو التوازن العسكري من حيث الترسانات النووية والصاروخية للقوى العظمى، مما ضمن السلام والأمن العالميين.

في 12 يونيو 1990، في أول مؤتمر لنواب الشعب لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية (RSFSR)، تم اعتماد إعلان سيادة الدولة لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية كجمهورية ضمن الاتحاد السوفييتي. وتم أيضا الإعلان عن سيادة دستور وقوانين جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية على تشريعات الاتحاد السوفييتي، ومنح حقوق متساوية لجميع المواطنين والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية، ومبدأ الفصل بين الفروع الثلاثة للسلطة ـ التشريعية والتنفيذية والقضائية. كما تم التأكيد على أن الإعلان هو الأساس لإعداد دستور روسيا الجديدة. أما الإعلان فوقع عليه رئيس مجلس السوفييت الأعلى لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية آنذاك، بوريس يلتسين، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية.

في 25 ديسمبر 1991، أعلن رئيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية (الاتحاد السوفييتي)، الزعيم الثامن والأخير للاتحاد السوفييتي، ميخائيل جورباتشوف، استقالته ونقل الصلاحيات، بما في ذلك مفاتيح التحكم بالترسانة النووية، إلى رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية بوريس يلتسين. وفي مساء ذلك اليوم، تم إنزال علم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية من الكرملين واستبداله بالعلم الروسي (علم جمهورية روسيا قبل الثورة البلشفية).

في 21 أبريل 1992، تم تغيير اسم روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية إلى روسيا الاتحادية.

في 11 يونيو 1992، تبنى مجلس السوفييت الأعلى لروسيا الاتحادية قرارا يعلن 12 يونيو «يوم إعلان سيادة دولة روسيا الاتحادية». وأقيم الاحتفال الرسمي به لأول مرة بعد ثلاث سنوات في 12 يونيو 1995. وحصل العيد أيضا على اسم غير رسمي ـ «عيد الاستقلال». ومع ذلك، لم يتم استخدامه مطلقا في الوثائق الرسمية، على الرغم من تداوله في وسائل الإعلام.

في عام 1998، في خطاب متلفز، اقترح الرئيس بوريس يلتسين تغيير مسمى «يوم إعلان سيادة دولة روسيا الاتحادية» وهو مطول وصعب للتداول الى مسمى مقتصر «يوم روسيا». وتم اعتماد الاسم الجديد في عام 2002.

في يومنا هذا يرمز يوم روسيا إلى الوحدة الوطنية والمسؤولية المشتركة للمواطنين الروس عن حاضر ومستقبل وطنهم. هذا هو عيد الحرية والسلام، يوم ميلاد دولة روسية ديموقراطية حديثة حاملة إرثا تاريخيا يتجاوز ألف عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *